69 شهرا على التدخل الروسي: 7 دوريات مشتركة مع الأتراك شمال شرق البلاد وتصعيد جديد على منطقة “بوتين-أردوغان”

37

استكملت القوات الروسية الشهر الـ 69 من مشاركتها العسكرية في الصراع الدائر على الأرض السورية، وشهد الشهر التاسع من العام السادس سلسلة من التدخلات الروسية شملت أحداث عدة، رصدها وواكبها المرصد السوري لحقوق الإنسان جميعها.

ففي شمال شرق البلاد، سيرت القوات الروسية ونظيرتها التركية 7 دوريات خلال الشهر 69، كما جرت العادة خلال الأشهر السابقة، 5 منها جرت بمحافظة حلب وتحديداً بريف عين العرب (كوباني) بتواريخ (31 أيار) و(7و14و21و28 من شهر حزيران)، انطلاقاً من قرية آشمة غرب عين العرب (كوباني) مروراً بقرى وبلدات ” جارقلي فوقاني وقران وديكمداش وخورخوري وبوبان وسفتك وجول بك وصولًا إلى قرية زور مغار الواقعة قبالة مدينة جرابلس الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على الضفة الشرقية لنهر الفرات، وتعد آخر قرية بريف عين العرب (كوباني).

ودوريتان اثنتان كانتا بريف الحسكة بتاريخ (3 و17) من الشهر الجاري، إذ جابت المدرعات التركية والروسية انطلاقاً من قرية شيريك غربي الدرباسية مروراً بقرى دليل وقنيطرة وقرمانية وتل كديش وغنامية وكربطلي وتل طيري وجديدة وتل كرمة وجرادي وخاسكي ومدورة وخانكي وخرزة وبهيرة وجوهرية الواقعة جميعها بريفي الدرباسية وعامودا.

على صعيد آخر، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان في التاسع من حزيران/يونيو 2021، مقتل عنصر من القوات الروسية متأثرًا بجراحه بعد إسعافه إلى مشفى ميداني في مدينة الدرباسية ضمن مناطق نفوذ قسد، وذلك جراء انفجار استهدف عربة عسكرية روسية بعد عبورهم قرية الأسدية الواقعة على الخط الفاصل بين مواقع قوات سوريا الديمقراطية والنظام، ومواقع القوات التركية والفصائل الموالية لها، في ريف أبو رأسين الشمالي ضمن محافظة الحسكة، ورصد نشطاء المرصد السوري وصول مروحيات روسية إلى أجواء المنطقة لإسعاف باقي المصابين الذي يبلغ عددهم 3.

وبالانتقال إلى شمال غرب سورية، وتحديداً منطقة “بوتين-أردوغان”، فقد استهدف الطيران الحربي الروسي المنطقة 3 مرات مخلفاً خسائر بشرية ومادية، الأولى كانت بتاريخ 10 حزيران، حين شنت المقاتلات الروسية 12 غارة جوية استهدفت خلالها محيط الفطيرة والموزرة وكفرعويد بجبل الزاوية، ومحيط سان ومجدليا بريف إدلب الشرقي، والثانية كانت في 12 حزيران، حين شنت غارات على محيط سرجة والرويحة ومحيط بلدة منطف، تزامنًا مع قصفت لهيئة تحرير الشام بالمدفعية الثقيلة تجمعًا للميليشيات الروسية في بلدة معصران جنوب شرق إدلب، ما أدى لاستشهاد مواطنة وجننيها في منطف، بينما الثالثة كانت في 24 حزيران، حين نفذت طائرة حربية روسية 3 غارات متتالية على منطقة عين شيب الواقعة على أطراف مدينة إدلب الغربية.

وفي سياق آخر، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان في 27 الشهر، إطلاق صواريخ من القاعدة الروسية في حميميم باتجاه أهداف مجهولة على محيط القاعدة، ما أدى لاندلاع حرائق قربها حيث سقطت ملحقات إحدى الصواريخ التي أطلقتها القاعدة على المنطقة.

أما في البادية السورية، فقد وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الشهر الـ 68 من عمر دخول روسيا على خط العمليات العسكرية في سوريا، مقتل 23 عنصراً من تنظيم “الدولة الإسلامية” وإصابة 31 آخرين، جراء أكثر من 1350 ضربة جوية نفذتها طائرات حربية روسية، استهدفت نقاط انتشارهم في البادية السورية، غالبيتهم قتلوا ضمن بادية الرقة ودير الزور وحمص وبدرجة أقل مثلث حلب – حماة – الرقة.

شهر آخر يمر ولا يزال الشعب السوري يعاني ويلات التدخل الروسي الذي يبدو وكأنه انتقام ضد السوريين لخروجهم على النظام الذي ارتكب الويلات بحق شعبه. وفي وقت تتغير فيه خريطة التحالفات وتوازنات القوى، باتت روسيا الرابح الأكبر في سلسلة الفوضى بعد أن نجحت في استعادة سيطرة “النظام” على نحو ثُلُثي البلاد بعد أن كان “النظام” فقد السيطرة على أغلب أراضيها. ومع التبدلات المستمرة في موازين القوى واستعادة قوات النظام السيطرة على مساحات واسعة من سورية، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مناشداته للمجتمع الدولي للضغط على روسيا لوقف عدوانها على المدنيين السوريين، إضافة إلى الضغط من أجل التوصل لحل سياسي ينهي الأزمة السورية التي أكملت عامها العاشر على التوالي، دون حل يلوح في الأفق لوقف آلة القتل التي انطلقت لتسفك دماء آلاف السوريين وتشرد الملايين غيرهم داخليا وخارجيا.