120 ألف نازح من الجنوب السوري والأمم المتحدة تحذِّر من كارثة
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان امس إن أكثر من 120 ألفا فروا من ديارهم في جنوب غرب سوريا منذ أن بدأت قوات النظام وحلفاؤها هجوما هناك قبل أسبوعين، في حين حذر مسؤول رفيع بالأمم المتحدة من كارثة بفعل تعرض المدنيين للحصار بين الأطراف المتحاربة. بينما ذكرت مصادر عن اتجاه لوقف اطلاق النار في الجنوب وسط توجه عدد من البلدات لاجراء مصالحات وتسوية اوضاع مسليحها.
وحققت القوات الحكومية وحلفاؤها على ما يبدو انتصارات مهمة في شرق محافظة درعا حيث قال الإعلام الرسمي إنهم دخلوا عدة بلدات. وقال مسؤول بالمعارضة إن الخطوط الأمامية لقوات المعارضة انهارت.
وقال المرصد السوري إن الهجوم الذي تدعمه روسيا أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 98 مدنيا منهم 19 طفلا منذ يوم 19 حزيران.
وأضاف المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا أن الهجوم دفع عشرات الآلاف من الأشخاص نحو الحدود مع الأردن بينما ذهب آلاف آخرون باتجاه هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وسيطرت قوات النظام على مساحة من الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال شرقي مدينة درعا.
وبث التلفزيون الرسمي لقطات لما قال إنها لسكان محليين يحتفلون بوصول الجيش إلى بلدة إبطع التي قالوا إن مقاتلي المعارضة يسلمون أسلحتهم بها.
وقال الإعلام الرسمي إن القوات الحكومية سيطرت على بلدتي الحراك ورخم وإن المقاتلين في أربع بلدات أخرى وافقوا على تسليم أسلحتهم وإبرام اتفاقات «مصالحة» مع الحكومة.
وتتجه بلدات عدة في محافظة درعا الى قبول المصالحة مع الجيش السوري، بحسب ما افاد مصدر عسكري سوري في جنوب سوريا ، في وقت تواصل القوات الحكومية مدعومة من الطيران الروسي عملياتها العسكرية في المنطقة.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن التوصل خلال اليومين الماضيين الى اتفاقات تسوية في ثلاث بلدات في ريف درعا الشرقي.
وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان مفاوضات تجري امس في بلدات عدة من محافظة درعا بين عسكريين روس والفصائل المعارضة للتوصل الى تسويات.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن المفاوضات «تجري بين الروس من جهة والفصائل المعارضة من جهة ثانية عبر وساطة وجهاء في ثماني بلدات في ريف درعا الشرقي».
وقال إن «عناصر من الشرطة العسكرية الروسية يقودون التفاوض للتوصل إلى اتفاقات تسوية في كل بلدة على حدة»، مشيراً إلى أن «التوجه في غالبية البلدات هو القبول بالتسوية التي تتضمن تسليم المقاتلين سلاحهم الثقيل».
وفي اتصال عبر الانترنت من بيروت، أكد الناشط الاعلامي المعارض الموجود في ريف درعا الشرقي أحمد ابازيد ، أن «هناك بلدات تتجه لقبول المصالحات» بسبب الخوف من «الطيران والصواريخ».
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين إن هناك مخاطر جمة من تعرض المدنيين للحصار بين القوات الحكومية من جهة وجماعات المعارضة ومتشددي داعش المتواجدين في المنطقة، من جهة أخرى. وأضاف أن نتيجة ذلك ستكون «كارثة».
وبحسب الامم المتحدة أجبر القصف الجوي الذي ينسب إلى روسيا حليفة النظام السوري أكثر من 66 الف مدني على الفرار من محافظة درعا بحثاً عن الأمان في حين يختبئ الباقون في الأقبية.
لكن من يحاولون الفرار يُطلب منهم دفع المال لعبور حواجز الجيش السوري في حين يمنع مسلحو داعش المدنيين من المغادرة، بحسب بيان للمفوض صدر في جنيف.
واضاف البيان انه «مع تكثف المعارك هناك خطر كبير في ان يعلق الكثير من المدنيين».
وقال انه لديه معلومات مفادها ان «المدنيين في الايام الاخيرة، اضطروا لدفع المال لعبور المناطق التي يسيطر عليها الجيش في جنوب شرق درعا وغربها وفي منطقة السويداء».
واضاف:«لدينا ايضا معلومات مفادها ان مسلحي تنظيم داعش في مناطق وادي اليرموك يمنعون المدنيين من مغادرة المناطق التي يسيطرون عليها».
في هذه الاثناء أكد وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي في نيويورك ان بلاده تبذل جهودا للتوصل الى وقف لاطلاق النار في جنوب سوريا حيث تقوم قوات النظام بعملية عسكرية ضد الفصائل المعارضة.
وقال الصفدي في مؤتمر صحافي عقب لقائه الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش:«وضعت الأمين العام في صورة جهود المملكة مع جميع الأطراف لوقف النار وضمان حماية المدنيين وأيضا ضمان تقديم كل الدعم الممكن لأشقائنا السوريين في بلدهم وعلى أرضهم».
وقال مصدر رسمي أردني إن هناك تقارير مؤكدة عن التوصل إلى وقف لإطلاق نار في جنوب سوريا سيفضي إلى «مصالحة» بين المعارضة وقوات الحكومة بعد أن تسببت المعارك بينهما في إثارة مخاوف من وقوع كارثة إنسانية.
وقالت جمانة غنيمات وزيرة الدولة لشؤون الإعلام والمتحدثة باسم الحكومة في وقت سابق لوكالة الأنباء الأردنية (بترا): «الأردن يرحب بأي اتفاق للهدنة والتهدئة حفاظا على أرواح المدنيين وخصوصا الأطفال والنساء».
وقالت غنيمات:«البحث والتواصل لم يتوقفا مع جميع الأطراف لإنجاح مساعي وقف التصعيد العسكري».
وتابعت قائلة: «الأردن يرحب بأي حل لحقن الدماء وعدم تشريد المزيد من المدنيين من الإخوة السوريين».
واشار مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة ليس بوسعها تأكيد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في جنوب سوريا حيث قُتل عشرات المدنيين وأوقف العنف قوافل الإغاثة الإنسانية.
وقال المسؤول للصحفيين «لا نستطيع تأكيد التقارير عن وقف لإطلاق نار. على حد علمنا، فإن المعارك مستمرة في منطقة جنوب غرب سوريا حيث يواصل النظام وروسيا قصف المنطقة… الوضع لا يزال قاتما».
وفي اسطنبول نددت تركيا بعنف بعمليات القصف الدامية التي يشنها النظام السوري ضد فصائل معارضة في الجنوب ودعت حلفاء دمشق الى وقف الهجمات التي «تقوض» جهود تسوية النزاع على حد قولها.
وصرح وزير الخارجية مولود تشاوش اوغلو في مقابلة مع شبكة «ان تي في» ان «روسيا وايران والولايات المتحدة تتحملان جزءا من المسؤولية في هذه الانتهاكات».
وتابع تشاوش اوغلو ان الولايات المتحدة «تفاوضت على اتفاق مع روسيا وعليها اتخاذ الاجراءات الضرورية لوقف هذه الانتهاكات».
المصدر:aliwaa
المصدر:aliwaa