68 شهرا على التدخل الروسي: سعي متواصل لسحب البساط من الإيرانيين غرب الفرات.. واستمرار التصعيد على البادية ودوريات اعتيادية مع الأتراك

61

استكملت القوات الروسية الشهر الـ 68 من مشاركتها العسكرية في الصراع الدائر على الأرض السورية، وشهد الشهر الثامن من العام السادس سلسلة من التدخلات الروسية شملت أحداث عدة، رصدها وواكبها المرصد السوري لحقوق الإنسان جميعها.

ففي شمال شرق البلاد، سيرت القوات الروسية ونظيرتها التركية 5 دوريات خلال شهر أيار/مايو، كما جرت العادة خلال الأشهر السابقة، 3 منها جرت بمحافظة حلب وتحديداً بريف عين العرب (كوباني) بتواريخ (10 و17 و24) من الشهر، انطلاقاً من قرية آشمة غرب عين العرب (كوباني) مروراً بقرى وبلدات “جارقلي فوقاني – جبنة – بياضية” وصولًا إلى قرية زور مغار الواقعة قبالة مدينة جرابلس الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على الضفة الشرقية لنهر الفرات، وتعد آخر قرية بريف عين العرب (كوباني).

ودوريتان اثنتان كانتا بريف الحسكة بتاريخ (6 و20) من الشهر، إذ جابت المدرعات التركية والروسية انطلاقاً من قرية شيريك غربي الدرباسية مروراً بقرى دليل وقنيطرة وقرمانية وتل كديش وغنامية وكربطلي وتل طيري وجديدة وتل كرمة وأو جرادي وخاسكي ومدورة وخانكي وخرزة وبهيرة وجوهرية الواقعة جميعها بريفي الدرباسية وعامودا.

في حين قامت القوات الروسية بتاريخ 16 أيار، بإجراء تدريبات ومناورات عسكرية في فوج طرطب العسكري التابع لقوات النظام جنوب مدينة القامشلي، بمشاركة الطائرات المروحية وباستخدام الذخيرة الحية، الأمر الذي أثار ذعر الأهالي في البداية، يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي تجري فيها القوات الروسية تدريبات ومناورات في القامشلي.

وفي منطقة غرب الفرات وتحديداً محافظة دير الزور، أفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، بتاريخ التاسع من أيار، بأن الروس يعزفون على الوتر المالي ليس لاستقطاب الشباب والرجال فحسب، بل لإغواء المجندين المحليين لدى الميليشيات الموالية لإيران بتركهم والانضمام للروس.

ويعرض الجانب الروسي راتبًا شهريًا، قدره 240 ألف ليرة سورية مقابل ترك تلك الميليشيات والانضمام لهم، وهو ضعف الراتب الشهري المقدم من الميليشيات الموالية لإيران للمجندين المحليين، كما أن العمل مع الروس سيكون ضمن مقرات في مدينة دير الزور وريفها، بنظام 5 ساعات خدمة ومثلها استراحة، وقالت مصادر للمرصد السوري أن نحو 17 شخص قاموا بالفعل بقبول العرض الروسي وتركوا العمل مع الإيرانيين.

يأتي ذلك في ظل السعي الروسي المستمر لمزاحمة الإيرانيين في سورية، لاسيما وأن منطقة غرب الفرات تعد عاصمة الإيرانيين في سورية.

وبالانتقال إلى شمال غرب سورية، وتحديداً منطقة “بوتين-أردوغان”، فقد استهدف الطيران الحربي الروسي المنطقة مرتين اثنتين في شهر أيار، الأولى كانت في 12 منه، حين شنت المقاتلات الروسية غارات على كبانة وتردين بريف اللاذقية الشمالي، وكندة بريف إدلب الغربي، ما أدى لإصابة 5 مدنيين بجراح، أما المرة الثانية فكانت بتاريخ 16 أيار، وشنت الطائرات الحربية الروسية 12 غارة جوية استهدفت خلالها قرية البرناص ومحيطها بريف إدلب الغربي، وتلال الكبانة ضمن جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن، يذكر أن البرناص فيها نقطة تركية.

أما في البادية السورية، فقد وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الشهر الـ 68 من عمر دخول روسيا على خط العمليات العسكرية في سوريا، مقتل 27 عنصراً من تنظيم “الدولة الإسلامية” وإصابة 41 آخرين، جراء أكثر من 1050 ضربة جوية نفذتها طائرات حربية روسية، استهدفت نقاط انتشارهم في البادية السورية، غالبيتهم قتلوا ضمن بادية الرقة ودير الزور وحمص وبدرجة أقل مثلث حلب – حماة – الرقة.

شهر آخر يمر ولا يزال الشعب السوري يعاني ويلات التدخل الروسي الذي يبدو وكأنه انتقام ضد السوريين لخروجهم على النظام الذي ارتكب الويلات بحق شعبه. وفي وقت تتغير فيه خريطة التحالفات وتوازنات القوى، باتت روسيا الرابح الأكبر في سلسلة الفوضى بعد أن نجحت في استعادة سيطرة “النظام” على نحو ثُلُثي البلاد بعد أن كان “النظام” فقد السيطرة على أغلب أراضيها. ومع التبدلات المستمرة في موازين القوى واستعادة قوات النظام السيطرة على مساحات واسعة من سورية، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مناشداته للمجتمع الدولي للضغط على روسيا لوقف عدوانها على المدنيين السوريين، إضافة إلى الضغط من أجل التوصل لحل سياسي ينهي الأزمة السورية التي أكملت عامها العاشر على التوالي، دون حل يلوح في الأفق لوقف آلة القتل التي انطلقت لتسفك دماء آلاف السوريين وتشرد الملايين غيرهم داخليا وخارجيا.