بين شرق الفرات وشريط الشمال ما بين النهرين… مخاوف الاجتياح التركي تعيق حسم الأمر وإنهاء تنظيم “الدولة الإسلامية” في جيبه الأخير بالمنطقة

31

أكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن تعزيزات عسكرية من القوى العسكرية المنضوية تحت راية قوات سوريا الديمقراطية، لا تزال تصل من مناطق مختلفة من شرق نهر الفرات، إلى مناطق في محيط جيب تنظيم “الدولة الإسلامية”، عند ضفاف نهر الفرات الشرقية، وفي التفاصيل التي رصدها المرصد السوري فإن مئات المقاتلين من قوات جيش الثوار ولواء جبهة الأكراد وكتائب شمس الشمال، التي شاركت سابقاً في قتال تنظيم “الدولة الإسلامية” في الشمال السوري، وصلوا خلال الساعات الأخيرة، إلى محيط جيب التنظيم الأخير عند ضفاف الفرات الشرقية، بريف دير الزور الشرقي، ضمن التحضيرات المستمرة منذ الـ 29 من تشرين الأول / أكتوبر من العام الجاري 2018، لإنهاء تواجد التنظيم كقوة مسيطرة في شرق الفرات.

المصادر المتقاطعة أكدت للمرصد السوري أنه على الرغم من إعلان قرب انطلاقة العملية العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي، لمرات متكررة، منذ استعادة تنظيم “الدولة الإسلامية” في الـ 28 من أكتوبر الفائت كامل ما خسره من مناطق في جيبه الأخير، خلال عملية قسد والتحالف التي كانت انطلقت في الـ 10 من أيلول / سبتمبر من العام الحالي، إلا أن العملية لم تنطلق حتى الآن، رغم التحضيرات العسكرية من استقدم آلاف العناصر ونشرهم في محيط جيب التنظيم، وتعزيز المنطقة بالأسلحة والذخيرة والمعدات، إلا أن المخاوف من الاجتياح التركي لم تدفع وحدات حماية الشعب الكردي لإرسال التعزيزات العسكرية إلى ضفاف الفرات الشرقية، بسبب الخشية من عدم حيلولة الدوريات الأمريكية دون عملية هجوم بري تركي على الشريط الحدودي الشمالي الواقع بين نهري دجلة والفرات، الأمر الذي سيدفع لاندلاع قتال شرس في المنطقة.

المرصد السوري نشر أمس أنه وثق 739 من مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” ممن قتلوا في القصف والاشتباكات والتفجيرات والغارات ضمن الجيب الأخير للتنظيم منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر الجاري من العام 2018، كما وثق نحو 452 عدد عناصر قوات سوريا الديمقراطية الذين منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر الفائت، كما أن المرصد السوري كان حصل على تفاصيل حول الهجمات التي نفذها تنظيم “الدولة الإسلامية” في محيط الجيب الخاضع لسيطرته، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، في الريف الشرقي لدير الزور، في حين وثق المرصد السوري 284 بينهم 101 طفلاً و69 مواطنة، من ضمنهم 153 مواطناً سورياً بينهم 64 طفلاً و40 مواطنة من الجنسية السورية، وبذلك تتصاعد أعداد الشهداء وفقاً للمراحل الثلاث لقصف التحالف التي قسمها المرصد السوري لحقوق الإنسان، أولها وهي الشهر الأول من العملية العسكرية التي تمكنت فيها قوات سوريا الديمقراطية وقسد من التقدم في الجيب الأخير للتنظيم والسيطرة على الباغوز والسوسة والشجلة وأجزاء من هجين والتقدم في أطراف ومحاور أخرى من الجيب، حيث تسببت الضربات التحالف حينها بقتل 5 مدنيين سوريين على الأقل، وامتدت هذه المرحلة الأولى من الـ 10 من ايلول / سبتمبر وحتى الـ 10 من تشرين الأول / أكتوبر من العام 2018، فيما امتدت المرحلة الثانية من الـ 10 من أكتوبر وحتى الـ 28 من الشهر ذاته ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد 47 مدني بينهم 14 طفلاً و7 نساء بينهم 15 سورياً من ضمنهم 8 أطفال و3 مواطنات، استشهدوا في الضربات التي نفذتها طائرات التحالف الدولي والتي استهدفت 4 مساجد على الأقل ومعهد لتحفيظ القرآن ومنازل مدنيين، فيما تمثلت المرحلة الثالثة منذ الـ 28 من أكتوبر وحتى اليوم، بقصف للتحالف الدولي تسبب بقتل 232 مدني بينهم 87 طفلاً و62 مواطنة ومن بينهم 133 مواطن سوري من ضمنهم 56 طفلاً و37 مواطنة، في عدة مناطق ضمن الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، والواقع عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، في الريف الشرقي لدير الزور.

كذلك المرصد السوري رصد حالة من الاستياء التي شهدتها صفوف القوات العسكرية المتواجدة في محيط الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، حيث أكدت المصادر الموثوقة أن الاستياء جاء في أعقاب الهجوم الذي جرى عبر التفاف من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية”، على المواقع التي كانت عززتها قوات سوريا الديمقراطية بأعداد أكبر من المقاتلين في الأيام الأخيرة التي سبقت الهجوم، وجرى الالتفاف من محوري هجين وغرانيج، بدعم من خلايا للتنظيم، ودخلت مجموعات التنظيم إلى الصحراء وقطعت الطرق الواصلة إلى خطوط الجبهة، ما تسبب بحالة انسحاب وفرار لعناصر القوات المتمركزة على خطوط الجبهة، خشية الوقوع في حصار أو قتلهم من قبل التنظيم، الذي حاول الوصول إلى حقل التنك النفطي، حيث هاجم بعشرات الدراجات النارية التي تحمل رشاشات متوسطة وثقيلة، تتبعها عربات مصفحة، الأمر الذي شكل خلخلة وارتباك في صفوف قوات سوريا الديمقراطية المتواجدة في الجبهة، وبخاصة مع غياب السلاح الثقيل عن النقاط العسكرية في محيط الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، عند ضفاف الفرات الشرقية، كما أكدت المصادر أن الكثير من المقاتلين يعمدون إلى عدم الالتحاق بقواعدهم وثكناتهم العسكرية خلال وجود حملة عسكرية ضد التنظيم، كما أن المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري أن طائرات التحالف الدولي حلقت في سماء المنطقة مطولاً قبيل تكثُّف الضباب وتردي الأحوال الجوية، إلا أنها لم تعمد لقصف أي من المناطق، وأكد مقاتلون على أنه على الرغم من تزويد التحالف الدولي بإحداثيات في محيط جيب تنظيم “الدولة الإسلامية”، إلا أنها لم تقصف المنطقة، كما أن التحالف الدولي عمد للتمركز في نقطتين رئيسيتين قرب حقل التنك، وعمدوا لقصف التنظيم بالقذائف المدفعية والصاروخية، كما وجهت قوات التحالف الدولي القوات المتواجدة في الحقل لإطفاء شعلة الحقل وقطع التيار الكهربائي وإطفاء الأنوار عن المنطقة، فيما علم المرصد السوري كذلك أن بعض العناصر الفارين من قسد لجأوا إلى الصحراء، وبقي بعضهم فيها لأكثر من 36 ساعة.