8 قتلى في قصف لمقاتلي المعارضة على حلب

24

دعوات أمريكية لفرض حظر جوي فوق سوريا –
بيروت-واشنطن-(أ ف ب): قتل ثمانية مدنيين أمس في قصف على الأحياء الواقعة تحت سيطرة النظام السوري في مدينة حلب في شمال سوريا التي تشهد استهدافًا متزايدًا من مقاتلي المعارضة منذ أيام، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «إصاب صاروخ مبنى من ثلاث طوابق في شارع تشرين في غرب حلب، ما تسبب بانهياره ومقتل ثمانية أشخاص».
وصعدت فصائل المعارضة المسلحة التي تسيطر على الأحياء الشرقية لمدينة حلب منذ الاثنين قصفها بالمدفعية وقذائف الهاون والصواريخ على الأحياء الغربية، ما اوقع 63 قتيلا بين المدنيين، بحسب المرصد، وقال عبد الرحمن «انه أمر مخيف. باتت الاعتداءات يومية، وهي في تصعيد مستمر». وقتل الاثنين 36 شخصًا بينهم 14 طفلاً. وقتل الاثنين سبعة أشخاص، والأربعاء 12 شخصًا.
وترافق هذا التصعيد مع تصعيد في المعارك على الأرض. إذ أشار المرصد إلى أن مقاتلي المعارضة تمكنوا أمس الأول من السيطرة على كامل ضاحية الراشدين الواقعة غرب العاصمة والتي كانت القوات النظامية تسيطر على أجزاء كبيرة منها. وكانت الضاحية تشكل خط دفاع أساسي عن مركز البحوث العلمية في المنطقة، وهو مركز عسكري كبير.
واندلعت المعارك في مدينة حلب في صيف 2012، وتمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة سريعا على أجزاء واسعة من المدينة، بينما بقيت الأحياء الأخرى تحت سيطرة قوات النظام.
ومنذ ديسمبر 2013، تقصف القوات النظامية بانتظام بالبراميل المتفجرة خصوصا والطيران الحربي الأحياء الشرقية ما أوقع مئات القتلى، واثار تنديدًا دوليًا.
وخلال السنة الأخيرة، وبعد حيازة الكتائب المعارضة أسلحة أكثر تطورًا، باتت الأحياء الغربية عرضة لقذائفهم وصواريخهم الصغيرة القريبة من صواريخ «جراد». واسفر النزاع السوري المستمر منذ منتصف مارس 2011 عن مقتل اكثر من 130 ألف شخص.
من جهة أخرى، دعا برلمانيون أمريكيون مجددًا أمس الاول الى اقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا بعد عرض شريط مصور يظهر أطباء يحاولون أنقاذ أطفال اثر هجوم بغاز الكلور في هذا البلد وشهادات عدة. كما حذر البرلمانيون من احتمال تزايد الهجمات بغاز الكلور في سوريا.
وقالت الطبيبة اني سبارو للبرلمانيين «أنا طبيبة واعتدت مشاهد الموت. لكنني لم أر من قبل طريقة أكثر فظاعة للقتل إطلاقًا، ولم اشهد من قبل هذا القدر من المعاناة بمثل هذه الطريقة الفظيعة».
وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أمس الأول انه تم التخلص من كامل نفايات الأسلحة الكيماوية السورية التي دمرت. غير ان الكلور لا يعتبر من المواد المحظورة اذ يعتبر مادة صناعية معدة بصورة عامة للاستخدامات التجارية والمنزلية مثل تنقية المياه مثلا.
وقال السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب: إن «الحكومة السورية تستخدم غاز الكلور من دون اي محاسبة».
ووجهت اتهامات الى نظام الرئيس بشار الأسد بتنفيذ هجمات عدة بأسلحة كيماوية بواسطة مروحيات، احدها في محافظة أدلب (شمال غرب) في مارس 2015. كما افيد في الاشهر الاخيرة عن 45 هجومًا من هذا النوع. الا ان النظام ينفي استخدامه الكلور.
وحذر فورد بانه على الرغم من صدور قرار عن الأمم المتحدة يدين الهجمات بغاز الكلور، الا أن ذلك لم يردع نظام الأسد الذي يخوض نزاعا منذ اكثر من اربع سنوات مع معارضة مسلحة تسعى إلى اسقاطه.
وقال فورد «ان قواته باتت تفتقد إلى العناصر ومع تطور هذا الوضع فان النظام السوري سيلجأ بشكل متزايد إلى استخدام الأسلحة الكيماوية للتعويض عن هذا النقص في العديد».
وروى الطبيب محمد تناري بمساعدة مترجم ما حصل ليلة 16 مارس حين ألقيت سلسلة من البراميل المتفجرة من مروحيات فوق مدينته سرمين في محافظة ادلب وانتشرت في الجو «رائحة تشبه سوائل التنظيف»، وأضاف: إن «عشرات الأشخاص كانوا يعانون صعوبات في التنفس وحروقا في العيون والحنجرة وافرازات من الفم».
وكان بين الضحايا ثلاثة أطفال هم عايشة (3 سنوات) وشقيقتها ساره (سنتان) وشقيقهما محمد البالغ من العمر عاما واحدا. وروى تناري انهم «كانوا شاحبين بشكل خطير عند وصولهم (إلى المشفى)، وهو مؤشر نقص حاد في الاكسجين والتعرض لمادة كيماوية».
واضطر الأطباء لمعالجتهم وهم ممددون قرب جثة جدتهم التي قضت في الهجوم بالمادة السامة، اذ لم يعد هناك أسرة متوافرة.
وقال بعد عرض الشريط المصور «رغم اسراعنا في معالجتهم، لم نتمكن من انقاذهم»، مشيرا إلى مقتل والديهم أيضا، وأوضح أن قنبلة بالكلور سقطت داخل نظام التهوئة في الملجأ الذي كانت العائلة مختبئة فيه فحولته إلى «ما يشبه غرفة غاز». ونسب الغربيون الهجوم على سرمين إلى النظام السوري.
وروت الطبيبة آني سبارو من كلية ايتشان للطب في نيويورك خلال جلسة البرلمان الأمريكي العمل ميدانيا في سوريا بصوت يرتجف من شدة التأثر، وقالت «من حق الأطفال السوريين والمدنيين السوريين ان يحظوا بحماية والولايات المتحدة قادرة على تأمينها».
واستبعدت الإدارة الأمريكية مرارًا إقامة حظر جوي فوق اجزاء من سوريا، مشيرة إلى انه من الصعب للغاية تطبيقه. وردد المتحدث باسم وزارة الخارجية جون كيربي أمس الأول أن الأمر غير مطروح. وقال كيربي «ليست هناك خطط لتطبيق أو الإشراف على منطقة حظر جوي فوق سوريا في ما يتعلق باستخدام هذه المواد الكيماوية. ما يجب ان يحصل هو ان يتوقف (الأسد) عن استخدامها».
لكن سبارو، كما فورد وتناري، دافعت بقوة عن فكرة الحظر، وقالت: «إن اقامة منطقة خالية من القصف ستعطل أحدى أهم الأدوات التي استخدمت لقتل المدنيين السوريين وإرهابهم، وخصوصا الأطفال الذين هم الأكثر عرضة لهذه الغازات السامة والذين تمزقت أجسادهم الصغيرة حرفيا نتيجة المسامير الفظيعة التي تحتوي عليها هذه القنابل».
وقال رئيس اللجنة الجمهوري ايد رويس ان «السياسة الأمريكية يجب ان تتغير»، مؤكدا أن مناطق الحظر الجوي «ستحرم الأسد من السيطرة على الأجواء».

 

المصدر:omandaily