30 ساعة من “نبع السلام”: نحو 70 ألف نازح مدني.. 11 قرية في أيدي تركيا والفصائل الموالية لها…و10 شهداء مدنيين و46 قتيل من “قسد والفصائل”

50

المرصد السوري لحقوق الإنسان: 30 ساعة مرت منذ لحظة إطلاق القوات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها عملياتها في شمال وشرق سوريا تحت مُسمى عملية “نبع السلام”، شهدت خلالها المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق اشتباكات عنيفة بين القوات التركية والفصائل الموالية لها من جانب وقوات سوريا الديمقراطية والمجالس العسكرية التابعة لها من جانب آخر، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، إضافة إلى سيطرة القوات التركية على عدد من القرى، وسط اشتباكات عنيفة بين الجانبين. وعلى مدار الساعات الماضية، تابع المرصد السوري لحقوق الإنسان ما حدث على كل جبهات المعركة، إضافة إلى ما حدث في الداخل السوري من عمليات نزوح أو سقوط شهداء نتيجة القذائف التركية العشوائية التي طالت المدنيين في مختلف أنحاء الشمال السوري.

ضحايا مدنيين وآلاف النازحين.. العملية العسكرية التركية تهدد بكارثة إنسانية جديدة

منذ الساعات الأولى لصباح يوم الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عمليات نزوح للمدنيين من مناطق متفرقة في منطقة شرق الفرات، فرارا من العملية العسكرية التركية على المنطقة. وبحسب إحصاءات “المرصد”، فإن عدد النازحين تجاوز 70 ألف مدني نزحوا من بلداتهم ومدنهم وقراهم، خوفا من أن يسقطوا ضحية للعمليات العسكرية التركية. وبحسب ما رصدته مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان على الأرض، فإن مدينتا الدرباسية ورأس العين باتتا شبه خاليتين من السكان تماما.

ولا تتوقف تداعيات العملية العسكرية التركية المُسماة بـ”نبع السلام” عند حد دفع المدنيين نحو النزوح، بل أدت كذلك إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين نتيجة القذائف العشوائية التي أطلقتها القوات التركية على مناطق متفرقة. ووفقا لما وثَّقه المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن طفلة استُشهدت نتيجة القذائف التركية، فيما أصيبت طفلة ومواطنة آخرتين بجروح مختلفة، نتيجة القذائف التركية التي سقطت على حي “قدور بك” بمدينة القامشلي، فيما تعرضت مناطق في حي الهلالية في القسم الغربي من المدينة إلى قصف صاروخي تركي. وارتفع تعداد الشهداء المدنيين الذين قضوا جراء القصف والاستهدافات التركية منذ انطلاق عملية “نبع السلام” في شرق الفرات، إلى 10 شهداء، هم: اثنان من موظفي “الإدارة الذاتية” بالقصف الذي استهدف قرية “مطكلط” بريف منطقة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، ورجل ومواطنة من المكون السرياني جراء قصف حي البشيرية بمدينة “القامشلي” من قبل القوات التركية، وطفلة في قصف استهدف ريف القحطانية، ورجل في القصف على محيط تل أبيض استشهد، وآخر في الاستهداف الذي طال محيط وريف منطقة رأس العين بريف الحسكة، ورجل جراء استهدافه بقناص القوات التركية في مدينة الدرباسية. ولا يزال عدد الشهداء مرشحا للزيادة، نظرا لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة.

في الوقت ذاته، رصد “المرصد السوري” قصفا جويا تركيا استهدف مدخل مدينة “تل أبيض” من جهة محافظة الرقة، تزامنا مع مرور سيارات الوفود العشائرية والمدنية القادمة من الرقة إلى “تل أبيض” للمشاركة في اعتصام “خيمة الدروع البشرية” لاستنكار العملية العسكرية التركية على المنطقة، ما أدى إلى سقوط جرحى في صفوف القافلة. وأكدت مصادر موثوقة، لـ”المرصد السوري”، استهداف القوات التركية ساحة الاعتصام بالقصف، ما أدى إلى سقوط جرحى في صفوف المعتصمين. كما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد شخص وإصابة ما لا يقل عن 7 آخرين بجراح، نتيجة قصف صاروخي نفذته قوات مجلس “جرابلس” العسكري على مدينة “جرابلس” ومحيطها في ريف حلب الشمالي الشرقي.

11 قرية في أيدي تركيا وقصف جوي وبري واشتباكات.. معارك عنيفة بين “قسد” والقوات التركية والفصائل الموالية لها.

على مدار يوم ونصف تقريبان رصد “المرصد السوري” تقدم القوات التركية والفصائل الموالية لها بغطاء جوي وبري مكثف في 11 قرية من منطقي تل أبيض ورأس العين، حيث بسطت القوات التركية سيطرتها على كل من قرى طبابين والمشرفة واليابسة وتل فندر وبئر عاشق التي جرت عملية السيطرة عليها عبر مساعدة خلايا نائمة في القرية بحسب ما أكدت مصادر موثوقة، بالإضافة إلى بسط سيطرتها على مزرعة المسيحي وحميدة والمهيدة في محيط تل أبيض، إضافة إلى قريتي كشتو وعلوك وأقصاص في محور رأس العين، بحسب ما أكدت مصادر “المرصد السوري”، التي أضافت أن “الاشتباكات العنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية من ناحية والقوات التركية والفصائل الموالية لها من ناحية أخرى، انتقلت إلى أطراف مدينة تل أبيض عند الشريط الحدودي مع تركيا ضمن محافظة الرقة”، مضيفة: “تتواصل الاشتباكات بوتيرة عنيفة داخل مدينة رأس العين وعلى أطرافها، بين قوات سوريا الديمقراطية من طرف والفصائل الموالية لتركيا ومسلحين محليين من طرف آخر”. وبحسب المصادر، فإن “المسلحين المحليين كانوا معتقلين لدى (قسد) بتهمة (التخابر مع تركيا والعمالة لتنظيم الدولة الإسلامية) قبل أن تفرج قوات سوريا الديمقراطية عنهم”.

وفي قرية “أم الخير” الواقعة جنوب رأس العين، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان اشتباكات عنيفة بين قوى الأمن الداخلي (الآسايش) والخلايا المسلحة الموالية لتركيا، حيث استمرت الاشتباكات لساعات جرى خلالها قطع طريق “رأس العين- الحسكة”، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 9 من الخلايا، بالإضافة لاعتقال آخرين، فيما قُتل 3 عناصر من “الآسايش” في الاشتباكات ذاتها. كذلك، قصفت المدفعية التركية أطراف قرية “عين ديوار” في ريف مدينة “المالكية”، وسط تحليق مكثف للطائرات التركية في سماء المنطقة، بينما جرت استهدافات متبادلة متقطعة بين “قسد” والقوات التركية على محور عين ديوار.

في الوقت نفسه، رصد “المرصد السوري” اشتباكات عنيفة على محاور في أطراف مدينة “الدرباسية” بريف الحسكة، نتيجة هجوم نفذته القوات التركية والفصائل الموالية لها في محاولة لاقتحام المدينة، وسط قصف مكثف وعنيف على محاور القتال بالإضافة لاستهدافات متبادلة بالرشاشات الثقيلة، فيما قصفت القوات التركية مناطق في محيط قريتي الزهيرية وجم شرف في ريف المالكية، كما تمكنت “قسد” من إسقاط طائرة استطلاع في سماء منطقة “قصر ديب” بريف المالكية. ورصد “المرصد السوري” اشتباكات عنيفة على محاور بريف مدينة منبج شمال شرق حلب، بين الفصائل الموالية لتركيا من جهة ومجلس منبج العسكري من جهة أخرى، ترافقت مع قصف واستهدافات متبادلة، وسط معلومات عن خسائر بشرية بين الطرفين.
وعلم “المرصد السوري”، من مصادر موثوقة، أن مسلحين محليين موالين لـ”أنقرة” هاجموا بعد عصر اليوم مدينة “رأس العين” في ريف الحسكة الشمالي الغربي، حيث جرى الهجوم من 3 محاور انطلاقاً من القرى التي ينتمي إليها المسلحين، وهي: محور تل حلف والصناعة، ومحور الدرباسية، ومحور طريق “الحسكة – رأس العين”، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين داخل أحياء المدينة، وسط قصف مكثف، ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر قوات سوريا الديمقراطية.

وارتفع تعداد القتلى في صفوف قوات سوريا الديمقراطية والمجالس العسكرية وقوى الأمن الداخلي جراء قصف جوي وبري تركي واشتباكات مع القوات التركية والفصائل الموالية لها منذ بدء العملية العسكرية التركية عصر أمس إلى 29، فيما ارتفع تعداد قتلى الفصائل السورية الموالية لـ”أنقرة” وقتلى الخلايا الموالية لتركيا خلال استهدافات واشتباكات مع “قسد” خلال الفترة ذاتها إلى 17، إلا أن تعداد الذين قتلوا مرشح للارتفاع لوجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة.

وبحسب ما وثقه المرصد السوري لحقوق الإنسان عبر مصادره المتعددة، فإن 4 عناصر من قوات سوريا الديمقراطية قُتلت في استهداف للطائرات التركية للواء 93 بمنطقة “عين عيسى”، فيما وثق “المرصد السوري” مقتل وإصابة عدة عناصر من “قسد” جراء غارات جوية نفذتها طائرات تركية على موقع لهم في منطقة الصناعة برأس العين، بينما تمكنت فصائل موالية لـ”أنقرة” من قطع طريق “رأس العين – الدرباسية”، مستغلة الاشتباكات التي دارت في محور الصناعة. ونتيجة للاشتباكات العنيفة، علم “المرصد السوري” أن “مجلس دير الزور العسكري” دفع بتعزيزات عسكرية إلى الحدود السورية – التركية لصد الهجمات التركية، فيما أعلن “مجلس الهول العسكري” إرسال قوات إلى الحدود لمؤازرة “قسد” وبقية المجالس العسكرية هناك.