8 أيام من “نبع السلام”: نحو 70 منطقة تحت سيطرة تركيا.. ومدينة “رأس العين” تحت الحصار.. و416 قتيلا حصيلة ضحايا “قسد والقوات التركية والفصائل الموالية لها”

53

لا تزال منطقة شمال سوريا تشهد تطورات عدة، تزامنا مع إتمام العملية العسكرية التركية المُسماة بـ”نبع السلام” 8 أيام كاملة، حيث شهدت الأيام الماضية عدة تطورات، مع استمرار القصف والمعارك المكثفة بين قوات سوريا الديمقراطية والمجالس العسكرية التابعة لها من جانب والقوات التركية والفصائل الموالية لها من جانب آخر. واستكملت قوات النظام انتشارها على محاور في منطقة “عين عيسى” شمال الرقة، فيما أكدت مصادر لـ”المرصد السوري”، عدم صحة ما تتناقله وسائل إعلام النظام بشأن سيطرة قواته على مطار الطبقة العسكري والفرقة 17 شمال مدينة الرقة، حيث إن أرتال قوات النظام تتجمع فقط في مطار الطبقة للانطلاق إلى مواقع الانتشار التي جرى الاتفاق عليها مع قوات سوريا الديمقراطية، ولا سيما بمحيط وريف بلدة عين عيسى.
ووفقا لما رصدته مصادر “المرصد”، دخلت قوات النظام مدينة عين العرب (كوباني) مساء أمس، حيث تمركزت في 3 مواقع عند الحدود مع تركيا، وهي “تلة كانيه” شرق المدينة و”البلدية” في غرب المدينة، بالإضافة إلى “البوابة” في منتصف المدينة. وعلم “المرصد” كذلك أن قوات النظام انتشرت في منطقة المناجير في ريف “تل تمر”.
وتشهد جبهات عدة ضمن منطقة شرق الفرات، معارك مستعرة بين القوات التركية والفصائل الموالية لها من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى، تترافق مع استهدافات وقصف متبادل ومكثف، وتأتي كل تلك التطورات مع اشتباكات عنيفة متواصلة بين القوات التركية والفصائل الموالية لها من جانب وقوات سوريا الديمقراطية والمجالس العسكرية التابعة لها من جانب آخر، على عدة محاور، ما نتج عنها ارتفاع عدد القتلى في صفوف الطرفين، إضافة إلى ارتفاع حصيلة الشهداء المدنيين وتزايد أعداد النازحين. ومنذ انطلاق المعارك، تابع المرصد السوري لحقوق الإنسان التطورات المتسارعة على كل جبهات المعركة، إضافة إلى ما حدث في الداخل السوري من عمليات نزوح أو سقوط شهداء نتيجة القذائف التركية العشوائية التي طالت المدنيين في مختلف أنحاء الشمال السوري.

 

300 ألف نازح مدني بفعل العمليات التركية.. و72 شهيدا مدنيا في 8 أيام

منذ الساعات الأولى لصباح يوم الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عمليات نزوح للمدنيين من مناطق متفرقة في منطقة شرق الفرات، فرارا من العملية العسكرية التركية على المنطقة. وبحسب إحصاءات “المرصد”، فإن عدد النازحين تجاوز 300 ألف مدني نزحوا من بلداتهم ومدنهم وقراهم، حيث تتواصل حركة نزوح المدنيين من مناطقهم في تل أبيض ورأس العين والدرباسية وعين العرب وعين عيسى ومناطق أخرى شرق الفرات عند الشريط الحدودي مع تركيا، ووفقا لإحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، تجاوز عدد النازحين 300 ألف مدني نحو عمق المنطقة، وسط أوضاع إنسانية صعبة تعيشها المنطقة من التصاعد الكبير في أعداد النازحين ووجهتهم.
وعلى مدار الأيام الثمانية التي شهدت معارك عنيفة، سقط 72 شهيدا مدنية ضحية للقذائف العشوائية والقصف والمعارك التي تشنها تركيا على شمال سوريا. ووفقا لما وثَّقه المرصد السوري لحقوق الإنسان، ارتفع عدد الشهداء المدنيين الذين سقطوا منذ انطلاق العملية العسكرية التركية إلى 72 شهيدا، وهم: 21 بينهم طفل ومسؤولة حزبية ومواطنتان جراء استهدافهم بالرصاص وإعدام ميداني من قبل فصائل موالية لتركيا على الأوتستراد جنوب مدينة تل أبيض ومناطق شمال عين عيسى وبلدة سلوك، و19 جراء غارات جوية تركية استهدفت مدينة رأس العين ومحيطها، و7 بينهم اثنين من موظفي الإدارة الذاتية بالقصف البري على محيط تل أبيض، و6 بينهم طفل ومواطنة ورجلان مسنان جراء قصف صاروخي استهدف أحياء البشيرية وقدوربك والزيتونية بمدينة القامشلي، و5 بينهم طفل في القصف على محيط وريف منطقة رأس العين بريف الحسكة، و4 جراء ضربات جوية تركية على قرية الباجية بمنطقة تل أبيض، و3 جراء عمليات قنص على قرى تابعة لتل أبيض، وطفلة في قصف استهدف ريف القحطانية، ورجل جراء استهدافه بقناص القوات التركية في مدينة الدرباسية، ومواطنة برصاص قناص تركي في مدينة القامشلي، ورجل جراء قصف صاروخي تركي على أطراف قرية قصر ديب بريف المالكية. وعلى صعيد استهداف المدنيين، قصف الطيران التركي قافلة الدعم الإنساني بمدينة “رأس العين” التي وصلت من “تل تمر”، والتي كانت تضم صحفيين أجانب ومحليين، ما أسفر عن مقتل 19 شخصا من بينهم 15 مدنيا من ضمنهم مواطنة و2 مراسلين صحفيين محليين، بالإضافة إلى استشهاد 2 في قصف فصائل موالية لتركيا على قرية الفارات شمال مدينة منبج، وطفلة جراء قصف صاروخي من قبل القوات التركية على إحدى قرى بلدة “عين عيسى” شمال مدينة الرقة.

 

68 منطقة في أيدي تركيا.. و”رأس العين” تحت الحصار.. وارتفاع حصيلة القتلى بين الطرفين

على مدار 8 أيام، رصد “المرصد السوري” تقدم القوات التركية والفصائل الموالية لها بغطاء جوي وبري مكثف في 68 منطقة على الأقل، هي مدينة تل أبيض، وبلدة سلوك ومزرعة الحمادي وأبو قبر ومزرعة المسيحي وحميدة والمهيدة والدادات واليابسة والمشرفة وتل فندر وبئر عاشق والتروازية ولزكة وحويران والواسطة والغجير وشوكان والخالدية والعريضة والنبهان وأم الجرن وغزيل والحاوي وطبابين والصواوين وجاموس فليو والزيدي والدروبية وعين العروس وتل عنتر والبديع وجاسم العلي في محور تل أبيض، بالإضافة إلى بلدة مبروكة وقرى الكنطري ووضحة وتويجل وعلوك وكشتو وأقصاص وتل خنزير والعزيزية والبالوجة وأبو الصون وحويش الناصر والنعيم والصالحية والليبية وتل البنات وكاجو والمدائن وناح في محور رأس العين، بالإضافة إلى 17 قرية ومنطقة ضمن المنطقة الواقعة بين بلدة تل تمر ومدينة رأس العين، والمنطقة الواقعة بين ريف تل أبيض وبلدة عين عيسى، في حين أن “رأس العين” باتت محاصرة بشكل كامل، وسيطرت القوات التركية والفصائل الموالية لها على ما يقرب من نصف المدينة.

وارتفع تعداد القتلى في صفوف قوات سوريا الديمقراطية والمجالس العسكرية وقوى الأمن الداخلي جراء قصف جوي وبري تركي واشتباكات مع القوات التركية والفصائل الموالية لها منذ بدء العملية العسكرية التركية عصر الأربعاء إلى 224، فيما وثق “المرصد السوري” مقتل 3 عناصر من قوات النظام وإصابة آخرين جراء استهداف صاروخي نفذته القوات التركية والفصائل الموالية لها على محاور شمال غرب منبج وشرق بلدة عين عيسى في مواقع انتشار قوات النظام. كما ارتفع تعداد قتلى الفصائل السورية الموالية لـ”أنقرة” وقتلى الخلايا الموالية لتركيا خلال استهدافات واشتباكات مع “قسد” خلال الفترة ذاتها إلى 183 من بينهم 21 من خلايا موالية لـ”أنقرة” قتلوا في اشتباكات مع “قسد”، بالإضافة إلى مقتل 9 جنود أتراك حتى الآن خلال الاشتباكات والاستهدافات، وسط معلومات عن قتلى أتراك آخرين على الحدود التركية السورية، كما أن تعداد الذين قتلوا مرشح للارتفاع لوجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة.