مع اقتراب الذكرى السنوية الثانية لانطلاق عملية “نبع السلام” .. نحو 300 ألف نزحوا وهجروا بفعل العملية واستمرار عمليات التغيير الديموغرافي والانتهاكات بحق المدنيين

81

تقترب الذكرى السنوية الثانية لانطلاق ما يسمى بـ” عملية نبع السلام” وهي العملية العسكرية التي أطلقتها القوات التركية برفقة ”الجيش الوطني السوري” في مناطق شمال وشمال شرق سورية ضد قوات سوريا الديمقراطية، والتي أفضت إلى سيطرة الأول على المنطقة بعد أن هجرت أهلها ومنذ ذلك الحين وهي تعيث فساداً فيها حتى أيامنا هذه.

كارثة إنسانية مستمرة للنازحين بفعل عملية “نبع السلام”
تتواصل الكارثة الإنسانية للنازحين بفعل عملية “نبع السلام” والذين يقدر عددهم بنحو 300 ألف نازح ومهجر من مدنهم وقراهم في تل أبيض ورأس العين ومناطق أخرى شرق الفرات على الحدود السورية – التركية ضمن المناطق التي سيطرت عليها القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني” على غرار ما حصل من تهجير لأهالي عفرين في آذار/مارس من العام 2018 بعد السيطرة التركية عليها، فلايزال مهجروا رأس العين وتل أبيض وباقي المناطق التي سيطرت عليها القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني” موزعين ومشردين ضمن مراكز إيواء للنازحين، وآخرون يقيمون للعام الثاني على التوالي في منازل أقاربهم وآخرون يقيمون في العراء ضمن مخيمات عشوائية في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

لا عودة لـ “المنطقة الآمنة”
في ظل الحديث التركي مرارًا وتكرارًا عن عودة الكثير من السوريين إلى ما يسمى “المنطقة الآمنة” في شمال الحسكة والرقة ضمن المناطق الخاضعة لنفوذ القوات التركية وفصائل “نبع السلام”، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان لم يسجل عودة أي عائلة من السكان الأصليين للمناطق التي جرى السيطرة عليها بفعل العملية التي أطلقتها القوات التركية في أكتوبر/تشرين الأول، بل على العكس من ذلك نزح الكثير من السكان الأصليين خلال عامين من السيطرة بسبب التجاوزات الكبيرة من قِبل فصائل “الجيش الوطني” بحق الأهالي والفوضى التي تعانيها المنطقة من تفجيرات وعمليات اغتيال واقتتالات مسلحة شبه يومية بين الفصائل وعلى وجه الخصوص مدينة رأس العين التي كان يقطنها مواطنون من مكونات عربية وكردية وسريانية وأرمينية وآشورية، أما بالعودة إلى مسمى “المنطقة الآمنة” التي تتبجح بها الحكومة التركية، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان، سجل خلال العامين إعادة الحكومة التركية لآلاف السوريين إلى رأس العين وتل أبيض ممن رحلتهم الحكومة التركية قسرًا من تركيا في إطار حملتها ضد اللاجئين السوريين المتواجدين على أراضيها.

تغيير ديموغرافي متواصل
تواصل القوات التركية عملية “التغيير الديموغرافي” في المناطق التي سيطرت عليها شمال سوريا بعملية “نبع السلام” من خلال السماح لعوائل عناصر الفصائل الموالية لها بجلب عوائلهم من مناطق “غصن الزيتون ودرع الفرات” إلى منطقة “نبع السلام” وتوطينهم فيها، وينحدر المقاتلون الذين يتم السماح لهم بجلب عوائلهم من مختلف المناطق السورية التي جرى تهجير مسلحيها بفعل الاتفاقيات “التركية – الروسية”

اقتتال وسرقة وبلطجة متفاقمة
منذُ سيطرة القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني” في أكتوبر/تشرين الأول، تقوم الفصائل الموالية لأنقرة بانتهاكات تكاد يومية بحق من تبقى من السكان، وعلى غرار مايجري في عفرين، يتم فرض إتاوات مالية من قِبل الحواجز الأمنية التابعة للفصائل، فضلًا عن مصادرة أملاك المهجرين والاعتقالات التي تجري بحق الأهالي بتهم التعامل أو التخابر مع “الإدارة الذاتية” السابقة، بالإضافة إلى حالات اعتقال تطال المدنيين لأسباب غير معروفة، حيث تشهد مدينة رأس العين/سري كانييه على وجه الخصوص خلافات كبيرة بين الفصائل المسلحة المسيطرة على المدينة وقراها، حيث يتم استخدام الأسلحة الثقيلة خلال اقتتالهم على أبسط الخلافات، ما يتنافى مع الحديث التركي عن أن “المنطقة الآمنة” أصبحت جاهزة لإعادة السوريين إليها.