توقف تمويل نحو 12 ألف متطوع في مدارس تركيا من اللاجئين غير المجنسين

56

تلقى آلاف المدرسين السوريين في تركيا مطلع الشهر الجاري تموز / يوليو، رسائل نصية تفيد بتوقف عملهم، وذلك نتيجة انتهاء عقودهم وتوقف تمويلهم الذي كان يجري ضمن اتفاقية مبرمة ما بين وزارة التربية والتعليم التركية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، الأمر الذي تسبب بصدمة كبيرة للمعلمين.

ويبلغ عدد المدرسين السوريين الذين شملهم القرار نحو 12 ألف مدرس ومدرسة يعملون في عدد من الولايات التركية خصوصاً ضمن ولاية هاتاي جنوب تركيا، ويعملون تحت صفة “مدرس متطوع”، يتقاضون رواتب تتراوح بين 2000 إلى 3000 ليرة تركية بتمويل من منظمة “اليونيسيف” وقد مضى على بعض هؤلاء المدرسين أكثر من ستة سنوات.

“ح. خ” من ريف حماة الغربي ويعمل كمدرس في إحدى مدارس مدينة الريحانية التركية، في حديثه لـ”المرصد السوري” يقول، أن الرسالة التي وصلته بتاريخ 2 تموز/ يوليو تفيد بانتهاء فترة تمويل “اليونيسيف” ووزارة التربية والتعليم التركية، وكانت قد وصلت للعديد من زملائه أيضاً، ثم قام مدير المدرسة باستدعاء جميع المدرسين لاجتماع، وأبلغهم بتوقف عملهم وطلب منهم عدم العودة، ولم يزوردهم بأي تفاصيل أخرى حول الموضوع، ولم يتبين إن كان هناك حلول سوف تعيدهم للعمل أم لا، واكتفى بإبلاغهم باستلام مستحقاتهم المالية وإيقافهم لحين وضوح الأمر أكثر ومعرفة التفاصيل.

ويشير، أنه يعمل منذ العام 2016 في التدريس ضمن المدرسة، بعد أن نزح مع أسرته في العام 2013، ويعتمد على راتبه الذي يبلغ 2800 ليرة تركية في دفع إيجار منزله وتحمل مصاريف عائلته المكونة من خمسة أفراد، ويأمل أن لا يتوقف عمله.

بدوره يقول “أ. ع” من بلدة كفرزيتا في ريف حماة الشمالي ويعمل كمدرس لمادة “التربية الإسلامية” للمرحلة الابتدائية في مدرسة بالقرب من الحدود السورية والتابعة لمدينة الريحانية، في حديثه لـ”المرصد السوري” أن قرار توقف عمل المدرسين لربما يكون بشكل مؤقت لحين عودة تجديد العقود مع الجهات الداعمة، وهذا كان يحدث بشكل سنوي، لكن في المرات السابقة كان يتم إبلاغهم أن التوقف مؤقت أما هذه المرة كانت مختلفة حيث لم يتم إبلاغهم بعودتهم قريباً للعمل.

مضيفاً، أن قرار توقف الدعم عن المدرسين لن يشمل المدرسين الحاصلين على الجنسية التركية وكذلك لن يشمل خريجي الجامعات، ويتخوف بحال تم فصله عن العمل من تدهور حالته المعيشية إذ يعتمد على راتبه الشهري في تحمل أعباء اللجوء في تركيا.

ويخشى المدرسون السوريون في تركيا من قرار توقف الدعم الذي سيؤثر على حياتهم في تركيا في ظل جائحة كورونا، وعدم وجود فرص عمل بديلة لهم، ويقطن غالبية اللاجئين السوريين في تركيا بمنازل إيجار، ويبلغ متوسط حد الإيجارات للمنازل التي يقطنها السوريون في ولاية هاتاي نحو 600 ليرة تركية، فضلاً عن مصاريف المعيشة اليومية وغلاء الأسعار.

يذكر أن آلاف المدرسين السوريين وظفتهم وزارة التربية والتعليم في المدارس التركية على مدار السنوات السابقة، ومنحت الكثير منهم الجنسية التركية من خريجي الجامعات، ويتقاضون رواتبهم بدعم من جهات مانحة مثل “اليونيسيف” وتتكفل وزارة التربية والتعليم التركية بمنح رواتب إضافية لحاملي الجنسية التركية.