220 شهيد مدني في الشهر الثلاثين لضربات التحالف على سوريا يرفع لنحو 1100 عدد الشهداء المدنيين منذ بدء استهدافها للأراضي السورية
مع إتمام التحالف الدولي الشهر الثلاثين من بدء ضرباته في سوريا، ترتفع يوماً بعد يوم حصيلة الخسائر البشرية التي يوثقها المرصد السوري لحقوق الإنسان، جراء هذه الضربات التي تصاعدت في الشهر الأخير لهذه الضربات، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ الـ 23 من شباط / فبراير من العام الجاري 2017، وحتى اليوم الـ 23 من آذار / مارس من العام ذاته استشهاد 220 مواطن، جراء الغارات المتصاعدة للتحالف الدولي على ريف حلب الغربي وريف الرقة الشمالي ومناطق أخرى في ريف إدلب والشمال السوري، كما أسفرت هذه الضربات المكثفة عن إصابة المئات من المواطنين المدنيين بجراح متفاوتة الخطورة، وبعضهم تعرض لإعاقات دائمة وبتر أطراف، مع تدمير مبانٍ وممتلكات لمواطنين ومرافق عامة.
وليرتفع بذلك إلى 7371 عدد الشهداء والقتلى من مدنيين وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” وهيئة تحرير الشام وفصائل إسلامية وقوات النظام والمسلحين الموالين لها، كما أصيب المئات بجراح في الغارات والضربات ذاتها، غالبيتهم الساحقة من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ومن ضمن المجموع العام للخسائر البشرية 1096 شهداء مدنيين سوريين، بينهم 236 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و155 مواطنة فوق سن الـ 18، في محافظات الحسكة والرقة وحلب وإدلب ودير الزور، بينهم 58 شخصاً بينهم 6 أطفال ومواطنة و19 لا يزالون مجهولي الهوية في ضربات استهدفت مركز دعوي في قرية الجينة بريف حلب الغربي، وأكثر من 64 ضمنهم 12 طفلاً استشهدوا في قصف لطائرات التحالف على منطقة التوخار بريف منبج الشمالي، و64 مواطناً تم توثيق استشهادهم في المجزرة التي ارتكبتها طائرات التحالف العربي – الدولي، ليل الخميس – الجمعة، (30-4 // 1-5) 2015، بقرية بير محلي الواقعة قرب بلدة صرين في جنوب مدينة عين العرب (كوباني) بمحافظة حلب، وتوزع الشهداء على الشكل التالي:: 31 طفلاً دون سن الثامنة عشر هم 16 طفلة و15 طفلاً ذكراً، و19 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، و13 رجلاً فوق سن الـ 18، وفتى في الثامنة عشر من عمره.
وقيادي في تنظيم “الدولة الإسلامية” قضى مع زوجته و4 من أطفالهما، في قصف لطائرات حربية تابعة للتحالف على منطقة دابق بريف حلب الشمالي.
كذلك قتل 5872 على الأقل من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، غالبيتهم من جنسيات غير سورية من ضمنهم عشرات القياديين من جنسيات سورية وعربية وأجنبية، أبرزهم أبو عمر الشيشاني القيادي العسكري البارز وأبو الهيجاء التونسي وأبو أسامة العراقي “والي ولاية البركة” وعامر الرفدان “الوالي السابق لولاية الخير” والقيادي أبو سياف وأبو جندل الكويتي وأبو سفيان العمراني وأبو حذيفة الأردني.
كما لقي ما لا يقل عن 141 مقاتلاً من جبهة النصرة (جبهة فتح الشام حالياً) مصرعهم، جراء ضربات صاروخية نفذها التحالف العربي – الدولي وغارات لطائراته، أبرزهم القيادي في تنظيم القاعدة محسن الفضلي وأبو همام -القائد العسكري في جبهة النصرة والقيادي أبو عمر الكردي والقياديان أبو حمزة الفرنسي وأبو قتادة التونسي وأبو الأفغان المصري
في حين قضى 10 مقاتلين من جيش السنة جراء قصف لطائرات التحالف الدولي على مقرهم في منطقة أطمة بريف إدلب، كما استشهد مقاتل من لواء إسلامي كان معتقلاً لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” جراء قصف لطائرات التحالف الدولي على مقر لتنظيم “الدولة الإسلامية” في ناحية معدان بريف مدينة الرقة.
كذلك قتل إعلامي في وكالة إعلامية تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” جراء ضربات نفذتها طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي على مناطق في قرية تل بطال بريف حلب الشمالي.
في حين قتلت طائرات التحالف الدولي 90 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها باستهدافها لكتيبة المدفعية ومواقع أخرى في جبل الثردة في محيط مدينة دير الزور.
و154 من المجموعات الجهادية قضوا في القصف من قبل الطائرات التابعة للتحالف الدولي على محافظة إدلب وريف حلب الغربي، من بينهم عشرات القياديين البارزين والميدانيين و”الجهاديين العالميين”.
ونعتقد في المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنَّ الخسائر البشرية، في صفوف عناصر تنظيم “الدولة الاسلامية” وفصائل إسلامية أخرى، هي أكبر من العدد الذي تمكن المرصد من توثيقه حتى الآن، وذلك بسبب التكتم الشديد من قبل الأطراف المستَهدَفة على خسائرها البشرية.
إن المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومع استشهاد نحو 1096 مدني سوري بينهم حوالي 400 طفل ومواطنة في ضربات التحالف الدولية الجوية والصاروخية على مناطق سورية عدة، يجدد استنكاره الشديد لصم التحالف الدولي آذانه عن الدعوات المستمرة التي أطلقها المرصد لتحييد المدنيين عن عملياته العسكرية، كما نكرر في المرصد السوري تذكيرنا وتحذيرنا للتحالف الدولي بوجوب توخي الحذر خلال الضربات الجوية التي تنفذها طائراتها، وعدم استهداف المدنيين تحت أي ذريعة كانت، فوجود أي عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” أو من “المجموعات الجهادية” في منطقة مدنية، لا يبرر ولا بأي شكل قصف هذه المنطقة، فالشعب السوري لا ينقصه الموت، حتى يتم استهدافه بمزيد من الطائرات الحربية والمروحية والمسيرة من دون طيار، فقد استشهد وجرح وشرد من أبناء هذا الشعب الملايين نتيجة القصف الذي استهدف مناطق تواجدهم، فيما يواصل المجتمع الدولي صمته المرعب، تجاه آلام الشعب السوري وآماله في الوصول إلى دولة العدالة والمساواة والديمقراطية والحرية، وتقديم قتلتهم إلى المحاكم المختصة لينالوا هم وآمريهم والمحرضين عليهم عقابهم.