72 ساعة من “نبع السلام”: 100 ألف نازح ونحو 30 شهيد مدني.. و27 قرية في أيدي تركيا والفصائل الموالية لها.. و148 قتيلا من “قسد” والجنود الأتراك والفصائل الموالية لأنقرة

74

المرصد السوري لحقوق الإنسان

على مدار 72 ساعة مضت منذ إطلاق القوات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها عملياتها في شمال وشرق سوريا تحت مُسمى عملية “نبع السلام” في الساعة الرابعة بتوقيت العاصمة السورية “دمشق”، شهدت منطقة شمال وشرق سوريا تطورات متسارعة في ظل القصف المدفعي والجوي المتواصل على مناطق شمال وشرق سوريا من جانب القوات التركية والفصائل الموالية. وتدور اشتباكات عنيفة بين القوات التركية والفصائل الموالية لها من جانب وقوات سوريا الديمقراطية والمجالس العسكرية التابعة لها من جانب آخر، على عدة محاور، ما نتج عنها ارتفاع عدد القتلى في صفوف الطرفين، إضافة إلى ارتفاع حصيلة الشهداء المدنيين وتزايد أعداد النازحين. ومنذ انطلاق المعارك، تابع المرصد السوري لحقوق الإنسان ما حدث على كل جبهات المعركة، إضافة إلى ما حدث في الداخل السوري من عمليات نزوح أو سقوط شهداء نتيجة القذائف التركية العشوائية التي طالت المدنيين في مختلف أنحاء الشمال السوري. 

أعداد النازحين في تزايد مستمر.. وسقوط المزيد من الشهداء المدنيين.. عمليات تركيا تهدد بكارثة إنسانية

منذ الساعات الأولى لصباح يوم الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عمليات نزوح للمدنيين من مناطق متفرقة في منطقة شرق الفرات، فرارا من العملية العسكرية التركية على المنطقة. وبحسب إحصاءات “المرصد”، فإن عدد النازحين تجاوز 100 ألف مدني نزحوا من بلداتهم ومدنهم وقراهم، حيث تتواصل حركة نزوح المدنيين من مناطقهم في تل أبيض ورأس العين والدرباسية ومناطق أخرى شرق الفرات عند الشريط الحدودي مع تركيا، على الرغم من الهدوء النسبي والحذر الذي تشهده المنطقة في العموم باستثناء تل أبيض ورأس العين. ووفقا لإحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، تجاوز عدد النازحين 100 ألف مدني نحو عمق المنطقة، ومنهم من يفترش العراء ومنهم من توجه إلى مدينة الرقة، فضلاً عن الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعيشها المنطقة من انقطاع المياه عن مدينة الحسكة، وخروج محطات تغذية كهرباء عن الخدمة بسبب القصف والاشتباكات. وبحسب ما رصدته مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان على الأرض، فإن مدينتا الدرباسية ورأس العين باتتا شبه خاليتين من السكان تماما. 

ولا تتوقف تداعيات العملية العسكرية التركية المُسماة بـ”نبع السلام” عند حد دفع المدنيين نحو النزوح، بل أدت كذلك إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين نتيجة القذائف العشوائية التي أطلقتها القوات التركية على مناطق متفرقة. ووفقا لما وثَّقه المرصد السوري لحقوق الإنسان، ارتفع عدد الشهداء المدنيين الذين سقطوا منذ انطلاق العملية العسكرية التركية إلى 28 شهيدا، هم: 6 بينهم طفل ومواطنة ورجلان مسنان جراء قصف صاروخي استهدف أحياء البشيرية وقدروبك والزيتونية بمدينة القامشلي، و4 جراء ضربات جوية تركية على قرية الباجية بمنطقة تل أبيض، و4 جراء غارات جوية تركية استهدفت محيط مدينة رأس العين، و3 بينهم مسؤولة حزبية جراء استهدافهم بالرصاص من قبل فصائل موالية لتركيا أثناء توجههم إلى مدينة تل أبيض، و3 جراء عمليات قنص على قرى تابعة لتل أبيض، و3 بينهم اثنان من موظفي “الإدارة الذاتية” بالقصف الذي استهدف قرية مطكلط بريف منطقة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، وطفلة في قصف استهدف ريف القحطانية، ورجل في القصف على محيط تل أبيض، ورجل استشهد في الاستهداف الذي طال محيط وريف منطقة رأس العين بريف الحسكة، ورجل جراء استهدافه بقناص القوات التركية في مدينة الدرباسية، ومواطنة برصاص قناص تركي في مدينة القامشلي، وعدد الشهداء مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة.

وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “الإدارة الذاتية” استكملت إخلاء مخيم “مبروكة” الواقع على بعد كيلومترات قليلة من الحدود السورية – التركية في ريف رأس العين، والذي يضم نحو 7000 نازح تجاه مخيم “العريشة”، بعد سقوط قذائف مدفعية من قبل القوات التركية على منطقة المخيم، فيما جرى إغلاق مشفى في تل أبيض وإخلاء الطاقم الطبي تخوفاً من الاستهدافات التركية، كما خرج مشفى بمنطقة رأس العين عن الخدمة بعد سقوط قذائف صاروخية أطلقتها قوات التركية عليه، إضافة إلى استهداف الطائرات التركية نقطة طبية في قرية “الصالحية” بريف رأس العين. وفي السياق ذاته، رصد “المرصد السوري” أزمة حادة تتمثل بنقصان مادة الخبز في منطقة عين العرب/كوباني، وسط ازدحام شديد على الأفران الآلية في قرية “خراب عشك” بريف عين العرب. 

27 قرية في أيدي تركيا وقصف جوي وبري واشتباكات.. وارتفاع حصيلة القتلى بين الطرفين

على مدار يومين، رصد “المرصد السوري” تقدم القوات التركية والفصائل الموالية لها بغطاء جوي وبري مكثف في 27 قرية من منطقي تل أبيض ورأس العين، حيث بسطت القوات التركية سيطرتها على كل من قرى مزرعة المسيحي وحميدة والمهيدة والدادات واليابسة والمشرفة وتل فندر وبئر عاشق والتروازية ولزكة وحويران والواسطة والغجير وشوكان والخالدية والعريضة والنبهان وأم الجرن وغزيل والحاوي وطبابين والصواوين وجاموس فليو والزيدي في محور تل أبيض، وبلدة تل حلف وقرى علوك وكشتو وأقصاص في محور رأس العين، بالإضافة إلى سيطرتهم على المنطقة الصناعية ومنطقة معبر رأس العين داخل مدينة رأس العين.

ورصد “المرصد السوري”، مساء أمس، قصفا مدفعيا تركيا مكثفا استهدف تل مشتى النور في مدينة عين العرب/كوباني، عند المواقع التابعة للتحالف الدولي هناك، دون معلومات عن خسائر بشرية. وترافق القصف مع تحليق لطائرات حربية في سماء المنطقة، ولم يعرف حتى اللحظة هوية الطائرات التي حلقت أثناء القصف، فيما حلقت طائرات التحالف في المنطقة عقب عملية القصف.

وفي إطار المناوشات والاشتباكات والاستهدافات المتبادلة، كان “المرصد السوري” رصد على مدار الأيام الثلاثة الماضية منذ انطلاق العملية، اشتباكات عنيفة على محاور في أطراف مدينة “الدرباسية” بريف الحسكة، نتيجة هجوم نفذته القوات التركية والفصائل الموالية لها في محاولة لاقتحام المدينة، وسط قصف مكثف وعنيف على محاور القتال بالإضافة لاستهدافات متبادلة بالرشاشات الثقيلة، فيما قصفت القوات التركية مناطق في محيط قريتي الزهيرية وجم شرف في ريف المالكية، كما تمكنت “قسد” من إسقاط طائرة استطلاع في سماء منطقة “قصر ديب” بريف المالكية. ورصد “المرصد السوري” اشتباكات عنيفة على محاور بريف مدينة منبج شمال شرق حلب، بين الفصائل الموالية لتركيا من جهة ومجلس منبج العسكري من جهة أخرى، ترافقت مع قصف واستهدافات متبادلة، وسط معلومات عن خسائر بشرية بين الطرفين.

وارتفع تعداد القتلى في صفوف قوات سوريا الديمقراطية والمجالس العسكرية وقوى الأمن الداخلي جراء قصف جوي وبري تركي واشتباكات مع القوات التركية والفصائل الموالية لها منذ بدء العملية العسكرية التركية عصر الأربعاء إلى 81، فيما ارتفع تعداد قتلى الفصائل السورية الموالية لـ”أنقرة” وقتلى الخلايا الموالية لتركيا خلال استهدافات واشتباكات مع “قسد” خلال الفترة ذاتها إلى 59 من بينهم 13 من خلايا موالية لـ”أنقرة” قتلوا في اشتباكات مع “قسد”، بالإضافة إلى مقتل 8 جنود أتراك حتى الآن خلال الاشتباكات والاستهدافات اعترفت تركيا بمقتل 5 منهم فقط، وسط معلومات عن قتلى أتراك آخرين على الحدود التركية السورية، كما أن تعداد الذين قتلوا مرشح للارتفاع لوجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة.