4 أيام من معركة “الموت ولا المذلة” تخلف 70 شهيداً وقتيلاً وتحقق تقدماً للفصائل في مدينة درعا

مدينة درعا وبعد هدوء نسبي وتوقف للمعارك فيها خلال الأشهر الفائتة، تشهد مجدداً معركة أطلقتها فصائل عاملة في المدينة، تحت مسمى “الموت ولا المذلَّة”. هذه المعركة التي تتواصل في يومها الرابع على التوالي، تشهد منذ صباح اليوم ضربات بالبراميل المتفجرة التي تلقيها مروحيات النظام، المترافقة مع تحليق للطائرات الحربية في سماء المدينة واستهدافها لمحيط المدينة وأطرافها وقرى وبلدات بريفها، وسط قصف بصواريخ يعتقد أنها من نوع أرض – أرض أطلقتها قوات النظام، مستهدفة المدينة وأطرافها.

 

القتال العنيف بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام من جهة أخرى، تراجعت وتيرته اليوم، بعد أن شهد محور الاشتباك الرئيسي وهو حي المنشية بدرعا البلد في القسم الجنوبي الغربي من مدينة درعا، معارك عنيفة دارت رحاها في الحي خلال الأيام الثلاثة الفائتة، وترافقت مع عشرات الغارات الجوية التي نفذتها الطائرات الحربية والبراميل المتفجرة التي ألقتها مروحيات النظام، مع قصف بعشرات الصواريخ الثقيلة والقذائف الصاروخية والمدفعية، على مناطق في مدينة درعا وأطرافها ومحيطها.

 

الفصائل التي أعلنت عن معركة “الموت ولا المذلة”، هدفت إلى استكمال السيطرة على حي المنشية في درعا البلد، والذي تسيطر الفصائل بالأساس على أجزاء منه، وتمكنت الفصائل في الأيام الثلاثة الفائتة من السيطرة على كتلة النجار الممتدة من دوار الكازية إلى غرب مسجد المنشية، وترافقت الاشتباكات مع تفجير مقاتلين من هيئة تحرير الشام لعربتين مفخختين، استهدفتا تمركزات لقوات النظام، وسط قصف عنيف ومتبادل بين الجانبين.

 

هذه الاشتباكات المستمرة بوتيرة متفاوتة العنف منذ الـ 12 من شباط / فبراير الجاري، وحتى اليوم الـ 15 من الشهر ذاته، خلفت عشرات الشهداء والقتلى من المدنيين ومقاتلي الفصائل وعناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد 14 مواطناً مدنياً هم 6 أطفال و3 مواطنات ورجلين اثنين استشهدوا في قصف لقوات النظام وقصف للطائرات الحربية على مناطق في حيي طريق السد والمنشية بمدينة درعا، و3 بينهم طفلان استشهدوا إثر سقوط قذائف أطلقتها الفصائل على مناطق سيطرة قوات النظام بمدينة درعا، كما وثق المرصد مقتل 21 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم ضابطان اثنان، في حين قضى 35 بينهم قيادي عسكري من الفصائل وهيئة تحرير الشام واثنان من جنسيات غير سورية أحدهما قيادي عسكري وعنصران فجرا نفسيهما بعربات مفخخة، في القصف والاشتباكات في حي المنشية بدرعا البلد، كما أصيب العشرات من الطرفين ومن المدنيين بجراح متفاوتة الخطورة، ما قد يرشح عدد الشهداء والقتلى للارتفاع.