9 أيام من “نبع السلام”: استمرار القصف رغم إعلان وقف إطلاق النار.. و436 قتيلا حصيلة ضحايا “قسد” والنظام والقوات التركية والفصائل الموالية لها، والأخيرة تمنع قافلة طبية من إخلاء المصابين في مدينة “رأس العين”

56

المرصد السوري لحقوق الإنسان

شهدت الساعات الأخيرة من مساء أمس تطورات متلاحقة، بإعلان نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس عن وقف لإطلاق النار في شمال سوريا بالاتفاق مع تركيا، على أن يكون وقف إطلاق النار لمدة 120 ساعة لحين انسحاب وحدات حماية الشعب من المناطق الحدودية. وعلى الرغم من إعلان وقف إطلاق النار، لا يزال القصف على مدينة “رأس العين” مستمرا في اليوم التاسع من عملية “نبع السلام” التي أطلقتها تركيا عصر الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الثاني. ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، سقوط نحو 20 مصابا مدنيا بجراح متفاوتة، جراء تعرضهم لرصاصات طائشة نتيجة الاحتفالات بمدينة الحسكة والقامشلي وغيرها بالاتفاق الأمريكي-التركي لوقف إطلاق النار.
وتشهد “رأس العين” قصفا متواصلا على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار، في وقت تمنع فيه الفصائل الموالية لتركيا، القافلة الطبية من دخول المدينة منذ صباح اليوم الجمعة، ومنذ انطلاق المعارك، تابع المرصد السوري لحقوق الإنسان التطورات المتسارعة على كل جبهات المعركة، إضافة إلى ما حدث في الداخل السوري من عمليات نزوح أو سقوط شهداء نتيجة القذائف التركية العشوائية التي طالت المدنيين في مختلف أنحاء الشمال السوري.

 

300 ألف نازح مدني بفعل العمليات التركية.. و79 شهيدا مدنيا في 9 أيام.. وتركيا تقصف المدنيين

منذ الساعات الأولى لصباح يوم الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عمليات نزوح للمدنيين من مناطق متفرقة في منطقة شرق الفرات، فرارا من العملية العسكرية التركية على المنطقة. وبحسب إحصاءات “المرصد”، فإن عدد النازحين تجاوز 300 ألف مدني نزحوا من بلداتهم ومدنهم وقراهم، حيث تتواصل حركة نزوح المدنيين من مناطقهم في تل أبيض ورأس العين والدرباسية وعين العرب وعين عيسى ومناطق أخرى شرق الفرات عند الشريط الحدودي مع تركيا، ووفقا لإحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، تجاوز عدد النازحين 300 ألف مدني نحو عمق المنطقة، وسط أوضاع إنسانية صعبة تعيشها المنطقة من التصاعد الكبير في أعداد النازحين ووجهتهم.

وعلى مدار الأيام الثمانية التي شهدت معارك عنيفة، سقط 79 شهيدا مدنية ضحية للقذائف العشوائية والقصف والمعارك التي تشنها تركيا على شمال سوريا. ووفقا لما وثَّقه المرصد السوري لحقوق الإنسان، ارتفع عدد الشهداء المدنيين الذين سقطوا منذ انطلاق العملية العسكرية التركية إلى 79 شهيدا، وهم: 21 بينهم طفل ومسؤولة حزبية ومواطنتان جراء استهدافهم بالرصاص وإعدام ميداني من قبل فصائل موالية لتركيا على الأوتستراد جنوب مدينة تل أبيض ومناطق شمال عين عيسى وبلدة سلوك، و26 جراء غارات جوية تركية استهدفت مدينة رأس العين ومحيطها وريفها الشرقي وقرية الريحانية بريف المالكية بينهم مواطنة واثنان من طاقم صحفي محلي، و7 بينهم اثنان من موظفي الإدارة الذاتية بالقصف البري على محيط تل أبيض، و6 بينهم طفل ومواطنة ورجلان مسنان جراء قصف صاروخي استهدف أحياء البشيرية وقدروبك والزيتونية بمدينة القامشلي، و5 بينهم طفل في القصف على محيط وريف منطقة رأس العين بريف الحسكة، و4 جراء ضربات جوية تركية على قرية الباجية بمنطقة تل أبيض، و3 جراء عمليات قنص على قرى تابعة لتل أبيض، وطفلة في قصف استهدف ريف القحطانية، ورجل جراء استهدافه بقناص القوات التركية في مدينة الدرباسية، ومواطنة برصاص قناص تركي في مدينة القامشلي، ورجل جراء قصف صاروخي تركي على أطراف قرية قصر ديب بريف المالكية، بالإضافة إلى استشهاد 2 في قصف فصائل موالية لتركيا على قرية الفارات شمال مدينة منبج، وطفلة جراء قصف صاروخي من قبل التركية على أحد قرى بلدة عين عيسى شمال مدينة الرقة.

وجاء ارتفاع حصيلة الشهداء المدنيين، بعد مقتل 7 مواطنين وإصابة 21 آخرين على الأقل بجراح متفاوتة، جراء ضربات جوية نفذتها طائرات حربية تركية على ريف مدينة رأس العين الشرقي، استهدفت منطقة أبو رأسين وقرى باب الخير أم عشبة ومضبعة التابعة لها صباح اليوم الجمعة.

 

68 منطقة في أيدي تركيا.. واستمرار القصف على رأس العين.. والفصائل الموالية لتركيا تواصل التعفيش وسرقة المواشي.. وارتفاع حصيلة القتلى بين الطرفين

على مدار 8 أيام، رصد “المرصد السوري” تقدم القوات التركية والفصائل الموالية لها بغطاء جوي وبري مكثف في 68 منطقة على الأقل، هي مدينة تل أبيض، وبلدة سلوك ومزرعة الحمادي وأبو قبر ومزرعة المسيحي وحميدة والمهيدة والدادات واليابسة والمشرفة وتل فندر وبئر عاشق والتروازية ولزكة وحويران والواسطة والغجير وشوكان والخالدية والعريضة والنبهان وأم الجرن وغزيل والحاوي وطبابين والصواوين وجاموس فليو والزيدي والدروبية وعين العروس وتل عنتر والبديع وجاسم العلي في محور تل أبيض، بالإضافة إلى بلدة مبروكة وقرى الكنطري ووضحة وتويجل وعلوك وكشتو وأقصاص وتل خنزير والعزيزية والبالوجة وأبو الصون وحويش الناصر والنعيم والصالحية والليبية وتل البنات وكاجو والمدائن وناح في محور رأس العين، بالإضافة إلى 17 قرية ومنطقة ضمن المنطقة الواقعة بين بلدة تل تمر ومدينة رأس العين، والمنطقة الواقعة بين ريف تل أبيض وبلدة عين عيسى، في حين أن القصف لا يزال متواصلا على “رأس العين” بالرغم من الإعلان عن وقف إطلاق النار. وشهدت قرى “باب الخير” و”أم عشبة” و”مضبعة” التابعة لـ”أبو رأسين”، شرق مدينة رأس العين، اشتباكات عنيفة منذ ساعات الصباح الأولى بين مجموعات موالية لتركيا و”قسد”، أسفرت عن قتلى وجرحى. وفي الوقت ذاته، وثق “المرصد السوري” استعادة “قسد” السيطرة على قرى أبو خرزة وفارس وويبدي ومبعوجة وسفيان وسليبي، وقرية أخرى شمال عين عيسى.

وعلم “المرصد السوري” أن قافلة طبية ضخمة تابعة للهلال الأحمر الكردي ومؤلفة من نحو 200 آلية تحمل مواد طبية وإسعافات أولية تحركت من بلدة “تل تمر” نحو مدينة رأس العين (سري كانييه) لتنضم إلى القافلة المتوقفة منذ صباح اليوم عند قرية المشرافة على بعد نحو 7 كلم من رأس العين، نتيجة عدم سماح الفصائل الموالية لتركيا بمرورهم نحو المدينة عبر استهداف محيط الرتل.

وارتفع تعداد القتلى في صفوف قوات سوريا الديمقراطية والمجالس العسكرية وقوى الأمن الداخلي جراء قصف جوي وبري تركي واشتباكات مع القوات التركية والفصائل الموالية لها منذ بدء العملية العسكرية التركية عصر الأربعاء إلى 235، فيما وثق “المرصد السوري” مقتل 5 عناصر من قوات النظام وإصابة آخرين جراء استهداف صاروخي نفذته القوات التركية والفصائل الموالية لها على محاور شمال غرب منبج وشرق بلدة عين عيسى في مواقع انتشار قوات النظام. كما ارتفع تعداد قتلى الفصائل السورية الموالية لـ”أنقرة” وقتلى الخلايا الموالية لتركيا خلال استهدافات واشتباكات مع “قسد” خلال الفترة ذاتها إلى 187 من بينهم 21 من خلايا موالية لـ”أنقرة” قتلوا في اشتباكات مع “قسد”، بالإضافة إلى مقتل 9 جنود أتراك حتى الآن خلال الاشتباكات والاستهدافات، وسط معلومات عن قتلى أتراك آخرين على الحدود التركية السورية، كما أن تعداد الذين قتلوا مرشح للارتفاع لوجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة.

ووفقا لما أكدته مصادر موثوقة لـ”المرصد السوري”، فإن الفصائل الموالية لتركيا لا تزال تواصل عمليات التعفيش ضمن المناطق التي بسطت سيطرتها عليها في منطقة تل أبيض عند الشريط الحدودي بريف الرقة الشمالي، حيث قالت إن مجموعات من الفصائل عمدت إلى سرقة منازل وتعفيش محتوياتها بعد تهجير أهلها نتيجة عملية “نبع السلام”، بالإضافة لحرقها بعد تعفيشها. كما تجري عملية سرقة المواشي ضمن قرى تل أبيض، لتعيد للأذهان ممارسات الفصائل أثناء عملية السيطرة على “عفرين” وتعفيش ممتلكات الأهالي والانتهاكات المتواصلة حتى اللحظة هناك.