الأمم المتحدة تُعلن نزوح 51 ألفاً من شمال حلب وأردوغان يهدّد بإغراق أوروبا بمئات آلاف المهاجرين

26

أكثر من 51 الف مدني نزحوا منذ بدء الهجوم الذي اطلقه النظام السوري في الاول من شباط بدعم من الطيران الروسي على فصائل المعارضة في محافظة حلب، فيما هدد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بأن يرسل الى اوروبا مئات الآلاف منهم المقيمين في تركيا.

أصدر المفوض السامي للامم المتحدة لحقوق الانسان زيد رعد الحسين بياناً جاء فيه: “منذ بدء هجمات القوات الحكومية الأخيرة على محافظة حلب الأسبوع الماضي يرافقها العديد من الغارات الجوية من مقاتلات روسية وسورية – كما أفادت التقارير – نزح نحو 51000 من المدنيين ويواجه 300000 آخرون خطر الوقوع تحت الحصار”.
وأضاف “أن عشرات من المدنيين قتلوا منذ 1 شباط استناداً إلى التقارير”، فيما كان المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له أشار الى سقوط أكثر من 500 قتيل بينهم نحو مئة مدني منذ بدء الهجوم.
وأبدى “قلقه الشديد” من أوضاع حقوق الإنسان التي تشهد تدهوراً سريعاً في مدينة حلب وحولها وكذلك في أجزاء أخرى من سوريا، حيث قال “إن الانتهاكات والتجاوزات المروعة ترتكب هناك يومياً”.
وأوضح ان “النساء والأطفال وكبار السن والمرضى والجرحى والمعوقين يستخدمون كورقة مساومة ووقوداً للحرب يوماً بعد يوم، وأسبوعا بعد أسبوع، وشهراً بعد شهر. هذا وضع بشع”، لافتاً الى انه “في معضمية الشام ومضايا ودير الزور والفوعة وكفريا يعيش الناس في وضع بائس تماماً”.

أردوغان
وفي أنقرة، قال اردوغان، الذي بدا متوتراً، في كلمة ألقاها أمس “إن كلمة + أغبياء + ليست مكتوبة على جبيننا. لا تظنوا ان الطائرات والحافلات موجودة هنا من دون سبب. سنقوم بما يلزم”.
وانتقد بشدة دعوات الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي للسماح بدخول اللاجئين السوريين الذين فروا من معركة حلب الى تركيا، وأكد صحة تسريبات صحافية عن حديث دار بينه وبين رئيس المفوضية الأوروبية جان – كلود يونكر ورئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك عن مصير المهاجرين، وهدد خلاله أردوغان باغراق الدول الأوروبية بالمهاجرين اذا لم تتسلم بلاده المبلغ الكافي لايوائهم على اراضيها.
وقال: “أنا فخور بأنني قلت ذلك. دافعنا عن حقوق تركيا واللاجئين وقلنا لهم: نحن آسفون سنفتح الابواب وسنقول +وداعاً+ للمهاجرين”. وأضاف: “اننا نستعد للاسوأ”، مشيرا الى انه يتوقع احتشاد حتى 600 الف مدني على ابواب تركيا اذا لم يتوقف الهجوم على حلب.
وأفاد أن تركيا ستتحلى بالصبر إزاء الأزمة في سوريا حتى مرحلة ما ثم ستضطر الى التحرك.
وتحدث عن قوات مدعومة من إيران في سوريا ترتكب “مذابح شرسة” وخلص الى إنه يتعين على الأمم المتحدة أن تبذل مزيدا من الجهد لمنع “تطهير عرقي” في البلاد.

الوضع الميداني
على صعيد آخر، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له إن مقاتلين أكراداً سوريين يدعمهم قصف جوي روسي طردوا مقاتلي المعارضة من قاعدة منغ الجوية العسكرية قرب الحدود التركية كانت تابعة للجيش السوري قبل أن تسقط في أيدي المعارضة.
وقال إن قتالاً عنيفاً دار بين المقاتلين الأكراد ومقاتلي المعارضة حول مطار منغ وإن الطائرات الروسية شنت 30 غارة على الأقل استهدفت المعارضين المسلحين المتحصنين هناك.
وأقر قيادي من مقاتلي المعارضة يدعى زكريا كرسلي من “الجبهة الشامية” بأن “سقوط مطار منغ جعل الوضع على الأرض محبطاً للغاية”.
واستطاع الأكراد في شمال سوريا تحقيق قدر من الحكم الذاتي منذ بداية الحرب في بعض المناطق المتاخمة لتركيا والتي تحارب لإنهاء تمرد مستمر منذ ثلاثة عقود لأقليتها الكردية التي تريد مزيداً من الحكم الذاتي.
وأعلن المرصد ومصدر في المعارضة أن مقاتلي معارضة آخرين تحت حصار القوات الكردية في الغرب، والجيش السوري والفصائل المتحالفة معه من الجنوب، يسعون الآن للدفاع عن مدينة تل رفعت التي شهدت قصفاً روسياً عنيفا خلال اليومين الأخيرين. والقوات السورية على مسافة بضعة كيلومترات من المدينة.
ونفت وزارة الدفاع الروسية الاتهامات الأميركية بتدمير مستشفيين في حلب الأربعاء بـ”قصف روسي”، مؤكدة أن الغارات التي استهدفت المدينة في هذا اليوم كانت أميركية.
لكن الناطق باسم الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الكولونيل ستيف وارن الذي يتخذ بغداد مقراً له، صرح بأن الجيش الأميركي لم ينفذ أي غارات جوية الأربعاء في مدينة حلب أو حولها، وأن أي مزاعم بخلاف ذلك “مختلقة”.

“الغارديان”: 400 ألف قتيل
في غضون ذلك، أوردت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن 400 ألف شخص قتلوا خلال الحرب السورية المستمرة منذ خمس سنوات، بينما هلك 70 ألفاً آخرون بسبب نقص الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة والرعاية الصحية.
ونقلت عن المركز السوري لبحوث السياسات أن هذا العدد، إضافة إلى عدد المصابين، يمثل 11 في المئة من السكان.
وقالت الصحيفة إن نحو 400 ألف من القتلى لقوا حتفهم نتيجة عنف مباشر، بينما توفى 70 ألفا لعدم توافر الرعاية الصحية الملائمة أو الأدوية أو المياه النظيفة أو المأوى لهم. وأضافت أن 1,9 مليون شخص أصيبوا. كما تراجع متوسط الأعمار المتوقع من 70 سنة في 2010 إلى 55,4 سنة في 2015. ويقدر مجمل الخسائر الاقتصادية بنحو 255 مليار دولار.
وكشف وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر أن وسطاء روساً يساعدون الحكومة السورية في التوصل إلى اتفاق مع مسلحين يسعون إلى تسليم أسلحتهم أو الانتقال إلى معاقل تنظيماتهم، مما يدل على دور لموسكو في ضمان اتفاقات الهدنة المحلية مع مسلحي المعارضة المحاصرين.

 

المصدر:النهار