4 أعوام على إنشاء “خلافة” تنظيم “الدولة الإسلامية” تحوَّل فيها من القوة الضَّاربة إلى الانكسار ومن ثم الانهيار

7

 لم يكن العام الرابع من “خلافة” تنظيم “الدولة الإسلامية”، بأفضل من سابقه، فالانكسار بقي مستمراً، وتضمن العام الممتد من نهاية حزيران 2017 وحتى نهاية حزيران الجاري من العام 2018، تراجعاً كبيراً للتنظيم، جعل منه من متحكم على مساحة متصلة في الأعوام السابقة، إلى باحث عن ملاذ ضمن الجيوب المتناثرة التي يحكم سيطرته عليها، فتحول الانكسار إلى انهيار، ولم ينفع انتعاش التنظيم داخل الجغرافيا السورية، إذ أن خصومه أمعنوا في استهدافه وشن الحملات العسكرية عليه، لحين تمكنهم من تقليص نطاق سيطرته التي انتشرت في كل من محافظات دير الزور وحمص والسويداء ودرعا، بعد أن كان التنظيم قد شكل 8 ولايات هي “ولاية دمشق، ولاية حلب، ولاية الرقة، ولاية الخير، ولاية حمص، ولاية البادية، ولاية الفرات، ولاية البركة”، توزعت على تسع محافظات سورية هي دمشق وحمص وحلب والرقة ودير الزور وحماة والحسكة وريف دمشق والسويداء، بالإضافة لوجود جيش مبايع له في حوض اليرموك بريف درعا الغربي، ووصلت مساحة سيطرته حينها لنحو 90 ألف كيلومتر مربع من الأراضي السورية بنسبة نحو 50 % من مساحة البلاد

 

المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد تراجع تنظيم “الدولة الإسلامية” نتيجة هجمات التحالف الجوية والبرية مع قوات سوريا الديمقراطية من محور، وهجمات قوات النظام وحلفائها من القوات الإيرانية وحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين لهما من جنسيات سورية وغير سورية من محور ثاني، الأمر الذي قلص سيطرة التنظيم، إلى 5583 كلم مربع من مساحة الجغرافيا السورية، بحيث بلغت نحو 3% من نسبة الأراضي السورية، وتوزعت هذه السيطرة في جيب بريف دير الزور الشمالي الشرقي، وجيب في الضفاف الشرقية لنهر الفرات من بلدة هجين إلى بلدة الباغوز المتاخمة للحدود السورية – العراقية، وجيوب متناثرة في غرب الفرات ببادية دير الزور الشرقية، وجيبين في باديتي تدمر والسخنة بشرق حمص وجيب في بادية السويداء الشمالية الشرقية، بالإضافة لنحو 275 كلم من مساحة محافظة درعا في حوض اليرموك عند الحدود مع الجولان السوري المحتل، ولم يفيد انتعاش التنظيم، الأخير في شيء بل إنه خسر المزيد من المناطق ومن العناصر على الرغم من إيقاعه مئات القتلى والجرحى من عناصر قوات النظام والقوات الإيرانية وخصومه، كما خسر التنظيم أهم بقعة جغرافية كان يتواجد فيها وهي جنوب العاصمة دمشق بعد صفقة جرت بين عناصر التنظيم وقوات النظام نقل على إثرها نحو ألف عنصر من العاصمة دمشق إلى البادية السورية برفقة 600 مدني من عوائل عناصر التنظيم افترقوا عنهم وقصدوا محافظة إدلب.

 

العام الرابع من “خلافة تنظيم الدولة الإسلامية” كان أسوأ عليه من العام السابق، إذ تراجع التنظيم لحد النهاية في الموارد الاقتصادية والمادية، وسط واقع كارثي عاشه من تبقى من مدنيين في مناطق سيطرة التنظيم، من حيث التعليم والمرأة والأطفال وغيرها من الجوانب الحياتية، في حين تناقصت أعداد المختطفين المختطفين والمعتقلين، لدى التنظيم، عن العام الثالث لتأسيس “دولة الخلافة”، إذ فر بعض المختطفين وأعدم بعضهم وأفرج عن بعضهم الآخر، مقابل مشاركته في القتال ضمن صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية”، فيما أفرج عن عدد منهم خلال عمليات مبادلة مع أسرى من التنظيم لدى جهات أخرى، أو خلال مبادلات على جثث لقياديين أو عناصر من التنظيم من جنسيات أجنبية، وبقي لدى تنظيم “الدولة الإسلامية أقل من آلاف معتقل ومختطف ومجهول المصير، من محافظات دير الزور وحمص وحماة وحلب والحسكة والرقة ودمشق وريف دمشق.

 

أيضاً رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، تنفيذ تنظيم “الدولة الإسلامية”، آلاف عمليات الإعدام بحق مدنيين ومقاتلين وعناصره في صفوفه وعناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وعناصر من الدول المشاركة في القتال بسوريا، حيث جرت عمليات الإعدام ضمن مناطق سيطرته بسوريا بتهم:: “سب الذات الإلهية، سب الرسول، الردة، السحر، الزنا، ممارسة الفعل المنافي للحشمة مع ذكور، إتيان الدواب، قطع الطريق والسرقة والتشليح، خيانة المسلمين وهتك أعراضهم، التجسس لصالح التحالف الدولي، التعامل مع الصحوات والتجسس لصالحهم والتعامل مع القوات الكردية، تشكيل خلايا تجسس، قتال الدولة الإسلامية، العمالة والتجسس لصالح النظام النصيري والتعاون معه، الغدر بالمجاهدين، تجنيد أبناء عشيرة الشعيطات بمعسكر تدمر، الخروج في مظاهرة ضد الدولة الإسلامية والتحريض على قتالها، خيانة المسلمين، إيصال معلومات عن الدولة الإسلامية، الانتساب لميليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام، التشيُّع، الاتجار بالمخدرات، تدريب من قبل التحالف في تركيا لقتال الدولة الاسلامية، كشف عن عورات المجاهدين”” إضافة لعدد من التهم الأخرى التي وجهها التنظيم للذين قام بإعدامهم، كما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان كذلك آلاف المواطنين الذين استشهدوا على يد تنظيم “الدولة الإسلامية” سواء عن طريق الإعدام أو القصف بالقذائف أو بألغامه وتفجيراته ومفخخاته ورصاص قناصته، حيث وثق المرصد 4983 مواطناً مدنياً بينهم 406 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و328 مواطنة فوق سن الـ 18، استشهدوا على يد تنظيم “الدولة الإسلامية” منذ بدء ظهوره مروراً بإنشاء الدولة الإسلامية في العراق والشام وصولاً إلى إعلان “دولة الخلافة” وانتشارها وانكسارها فيما بعد وإلى الآن، من ضمنهم 2900 مواطن مدني أعدمهم التنظيم.

 

أيضاً وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، إعدام تنظيم “الدولة الإسلامية” 5191 من المدنيين والمقاتلين وعناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، ممن أعدمهم التنظيم بمناطق سيطرته في الأراضي السورية، خلال 48 شهراً على إعلانه عن “خلافته” في 29 / 6 / 2014 وحتى فجر اليوم 29 / 6 / 2018، حيث بلغ 2900 مواطناً مدنياً بينهم 106 أطفال و153 مواطنة عدد الذين أعدمهم تنظيم “الدولة الإسلامية” رمياً بالرصاص، أو بالنحر أو فصل الرؤوس عن الأجساد أو الرجم أو الرمي من شاهق أو الحرق في محافظات دمشق وريف دمشق ودير الزور والرقة والحسكة وحلب وحمص وحماة، من ضمنهم 3 مجازر نفذها التنظيم في محافظات دير الزور وحلب وحماة، بينهم الناشط في المرصد السوري لحقوق الإنسان سامي جودت الرباح “أبو إسلام”، كما أعدم التنظيم أكثر من 930 مواطناً من العرب السنة من أبناء عشيرة الشعيطات بريف دير الزور الشرقي، و223 مواطناً مدنياً كردياً قتلهم التنظيم بإطلاق نار وبالأسلحة البيضاء في مدينة عين العرب (كوباني) وقرية برخ بوطان بالريف الجنوبي للمدينة، و46 مواطناً مدنياً أعدمهم التنظيم في قرية المبعوجة التي يقطنها مواطنون من الطوائف الاسماعيلية والسنية والعلوية بالريف الشرقي لمدينة سلمية، وذلك حرقاً وذبحاً وبإطلاق النار من قبل عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، و85 بينهم 10 أطفال و8 مواطنات، من عوائل مسلحين موالين للنظام وقوات الدفاع الوطني أعدمهم التنظيم في منطقة البغيلية بمدينة دير الزور.

 

كما بلغ 386 عدد مقاتلي الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وقوات سوريا الديمقراطية الذين أعدمهم تنظيم الدولة الإسلامية، بعد ما استطاع أسرهم، نتيجة الاشتباكات التي تدور بين التنظيم والفصائل المذكورة أو اعتقلهم على الحواجز التي نشرها التنظيم في المناطق التي يسيطر عليها.

 

كذلك أعدم تنظيم “الدولة الإسلامية” 574 من عناصره، بعضهم بتهمة “الغلو والتجسس لصالح دول أجنبية والعمالة للتحالف الصليبي ومحاولة الفرار والتولي يوم الزحف ومحاولة الانشقاق” وغالبيتهم أعدموا بعد اعتقالهم من التنظيم إثر محاولتهم العودة إلى بلدانهم، وبتهمة “الزنا” ومن ضمنهم عنصر نسائي

 

كما أعدم التنظيم 1329 من ضباط وعناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها وذلك بعدما تمكن من أسرهم في معاركه مع قوات النظام أو القى القبض عليهم على حواجزه في المناطق التي يسيطر عليها.

 

وجنديان من القوات التركية أعدمهما تنظيم “الدولة الإسلامية” عبر “حرقهما” بعد أسرهما في ريف حلب الشمالي الشرقي.

 

إننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومع استمرار الجرائم والانتهاكات بحق المواطنين السوريين، وعلى الرغم من التهديدات بالقتل التي تلقيناها من تنظيم “الدولة الإسلامية”، ومن كافة القتلة في سوريا، نجدد تعهدنا بالاستمرار في عملنا برصد وتوثيق ونشر كافة الانتهاكات والجرائم التي ترتكب بحق أبناء الشعب السوري، كما نجدد في المرصد السوري لحقوق الإنسان، مطالبتنا لمجلس الأمن الدولي، بإحالة ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سوريا، إلى محكمة الجنايات الدولية، لينال قتلة الشعب السوري عقابهم مع آمريهم ومحرضيهم، أيضاً فإننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان، حذرنا سابقاً وقبل إعلان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام عن “دولة خلافته” في سوريا والعراق، بأن هذا التنظيم لم يهدف إلى العمل من أجل مصلحة الشعب السوري، وإنما زاد من قتل السوريين، ومن المواطنين من أبناء هذا الشعب الذي شرد واستشهد وجرح منه الملايين، حيث عمل تنظيم “الدولة الإسلامية واستغل مأساة أطفاله، عبر تجنيدهم بما يعرف بـ “أشبال الخلافة”، والسيطرة على ثرواته الباطنية ووضعها من أجل العمل على بناء “خلافته”، من خلال البوابات التي كانت مشرعة ذهاباً وإياباً مع إحدى دول الجوار السوري.

 

كما نجدد في المرصد السوري لحقوق الإنسان، دعوتنا لمجلس الأمن الدولي وكافة المنظمات والدول التي تدعي احترام حقوق الإنسان في العالم، للعمل الفوري من أجل وقف الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق أبناء الشعب السوري، من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” ونظام بشار الأسد، وجميع مرتكبيها، بغض النظر عن الطرف الذي ينتمون إليه، وإنشاء محاكم مختصة لمحاكمتهم، كما ندعوهم لمساعدة الشعب السوري من أجل الوصول إلى دولة الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، التي تحفظ حقوق كافة مكونات الشعب السوري دون التمييز بين الأديان والطوائف والاثنيات، التي كانت ولا تزال وستبقى تتعايش من أجل مستقبل مزهر لسوريا على الرغم من الحملات الإعلامية التي تعمل على تدمير البنى الاجتماعية للوطن السوري.

رابط الدقة العالية لخريطة انتشار نفوذ تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا من عام الانكسار إلى عام الانهيار

http://www.mediafire.com/convkey/ffc2/uaoie2vx149amidzg.jpg