28 شهيداً من المعتقلين ينضمون إلى قافلة شهداء المعتقلات التي تصاعدت أعداد الملتحقين بها لنحو 14800 وثقوا من ضمن أكثر من 60 ألف قتلهم التعذيب بأنواعه

7

تتواصل عمليات القتل بحق مدنيين، سلبت منهم قواهم، وباتت أنفاسهم هي ما يربطهم بهذه الحياة، التي لم يروا منها في السنوات الأخيرة سوى سوط السجان ووجهه ودماء متناثرة هناك وهناك، وأجساد مزرقَّة من التعذيب وتنزف الموت في كل لحظة، ضمن جدران أربعة شبيهة بقبر مؤقت، ينقلون بعدها إما إلى قبر آخر ومدفن آخر قد يكون جماعياً، أو إلى حياة مليئة بذكريات الموت والتعذيب والقتل، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جديد مفارقة شاب من بقعة جغرافية مدمرة للحياة، بعد نحو 3 سنوات من اعتقاله، حيث أكدت مصادر موثوقة استشهاد الناشط الفلسطيني – السوري نيراز سعيد المنحدر من مخيم اليرموك في جنوب العاصمة دمشق، عقب رحلة طويلة من التعذيب والتنكيل، لينضم إلى 27 آخرين قتلهم سوط الجلاد وديكتاتورية النظام خلال الشهر الأخير، منذ منتصف شهر حزيران / يونيو الجاري من العام 2018، فيما علم المرصد السوري لحقوق الإنسان من مصادر متقاطعة أن مئات المعتقلين جرى توفيتهم في السجلات المدنية التابعة للنظام، دونما إبلاغ ذويهم، بينما أكدت مصادر أخرى للمرصد أن المئات من المدنيين جرى الإفراج عنهم بشكل متتابع خلال الشهرين الأخيرين، بعيداً عن الأضواء الإعلامية، إذ أفرجت عنهم سلطات النظام بشكل متتابع.

المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق تصاعد أعداد الخسائر البشرية، لتبلغ 14796 شهيداً مدنياً، بينهم 120 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و59 مواطنة فوق سن الـ 18، ممن قضوا منذ انطلاقة الثورة السورية في الـ منتصف آذار / مارس من العام 2011، وحتى اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب في الـ 16 من شهر تموز / يوليو من العام الجاري 2018، من أصل ما لا يقل عن 60 ألف معتقل، استشهدوا داخل هذه الأفرع وسجن صيدنايا خلال أكثر من 7 سنوات، إما نتيجة التعذيب الجسدي المباشر، أو الحرمان من الطعام والدواء، كما أن المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد تحويل قضية المعتقلين السوريين، إلى أوراق ضغط يتحكم بها اللاعبون في الملعب السوري، فكانت قضية الإفراج عنهم والعمل من أجل أن تفرغ السجون، عبارة عن لعبة مصالح، تتلاعب بها الجهات الدولية والأطراف المحلية والإقليمية، لتستخدمها في مفاوضاتها واتفاقاتها، ليسفر هذا التخاذل في قضية المعتقلين، عن وقوع آلاف الضحايا

أيضاً وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان نحو 140 ألف معتقل، ممن لا يزالون في سجون ومعتقلات النظام السوري، ويعانون من أوضاع إنسانية بالغة السوء وكارثية، وسط تعذيب جسدي ونفسي وإهانات وتنكيل يجري تعريضهم لها بشكل يومي، وفيما يخص الشهداء تحت التعذيب فإن قوات النظام سلمت جثامين بعض المعتقلين الشهداء لذويهم، حيث تم إبلاغ المرصد السوري لحقوق الإنسان من عدد من المصادر الموثوقة بمعلومات أفادت بما سبق، بالإضافة لإبلاغ آخرين بأن أبناءهم قد قضوا داخل المعتقلات، وطلبوا منهم إخراج شهادة وفاة لهم، كما أُجبر ذوو البعض الآخر من الشهداء الذين قضوا تحت التعذيب داخل معتقلات النظام، على التوقيع على تصاريح بأن مجموعات مقاتلة معارضة هي التي قتلتهم، كما وردت إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان معلومات تشير إلى وجود الكثير من الحالات لمواطنين استشهدوا تحت التعذيب داخل معتقلات النظام، تحفظ فيها أهاليهم وذووهم، على إعلان وفاتهم، خوفاً من الملاحقة الأمنية والاعتقال.

إن المرصد السوري يضم صوته لصوت المنادين بوقف القتل والتعذيب الممنهج ضد المدنيين والسجناء والمعتقلين، وضمان حقوقهم وعدم انتهاكها، والكف عن اعتقال المعارضين للآراء والأفكار والمواقف التي يطلقها النظام الديكتاتوري الحاكم لسوريا، كما أن المرصد السوري وبعد تغييب ملف المعتقلين السوريين بشكل كامل، يجدد مطالبته لإعادة تفعيل قضية المعتقلين بقوة، بعد أن غيِّبت بفعل أطراف جعلت من ملفات أخرى ومن مصالح فئوية أولويتها، كما يدعو المبعوث الأممي السيد ستيفان ديمستورا والجهات الدولية الفاعلة، والمنظمات الإقليمية والدولية إلى العمل الحثيث والجاد، ليكون ملف الإفراج عن عشرات آلاف المعتقلين والمختطفين في أولوية أي لقاء سياسي أو مؤتمر أو مفاوضات، وأن لا يُكتفى بالقول فقط، بل أن تكون هناك خطوات عملية لبدء الإفراج عن المعتقلين، كذلك يحث المجتمع الدولي وبالأخص الأمين العام للأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، بالعمل الفوري من خلال الضغط على النظام السوري، من أجل الإفراج عن ما تبقى من معتقلين على قيد الحياة، والعمل على إنشاء محكمة لمحاكمة الجلادين المجرمين القتلة وآمريهم، الذين انعدمت الإنسانية في قلوبهم وضمائرهم، وقاموا بقتل هذا العدد الكبير من أبناء الشعب السوري.