260 مدنياً استشهدوا خلال شهر من تصعيد القصف الجوي على دير الزور ونحو 75% منهم قتلتهم طائرات التحالف في مدينة الميادين
ما عادت آلة القتل تعرف الوقوف، ولم يعد القاتل يشبع من لحوم الجثث الآدمية، وهو في كل يوم يزيد نهمه، مع زيادة قتل المواطنين السوريين يوماً بعد الآخر، ولم تكفِ طائرات نظام بشار الأسد لقتل السوريين في بلادهم، حتى أتتهم طائرات من وراء الحدود، تحمل القنابل والصواريخ المحشوة بالموت، ولم يغفر لأهل البلاد أنهم حُكموا بالحديد والنار، بل بات الأخير قاتلهم اليومي، فما أن يسود الهدوء مدينة، حتى تأتي أسراب الطائرات تلقي بنارها وحديدها وبارودها على أهلها فتدمِّر وتقتل وتوقع المجازر.
هذا القتل سابق الذكر، حام هذه المرة على رؤوس قاطني مدينة الميادين السورية، وأهلها والنازحين إليها، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد منذ الـ 22 من أيار / مايو الفائت من العام الجاري، بدء طائرات التحالف الدولي قصفها المكثف، على مدينة الميادين، متسببة في وقوع مجازر خلفت مئات الشهداء والجرحى، جنباً إلى جنب مع تصاعد القتل بطائرات نظام بشار الأسد الحربية والطائرات الروسية في الفترة ذاتها، والممتدة منذ الـ 22 من أيار / مايو الفائت من العام 2017، وحتى الـ 22 من حزيران / يونيو الجاري.
حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، منذ بدء التصعيد، استشهاد 189 شخصاً بينهم 82 طفلاً و70 مواطنة، هم 35 مواطناً مدنياً بينهم 14 طفلاً دون سن الثامنة عشر و13 مواطنة فوق سن الـ 18، استشهدوا في قصف للتحالف على المدينة، بالإضافة لـ 154 من عوائل عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” بينهم 68 طفلاً و57 مواطنة قضوا في الضربات على مبنى الدهموش الواقع بالقرب من المجمع الحكومي المعروف بالسرايا ومقهى الشاكر بمدينة الميادين في الريف الشرقي لمدينة دير الزور، المؤلف من 4 طوابق والذي كانت تقطن معظم منازله عوائل عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” من الجنسيتين السورية والمغاربية.
كما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد 20 شخصاً بينهم مواطنة جراء قصف للطائرات التابعة للتحالف الدولي، على مناطق في البوكمال وبقرص وأبو النيتل والقورية والبصيرة وجديد عكيدات ومناطق أخرى بريف دير الزور الشرقي، إضافة لإصابة عشرات آخرين بجراح خطرة.
كما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان 51 شهيداً مدنياً بينهم 20 طفلاً دون سن الثامنة عشر و12 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، إثر غارات نفذتها الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام على مناطق في مدينة دير الزور ومناطق أخرى في ريفيها الشرقي والغربي.
كذلك تسببت الضربات الجوية للتحالف الدولي ولطائرات النظام والطائرات الروسية في تدمير عشرات المباني والمنازل السكنية، ودمار في البنى التحتية والمرافق العامة، إضافة لإصابة مئات الأشخاص بجراح متفاوتة الخطورة، وبعضهم تعرض للإعاقة الدائمة، إضافة لبتر أطراف البعض الآخر منهم
في حين رصد المرصد السوري استمرار حركة نزوح لمئات العوائل من مدينة الميادين ومدن وبلدات أخرى في الريف الشرقي لدير الزور، مع استمرار تصعيد القصف، حيث يتجه النازحون نحو قرى في ريفها، تخوفاً من قصف جديد للتحالف الدولي أو لجهات أخرى قد يوقع مجازر بحقهم، وبخاصة أن مدينة الميادين استقبلت في الأشهر الفائتة آلاف العوائل النازحة من مناطق سورية خاضعة لسيطرة التنظيم ومن الأراضي العراقية بينهم عوائل من التنظيم