وسط تشديد أمني…أجهزة النظام الأمنية تنقب عن الذهب والآثار جنوب العاصمة دمشق

38

محافظة ريف دمشق – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: شهدت بلدة ببيلا بالقطاع الجنوبي من العاصمة السورية دمشق خلال الأسبوعين الفائتين انتشاراً أمنياً واسعاً في محيط جامع البلدة القديم، رافقه إغلاق للشوارع والأزقة المؤدية إليه، خاصة في ساعات الليل المتأخرة، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري جاء الانتشار الأمني بالتزامن مع قيام عناصر فرع الأمن السياسي بعمليات حفر وتنقيب تحت بناء المسجد القديم استمرت قرابة العشرة أيام، حيث استخرج عناصر الأمن السياسي كميات كبيرة من الذهب العائد للعهد الروماني من المسجد القديم، الذي يعتبر أبرز المعالم الأثرية في البلدة، الذي كان كنيس يهودي قبل تحويله إلى مسجد، الجدير بالذكر أن قوات النظام سيطرت على مدن وبلدات جنوب العاصمة دمشق مطلع شهر أيار من العام 2018 المنصرم، بعد اتفاق تسوية قضى بتهجير فصائل المعارضة والمدنيين غير الراغبين بالتسوية نحو الشمال السوري.

ونشر المرصد السوري في الـ 23 من شهر أيلول / سبتمبر من العام 2018 الفائت، أن قوات النظام تعمد منذ أسابيع، عمليات الحفر والتنقيب بحثاً عن آثار في حي جوبر الدمشقي، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن قوات النظام استقدمت خبراء وآليات في إطار عمليات التنقيب عن الآثار في حي جوبر، فيما تشهد أماكن الحفر والتنقيب طوقاً أمنياً محكماً تفرضه قوات النظام وسط منع أي شخص سواها، من الاقتراب إلى أماكن التنقيب، وتأتي عملية سرقة الآثار في استكمال لعمليات سرقة الآثار في شرق العاصمة دمشق، بعد سرقة الآثار لفيلق الرحمن والمجلس المحلي لجوبر، حيث كان المرصد السوري نشر في الـ 8 من شهر آيار / مايو الفائت من العام 2018، أنه يشهد الشمال السوري توتراً بدأت جذوره من شرق العاصمة دمشق، وانتقلت إلى الشمال السوري، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان حدوث توتر منذ أيام، بين كل من القيادة العامة لفيلق الرحمن وقيادة حي جوبر الدمشقي بشكل خاص من جانب، والمجلس المحلي لحي جوبر من جانب آخر، إثر خلافات على مخطوطات قديمة وآثار كانت في عهدة قيادة فيلق الرحمن في جوبر، وفي التفاصيل التي تمكن المرصد السوري من توثيقها، فإن المجلس المحلي لحي جوبر قبل عملية التهجير، استأمن فيلق الرحمن على آثار ومخطوطات يهودية، كانت متواجدة في الكنيس اليهودي ضمن الحي الدمشقي، الواقع في القسم الشرقي من العاصمة، وعند تنفيذ عملية التهجير في أواخر آذار / مارس الفائت، ومطلع نيسان / أبريل الفائت من العام 2018، عمد فيلق الرحمن لنقل الآثار والمخطوطات معه إلى وجهته في الشمال السوري، وعند مطالبة المجلس بعد الوصول إلى الشمال السوري، لقيادة الفيلق بتسليمها “الأمانات”، أنكر الأخير توجدها لديه، الأمر الذي خلق توتراً كبيراً بين الطرفين.

المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد إجراء الطرفين المعنيين بالمشكلة، لقاءات متتالية، بهدف التوصل إلى حل، فيما أصر فيلق الرحمن على إنكاره لوجود الآثار والمخطوطات لديه، ما دفع المجلس وبعض المقاتلين المنحدرين من حي جوبر، والمنضوين تحت قيادة الفيلق، إلى اتهام فيلق الرحمن متمثلاً بقائده عبد الناصر شمير، بـ “سرقة المخطوطات والآثار التي كانت موجود في الكنيس اليهودي”، ما صعَّد الوتر بين الطرفين بشكل أكبر، حيث أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن الآثار المتواجدة ثمينة جداً.

كما كان نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 29 من آذار / مارس الفائت من العام 2018، مصرع مسؤول في فيلق الرحمن في محافظة إدلب، بعد وصوله إليها، على يد أحد شركائه من التجار داخل الغوطة الشرقية، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان حينها، فإن خلافاً جرى بين مسؤول مالية فيلق الرحمن، والذي يكنَّى بأبو عصام عوكة، وبين أحد شركائه من التجار في الغوطة الشرقية، على خلفية أخذ المسؤول المالي للفيلق، للأموال الموجودة في خزينة فيلق الرحمن، ونقلها معه إلى إدلب، وحين وصولهم إلى إدلب، بعد خروجهم ضمن الدفعات التي خرجت ضمن اتفاق جوبر – زملكا – عربين، جرى خلاف بينه وبين شريكه الذي كانوا يقومون بأعمال تجارية في الغوطة الشرقية خلال سيطرة الفيلق على جزء من الغوطة الشرقية، وأدى الخصام بين الطرفين والمشاجرة على تقاسم الأموال بينهما، إلى قتل أبو عصام عوكة، بإطلاق النار عليه من قبل شريكه، عند أطراف محافظة إدلب.