4 أشهر من المجازر في الغوطة المحاصرة تخلف أكثر من 9 آلاف شهيد وجريح جراء القصف الجوي والبري بنحو 17500 صاروخ وبرميل قذيفة

27

استكملت اليوم الـ 14 من آذار / مارس الجاري من العام 2018، عمليات تصعيد القصف الجوي والمدفعي على غوطة دمشق المحاصرة، شهرها الرابع على التوالي، منذ بدء التصعيد في الـ 14 من تشرين الثاني / نوفمبر من العام الفائت 2017، من قبل قوات النظام وحلفائها بالطائرات الحربية والقصف بقذائف الهاون والمدفعية والدبابات والقذائف الصاروخية، إضافة للقصف بالصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض – أرض والاستهداف برصاص القناصة والرشاشات الثقيلة، الأمر الذي صوحب في الشهر الأخير مع عملية عسكرية واسعة لقوات النظام بقيادة روسية ودعم وإسناد جويين، مكنتها من تقسيم الغوطة الشرقية إلى 3 جيوب، أولها دوما والريحان والتي يسيطر عليها جيش الإسلام، وثانيها حرستا التي تسيطر عليها حركة أحرار الشام الإسلامية، فيما الجيب الثالث يضم كل من عين ترما وكفربطنا وحمورية وسقبا وزملكا وعربين وجسرين وحزة ومزارعها، لتتصاعد مأساوية الوضع الإنساني فيها، ويتردى الواقع الصحي والطبي والغذائي لأسوء حالاته، ويزداد سوءاً أكثر من الأول، نتيجة استبدال فك الحصار بإطباقه وتقسيم المقسم، واستبدال إرسال المساعدات بالقصف الحوي والبري بالصواريخ والقنابل والقذائف إلى داخل الغوطة المجوَّعة، واستبدال نقل الجرحى والمصابين والمرضى لتلقي العلاج، بنقلهم إلى المقابر لدفنهم وعلى أسرة المشافي لتلقي العلاج المتوفر، والذي يحوِّل تناقصه وتناقص الأدوية معه، الجريح المصاب بجرح بليغ إلى شهيد، لعدم القدرة على معالجة الحالة أو عدم وجود اختصاصات وانعدام الدواء في بعض الحالات، لحين أن بدأت منذ يوم أمس عملية إجلاء المدنيين من الجيب الخاضع لسيطرة جيش الإسلام

المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد الخسائر البشرية نتيجة هذا القصف الجنوني والهمجي، والذي جرى كله أمام أنظار العالم والمجتمع الدولي الذي يركز جهوده في مسائل السلاح الكيماوي واستخدام الغازات، ويتعامى عن القتل بالأسلحة التقليدية، هذا القتل الذي أوقع عشرات المجازر في غوطة دمشق الشرقية منذ الـ 14 من نوفمبر الفائت من العام 2017، حيث ارتفع إلى 1992 مدني بينهم 426 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و286 مواطنة فوق سن الـ 18، عدد الشهداء المدنيين الذين قضوا منذ الـ 14 من تشرين الثاني / نوفمبر الفائت من العام 2017، في مدن وبلدات دوما والريحان ومسرابا وحوش الضواهرة وحوش الزريقية والأشعري وأوتايا والنشابية والريحان والشيفونية وحزرما وحوش الصالحية، التي يسيطر عليها جيش الإسلام، وحرستا التي تسيطر عليها حركة أحرار الشام الإسلامية، ومديرا وعربين وجسرين وحمورية وسقبا وكفربطنا والأفتريس وحزة وعين ترما وزملكا التي يسيطر عليها فيلق الرحمن.

المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق إصابة أكثر من 7042 شخصاً بينهم مئات الأطفال والمواطنات، في القصف الجوي والبري الذي استهدف غوطة دمشق الشرقية، حيث رصد المرصد السوري قصفاً بأكثر من 6180 غارة وبرميل متفجر من الطائرات الحربية والمروحية التابعة للنظام والروسية، وأكثر من 11120 قذيفة صاروخية ومدفعية وصواريخ يعتقد أنها من نوع أرض – أرض، استهدفت مدن وبلدات غوطة دمشق الشرقية، وتسببت في دمار كبير بالبنية التحتية وفي ممتلكات مواطنين، جراء استهدافها منذ الـ 14 من تشرين الثاني / نوفمبر من العام 2017 وحتى اليوم، حيث لا يزال عشرات المواطنين مفقودين تحت أنقاض الدمار الذي خلفه القصف الجوي والمدفعي على غوطة دمشق الشرقية على مدار 4 أشهر متتالية، وتسبب هذا القصف في تصاعد المأساة الإنسانية في الغوطة المحاصرة منذ سنوات، مع استهداف المشافي والمرافق الخدمية والمحال التجارية.