4 أشهر متتالية من الاغتيالات والتفجيرات لخلايا التنظيم ومجموعات مجهولة في إدلب ومحيطها تودي بحياة 290 مدنياً ومقاتلاً سورياً وغير سوري
لم تكد إدلب تنتشل نفسها من الاحتراب الداخلي، حتى بدأت الخلايا النائمة والمجموعات المجهولة، تفرض نفسها على الساحة الإدلبية وعلى محيطها من أرياف حلب الغربية وشمال حماة، فارضة معها انفلاتاً أمنياً غير مسبوقاً في أية منطقة سورية، فباتت التفجيرات سواء من خلال العبوات الناسفة أو الدراجات النارية المفخخة أو العربات المفخخة، منتشرة في معظم المناطق ضمن محافظة إدلب ومحيطها، مع عمليات خطف وتعذيب ومطالبات بفدىً مالية، وعمليات قتل وإطلاق نار وإعدام وتعليق جثث ورميها في احراس أو على طرقات واصلة بين مدن وبلدات وقرى المحافظة، بحيث تصاعدت هذه العمليات وتوسعت مناطق تنفيذها يوماً بعد الآخر، بشكل طردي، فمع مرور الوقت بات أعداد العناصر المنفذة للاغتيالات ومحاولات الاغتيال والاختطاف تتكاثر.
المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد تصاعد الاغتيالات هذه منذ الـ 26 من نيسان / أبريل الفائت، من العام الجاري، لتستكمل شهرها الرابع على التوالي، اليوم الـ 26 من آب / أغسطس الجاري من العام 2018، حيث نفذت الاغتيالات في قسمها الأكبر من قبل خلايا نائمة تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، والتي بدأت تنشط في أعقاب إنتهاء وجودها في إدلب وريف حماة الشرقي، حيث نفذت الاغتيالات بوسائل مختلفة، من إطلاق نار إلى تفجير عبوات ناسفة، إلى تفجير دراجات نارية مفخخة، وصولاً لتفجير سيارات وعربات مفخخة، واختطاف وذبح وتعليق جثامين، وجرت عمليات الاغتيال في مدينة إدلب وأريافها الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية، وريف حلب الغربي، والقطاع الشمالي من ريف حماة، وسفوح جبال اللاذقية.
الخسائر البشرية التي وثقها المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ الـ 26 من نيسان / أبريل الفائت من العام الجاري 2018، بلغت 289 شخصاً على الأقل ممن اغتيلوا في أرياف إدلب حلب وحماة، هم زوجة قيادي أوزبكي وطفل آخر كان برفقتها، إضافة إلى 56 مدنياً بينهم 9 أطفال و6 مواطنات، اغتيلوا من خلال تفجير مفخخات وتفجير عبوات ناسفة وإطلاق نار واختطاف وقتل ومن ثم رمي الجثث في مناطق منعزلة، و201 مقاتلاً من الجنسية السورية ينتمون إلى هيئة تحرير الشام وفيلق الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية وجيش العزة وفصائل أخرى عاملة في إدلب، و30 مقاتلاً من جنسيات صومالية وأوزبكية وآسيوية وقوقازية وخليجية وأردنية وتركية، اغتيلوا بالطرق ذاتها، كذلك فإن محاولات الاغتيال تسببت بإصابة عشرات الأشخاص بجراح متفاوتة الخطورة، بينما عمدت الفصائل لتكثيف مداهماتها وعملياتها ضد خلايا نائمة اتهمتها بالتبعية لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
المرصد السوري لحقوق الإنسان كان رصد إخفاق الفصائل العاملة في الريف الإدلبي وأرياف حلب وحماة، في ضبط الفلتان الأمني، على الرغم من الحملات الأمنية التي ساهمت في اعتقال عشرات الأشخاص بتهم الانتماء لخلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، واعتقال وإعدام وقتل العشرات من العناصر المنتمين لهذه الخلايا، خلال الحملات الأمنية في مناطق سريان واستشراء الفلتان الأمني، إذ أن بعضهم جرى إعدامه بعد اعتقاله مباشرة، والبعض الآخر أعدم بعد التحقيق معه، وبعضهم قتلوا خلال القتال والاشتباكات عند مداهمة مقرات هذه الخلايا التابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية، إذ بلغ 75 على الأقل عدد عناصر التنظيم والخلايا هذه الذين قتلوا منذ نهاية نيسان / أبريل من العام الجاري 2018، من جنسيات سورية وعراقية وأخرى غير سورية، من ضمنهم 36 على الأقل جرى إعدامهم عبر ذبحهم أو إطلاق النار عليهم بشكل مباشر بعد أسرهم، فيما قتل البقية خلال عمليات المداهمة وتبادل إطلاق النار بين هذه الخلايا وعناصر الهيئة في مناطق سلقين وسرمين وسهل الروج وعدد من المناطق الأخرى في الريف الإدلبي.