20 قتيلاً بينهم 5 عسكريين أمريكيين بهجوم لـ «داعش» في منبج
قتل 20 شخصاً على الأقل، بينهم مدنيون وخمسة جنود أمريكيين من قوات التحالف الدولي، أمس، بتفجير انتحاري تبناه تنظيم «داعش»، وسط مدينة منبج في شمال سوريا، فيما أعلن نائب الرئيس الامريكي مايك بنس أن واشنطن ستضمن «أن لا يطل تنظيم داعش برأسه البشع مرة أخرى»، في وقت نددت السلطات السورية، بالعدوان التركي إثر تصريحات للرئيس رجب طيب أردوغان حول استعداد بلاده لإقامة «منطقة آمنة» في شمال البلاد، معتبرة أن ذلك يمثل احتلالاً تركياً للاراضي السورية، في حين بدا الموقف الكردي مضطربا حيث اعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) عن سعيها للتوصل إلى «حلول وتفاهمات» مع تركيا وعزمها دعم إقامة «المنطقة الآمنة»، وذلك عقب تصريحات رافضة من أبرز القياديين الأكراد.
ووقع التفجير في مطعم في وسط مدينة منبج الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وهي ائتلاف مقاتلين عرب وأكراد مدعوم من واشنطن، بحسب المرصد السوري. وقال المرصد «أقدم انتحاري على تفجير نفسه عند مدخل المطعم أثناء وجود عناصر دورية أمريكية داخله».
وكان المرصد أفاد عن مقتل 16 شخصاً على الأقل هم تسعة مدنيين، وخمسة مقاتلين محليين تابعين لقوات سوريا الديمقراطية كانوا يرافقون دورية أمريكية تابعة للتحالف، وعنصران أمريكيان من التحالف.
وأعلن الرئيس التركي، رحب طيب أردوغان، أن التفجير الذي هز مدينة منبج أودى بحياة 27 شخصاً بينهم 5 عسكريين أمريكيين، معتبراً أنه هدف للتأثير في قرار واشنطن سحب قواتها من سوريا. وأقرّ التحالف الدولي بمقتل أمريكيين جراء التفجير من دون تحديد عددهم. وقال متحدث باسم التحالف في بيان «قتل عناصر من القوات الأمريكية خلال انفجار أثناء قيامهم بدورية روتينية في سوريا».
وفي واشنطن، قال نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس إن الولايات المتحدة ستقاتل لتضمن هزيمة تنظيم «داعش». إلا أنه جدد التأكيد على خطط سحب القوات الأمريكية من سوريا. وقال بنس لتجمع في واشنطن لسفراء الولايات المتحدة في العالم «سنبقى في المنطقة وسنواصل القتال لضمان أن لا يطل «داعش» برأسه البشع مرة أخرى». من جهة اخرى، نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أن تصريحات أردوغان «تؤكد مرة جديدة أن هذا النظام راعي الإرهابيين… لا يتعامل إلا بلغة الاحتلال والعدوان ولا يمكن إلا أن يكون نظاماً مارقاً متهوراً غير مسؤول». وتابع المصدر أن «سوريا تؤكد أن محاولة المساس بوحدتها لن تعتبر إلا عدواناً واضحاً واحتلالاً لأراضيها ونشراً وحماية ودعماً للإرهاب الدولي من قبل تركيا، والذي تحاربه سوريا منذ ثماني سنوات». وأضاف أن «سوريا تشدد على أنها كانت وما زالت مصممة على الدفاع عن شعبها وحرمة أراضيها ضد أي شكل من أشكال العدوان والاحتلال بما فيه الاحتلال التركي للأراضي السورية بكل الوسائل والإمكانيات».
في الاثناء، قال ألدار خليل، الذي يُعد أحد أبرز القياديين الأكراد وأحد مهندسي الإدارة الذاتية، في تصريحات لفرانس برس «يمكن رسم خط فاصل بين تركيا وشمال سوريا عبر استقدام قوات تابعة للأمم المتحدة لحفظ الأمن والسلام أو الضغط على تركيا لعدم مهاجمة مناطقنا». وأضاف «أما الخيارات الأخرى فلا يمكن القبول بها لأنها تمس سيادة سوريا وسيادة إدارتنا الذاتية»، معتبراً أن «تركيا ليست مستقلة وليست حيادية وهذا يعني أنها طرف ضمن هذا الصراع». ورأى خليل أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب يريد تحقيق هذه المناطق الآمنة عبر التعاون التركي، لكن أي دور لتركيا سيغير المعادلة ولن تكون المنطقة آمنة، بل على العكس تركيا هي طرف والطرف لا يمكن أن يكون ضماناً للأمان».
المصدر: الخليج