71 شهرا من عمليات “التحالف الدولي”: استياء شعبي بسبب اغتيال وجهاء وشيوخ عشائر.. ومطالبات بطرد قوات النظام.. واستمرار الدعم والتنسيق العسكري مع قسد

61

شهدت الفترة ما بين 23 يوليو/تموز و23 أغسطس/آب حالة استياء متزايدة في أوساط المناطق الخاضعة لقوات سوريا الديمقراطية في دير الزور، حيث خرجت مظاهرات احتجاجية في بلدتي الشحيل وذيبان وقرية الحوايج بريف دير الزور الشرقي، للمطالبة بالكشف عن هوية قتلة الشيخ مطشر حمود الهفل خال شيخ عشيرة العكيدات، الذي قُتل في استهداف سيارة يستقلها وجهاء من عشيرة “العكيدات” بالأسلحة الرشاشة، عند أطراف قرية الحوايج بريف دير الزور الشرقي. ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن قرية الحوايج شهدت تبادلا لإطلاق النار بين مسلحين من المتظاهرين وعناصر من “قسد”، ما أدى لسقوط جرحى بين الطرفين.

وقبل واقعة الاغتيال، اجتمع التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية مع وجهاء وشيوخ عشاء بلدة هجين في ريف دير الزور الشرقي، في 8 أغسطس، لمناقشة تردي الوضع الأمني والسياسي الذي تمر به المنطقة وسبل حله، بالإضافة لمطالبة وجهاء وشيوخ العشائر التحالف الدولي بدعم “قسد” استخباراتيا للقضاء على كافة الخلايا النشطة لتنظيم “الدولة الإسلامية” في المنطقة.

وفي الـ 11 من شهر آب/أغسطس، أشار المرصد السوري، إلى أن بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، شهدت ” ملتقى قبائل زبيد” الذي دعى إليه شيخ قبيلة “العكيدات” (الشيخ مصعب خليل الهفل)، وتناول الملتقى الوضع العام في دير الزور والفلتان الأمني المسيطر على المنطقة، واختتم الملتقى ببيان لقبيلة “العكيدات”، اتهمت خلاله “قوات سوريا الديمقراطية” بالفشل في إدارة المنطقة عسكرياً ومدنياً واقتصادياً، وخرج المجتمعون بنقاط عدة حصل المرصد السوري عليها، حيث جاء فيها:” 1 – تحميل التحالف الدولي مسؤلية الفلتان الأمني وعدم الاستقرار في ديرالزور كونه هو المسؤول عن سلطة الأمر الواقع.
2- تشكيل لجنة تحقيق مستقلة ومهنية للتحقيق في قضية اغتيال الشيخ مطشر الهفل.
3- تسليم إدارة ديرالزور لأبنائها بعيداً عن الوصاية لأي طرف.
4- الإفراج عن المعتقلين الأبرياء وإخراج النساء والأطفال من المخيمات.
5- مطالبة التحالف الدولي وجميع القوى الفاعلة بالدفع بعملية الحل السياسي في سوريا.
6- مهلة شهر لتنفيذ المطالب اعتباراً من تاريخ هذا البيان.”

وفي 13 أغسطس، دعت عشيرة البكير التابعة لقبيلة العكيدات وجهاء العشائر التابعة لقبيلتهم إلى اجتماع لمناقشة الأحداث التي شهدتها منطقة دير الزور في الفترة الأخيرة. وطالبت عشائر قبيلة العكيدات قوات “التحالف الدولي”، بإخراج القوات الروسية والإيرانية والنظام من القرى التي تسيطر عليها في ريف دير الزور مثل (حطلة، خشام، الحسينية والصالحية). وأكدت العشائر رفضها للفتنة التي “حاول الكثير من الجهات تمريرها لضرب أبناء المنطقة فيما بينهم، والخروج ضد القوات التي تحمي المنطقة”، على حد قولها.

وفي 17 أغسطس، لقي جنديان من قوات النظام مصرعهما إثر غارة جوية للتحالف الدولي على حاجز لقوات النظام قرب القامشلي في شمال شرق البلاد. وفي 18 أغسطس، وقعت مناوشات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة وقوات التحالف الدولي من جهة أخرى، حيث أطلقت قوات النظام الرصاص العشوائي باتجاه نقاط “قسد” و”التحالف الدولي” في الضفة الشرقية لنهر الفرات جنوب حقل كونيكو النفطي في ريف دير الزور، دون وقوع خسائر بشرية. وفي 14 أغسطس، رصد “المرصد السوري” تبادلا لإطلاق النار بين عناصر قوات سوريا الديمقراطية المتمركزين عند ضفة نهر الفرات غرب بلدة الطيانة شرق دير الزور من جانب، وقوات النظام المتمركزة على الضفة الغربية للنهر من جانب آخر، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.

التنسيق والدعم.. عمليات مستمرة

على الرغم من أن الإعلان الفعلي لهزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية” جرى في مارس/آذار من العام الماضي، فإن ما انتهى فعلا هو سيطرة التنظيم على الأرض في شمال شرق سورية، إلا أن وجود التنظيم والمتعاطفين له وخلاياه لم ينته بعد، حيث لا تزال الخلايا التابعة للتنظيم في مختلف مناطق نفوذ “قسد” تسعى إلى تنفيذ عملياتها من اغتيالات وتفجيرات، في إطار الفوضى الأمنية المنتشرة في تلك المناطق. ولا تزال قوات التحالف الدولي تواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في 13 أغسطس، رتلا لقوات “التحالف الدولي” يضم 40 شاحنة محملة بالمعدات العسكرية واللوجستية. وكان “المرصد السوري” رصد، في 5 أغسطس، قافلة لـ”التحالف الدولي” تضم 30 شاحنة تحمل موادا لوجستية وكتل خرسانية برفقة عربات مصفحة، واتجهت القافلة إلى القواعد العسكرية في ريف الحسكة.

المختطفين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية”.. تجاهل مستمر دون حل في الأفق

رغم انقضاء 17 شهراً على الإعلان الرسمي للتحالف الدولي بالقضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” كقوة مسيطرة شرق نهر الفرات، وبرغم التطورات التي جرت على مدار الشهر الماضي، فإن الصمت يتواصل من قبل التحالف وقوات سوريا الديمقراطية حول قضية المختطفين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” دون تقديمها أي إجابة عن مصير آلاف المختطفين وعن نتائج التحقيق مع آلاف العناصر من التنظيم ممن اعتقلتهم قسد والتحالف شرق الفرات، حيث تتواصل المخاوف على حياة ومصير المختطفين ومنهم الأب باولو داولوليو والمطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي، وعبد الله الخليل وصحفي بريطاني وصحفي سكاي نيوز وصحفيين آخرين، إضافة لمئات المختطفين من أبناء منطقة عين العرب (كوباني) وعفرين، بالإضافة لأبناء دير الزور.

أغسطس 2020.. شهر آخر بلا شفافية

على الرغم من جهود ومناشدات المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الأشهر الماضية لكل الجهات الدولية والتحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، فإنه لم يتم إعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم “الدولة الإسلامية” والكشف عن مصير آلاف المختطفين. وكان “المرصد السوري” سبق وأن طالب المجتمع الدولي بالتحقيق في معلومات عن مقتل 200 شخص من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وعوائلهم من النساء والأطفال، في مجزرة ارتكبتها طائرات التحالف الدولي بقصف مخيم “الباغوز”، في 21 مارس/آذار من العام الماضي.

ووفقا للمعلومات التي حصل عليها “المرصد السوري” آنذاك، فقد جرى دفن الجثث الـ200 فجر ذلك اليوم، دون معلومات عما إذا كان التحالف الدولي كان على علم بوجود أطفال ونساء من عوائل التنظيم داخل المخيم أم لا. وعلى الرغم من كل تلك المناشدات، فإنها لم تلق صدى حتى الآن من قبل تلك الأطراف المسؤولة، وعلى هذا، يجدد المرصد السوري لحقوق الإنسان مناشداته لكافة الأطراف المسؤولة لإعلان الحقائق الكاملة ومحاسبة المسؤولين عن أي مجازر أو انتهاكات جرت على مدار تلك الفترة التي شارك فيها التحالف الدولي في الأزمة السورية، والتي تخطت خمس سنوات كاملة.

إن المرصد السوري لحقوق الإنسان وإذ يقدم رصدا وافيا لما جرى من تطورات فيما يتعلق بعمل قوات التحالف في سوريا، فإنه يؤكد أنه كان ممكنا تجنب الخسارة الفادحة في أرواح المدنيين السوريين إذا لم يكن التحالف الدولي قد صم آذانه عن دعوات “المرصد” لتحييد المدنيين عن عملياته العسكرية، حيث إن وجود عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” أو من المجموعات الجهادية الأخرى في منطقة مدنية، لا يبرر بأي شكل من الأشكال قصف المنطقة وإزهاق أرواح المدنيين فيها. كما يطالب “المرصد السوري” قادة التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، بإعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم “الدولة الإسلامية” والكشف عن مصير آلاف المختطفين.

وكان “المرصد السوري” سبق وأن طالب المجتمع الدولي بالتحقيق في معلومات عن مقتل 200 شخص من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” وعوائلهم من النساء والأطفال، في مجزرة ارتكبتها طائرات التحالف الدولي بقصف مخيم “الباغوز”، في 21 مارس/آذار من العام الماضي. ووفقا للمعلومات التي حصل عليها “المرصد السوري” آنذاك، فقد جرى دفن الجثث الـ200 فجر ذلك اليوم، دون معلومات عما إذا كان التحالف الدولي كان على علم بوجود أطفال ونساء من عوائل التنظيم داخل المخيم أم لا. كذلك، يؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه كان بالإمكان تجنب ويلات التدخل العسكري التركي على المدنيين، لو أن الرئيس الأمريكي مارس ضغوطه على نظيره التركي للامتناع عن التسبب في أزمة إنسانية جديدة وتشريد الآلاف وقتل وإصابة المئات.

كذلك، لا بد أن تعي الأطراف المنخرطة في الأزمة السورية أن الموارد النفطية وموارد الغاز التي يسيطر عليها التحالف الدولي الآن ليست ملكا لأحد سوى الشعب السوري، وبالتالي فإن الأطراف المعنية ملزمة بضرورة الحفاظ على تلك الموارد وضمان عدم سرقتها أو الاستيلاء عليها بأي شكل من الأشكال، حيث إنها ليست ملكا لـ”النظام” أو إيران أو أي طرف سوى الشعب السوري الذي عانى الويلات على مدار تسع أعوام من الأزمة، ويحذر “المرصد السوري” من تداعيات إساءة استغلال تلك الموارد أو الاستيلاء عليها وحرمان السوريين منها.