7 أيام على الـ ـفـ ـاجـ ـعـ ـة.. وقادة الحكومات الثلاث يـ ـمـ ـنـ ـعـ ـون تدفق المساعدات الإنسانية إلى أبناء الشعب السوري الـ ـمـ ـتـ ـضـ ـر ر يـ ـن من الـ ـز لا ز ل

83

أكثر من 173 ساعة، مضت منذ حدوث الفاجعة، فاجعة جديدة لم يعايشيها أبناء الشعب السوري منذ مئات السنين وأكثر، تضاف إلى ما عاناه هذا الشعب من قتل وتهجير وتدمير ممنهج واعتقال وتعذيب على مدار نحو 13 عاماً، ليأتي فجر الاثنين السادس من شباط ويحمل معه كارثة من كوارث الطبيعة متسبباً بمقتل الآلاف، وجرح وفقدان الآلاف أيضاً بمناطق سورية عدة على اختلاف مناطق السيطرة.
أسبوع كامل مر على الفاجعة، ولا يزال سادة القرار في المناطق المتضررة والتي حدثت فيها زلازل مدمرة، يلعبون على الشق السياسي، مستمرين بتجاهل الشق الإنساني بشكل تام، وتحديداً ملف فتح المعابر الإنسانية لوصول المساعدات الدولية إلى المتضررين على إثر الفاجعة، متناسين أن المعابر لطالما فُتحت بين مناطق السيطرة للتبادل التجاري والمنفعة المادية المتبادلة.
فالنظام السوري وعلى رأسه بشار الأسد، لايزال يرفض دخول قوافل المنظمات عبر المعابر الواصلة بين مناطق سيطرته ومناطق السيطرة الأخرى، من بينها قافلة الهلال الأحمر الكردي القادمة من مناطق “الإدارة الذاتية” إلى المناطق المنكوبة بحلب، دون التنازل عن شروطه، ساعياً إلى الترويج له سياسياً ومن خلفه روسيا، في الوقت الذي يعاني فيه المواطنين من الآمرين في مناطق نفوذه قبيل الفاجعة وأثنائها وبعدها.
أما عبد الرحمن مصطفى قائد الائتلاف السوري المعارض “المسؤول” عن مناطق نفوذ الفصائل الموالية لأنقرة كمناطق درع الفرات ومحيطها ومناطق غصن الزيتون، فلا يزال يمنع دخول المساعدات من معبر عون الدادات بريف منبج، الواصل بين مناطق نفوذ الفصائل الموالية لتركيا وبين مناطق الإدارة الذاتية، ووللتذكير هذا المعبر تحديداً لطالما شهد عمليات تبادل تجاري ومنفعة تجارية استفادها منها قادة الائتلاف لحسابهم الشخصي بشكل كبير جداً.
بينما قالت الأمم المتحدة أن محمد الجولاني متزعم هيئة تحرير الشام المسيطر على إدلب يمنع هو وحكومة الإنقاذ دخول المساعدات إلى إدلب.
يأتي ذلك جميعه في ظل حاجة ماسة للمتضررين من الزلازل بمحتلف المحافظات السورية وعلى اختلاف القوى المسيطرة لمساعدات إنسانية، إلا أن السياسة طغت على الشق الإنساني بتعنت مثل هؤلاء، وعليه، فإن على الدول العربية أو الدول التي تريد مساعدة مناطق شمال شرق سورية، أن تحذو حذو المملكة العربية السعودية التي أدخلت مساعدات عبر معبر الحمام، وإقليم كردستان الذي أرسل مساعدات إلى شمال غرب سورية عبر معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا شمالي حلب.
إن المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومنذ الساعات الأولى من الفاجعة أشار إلى ضرورة فتح المعابر داخل الأراضي السورية وعدم تسيسها من قبل القوى المسيطرة، وأشار المرصد السوري أن مطار حلب الدولي هو النقطة الأفضل لتوزيع المساعدات منه إلى المتضررين في كافة المناطق السيطرة.
ويجدد المرصد السوري، مطالبته للجهات الدولية المعنية بالضغط على الجهات المذكورة أعلاه، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين وضمان وصولها إليها وعدم التعرض لها من قبل ضعاف النفوس.
كما يثني المرصد السوري لحقوق الإنسان، على المبادرات الفردية والجماعية التي يقوم بها أبناء الشعب السوري في مختلف مناطق السيطرة وفي دول اللجوء والمهجر، لإيصال المساعدات للمتضرريين من الزلازل، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على وحدة هذا الشعب رغماً عن المعابر والسياسة والقوى السياسية والقادة العسكريين والسياسيين.
يذكر أن حصيلة ضحايا الزلزال المدمّر بلغت حتى هذه اللحظة، 5329 هم:2068 في مناطق النظام 3261 في مناطق نفوذ حكومة “الإنقاذ” و”الحكومة السورية المؤقتة”، إضافة لإصابة الآلاف، في حين أن هناك أهالي دفنوا جثامين الضحايا في الساعات الأولى قبل أن تصلهم فرق الإنقاذ.
وتعد الحصيلة غير نهائية وهي مرشحة للارتفاع إلى أكثر من 7000 بسبب وجود مئات الجثث التي لا زالت عالقة تحت الأنقاض ولم تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إليها، كما أن هنام عدد كبير من القرى والبلدات ضمن مناطق النظام ومناطق نفوذ حكومة “الإنقاذ” و”الحكومة السورية المؤقتة” لم تشملها عمليات الإنقاذ ولم تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إليها بعد مرور 7 أيام على الفاجعة.
كما أن عشرات القرى من بينها 21 قرية ضمن مناطق النظام في ريف إدلب الشرقي وريف حلب دفنت ضحاياها دون وصول فرق الإنقاذ إليها، إضافة إلى قرى أخرى في مناطق المعارضة أيضا.