مدير “المرصد السوري” :: رأس العين شهدت مجزرة كبيرة تغافل عنها الإعلام جراء غارة من طائرة تركية على موكب من المدنيين راح ضحيتها نحو 60 شهيداً وجريحاً

35

مدير المرصد السوري: قوات النظام بدأت الانتشار في منطقة تبعد ٦ كيلومترات عن الحدود السورية التركية.. ونتوقع تعزيز ذلك الانتشار اليوم باتجاه رأس العين التي شهدت استماتة وقصف هستيري من جانب “أردوغان” لمحاولة استباق انتشار قوات النظام بموجب الاتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية وروسيا لمنع قضم تركيا مزيد من الأراضي السورية بعد أن سيطرت على نحو ١٥٠٠ كلم مربع.. لذلك سارعت روسيا إلى هذا الاتفاق.. وقوات النظام ستدخل إلى مدينة عين العرب/كوباني.. وقد دخلت أيضا أطراف منبج.. والقصف الهستيري لـ”رأس العين” جاء بعد الإحراج الذي تعرض له “أردوغان” حين أعلنوا السيطرة الكاملة على المدينة على غير الواقع وارتكاب القوات التركية مجزرة بحق المدنيين والصحفيين الذين حاولوا توثيق عدم صحة الادعاءات التركية.. وأعتقد أن الرئيس التركي حصل على تعليماته من “بوتين” بشأن دخول قوات النظام إلى المنطقة وعدم السماح له باحتلال كامل الشمال السوري.. والمرحلة المقبلة من الاتفاق مع روسيا تتضمن أن تصبح قوات سوريا الديمقراطية قوات رديفة.. كما تعهدت روسيا بإعادة المهجرين من “عفرين” إلى منازلهم.. وأن يعود النظام لتسيير الأمور في الدوائر الحكومية في مناطق سيطرة “قسد”.. وقد تكون هناك مرحلة تشارك فيها “قسد” إلى جانب الروس والنظام في “إدلب” ضد هيئة تحرير الشام.. وبهذا الشكل تكون أغلب الأراضي السورية تحت هيمنة روسيا باستثناء “عفرين” تحت الاحتلال التركي و”إدلب” تحت سيطرة فصائل المعارضة و”تحرير الشام”.. و”البوكمال” تحت السيطرة الإيرانية وروسيا قادرة على إنهائها إذا ما أرادت ذلك.. وإذا كانت روسيا جادة في الاتفاق مع “قسد” فإنها ستمنع تقدم تركيا لاحتلال المزيد من الأراضي السورية

إذا كانت روسيا جادة فإن تركيا ستقف عند حدود المنطقة بين تل أبيض ورأس العين ولن تتمكن من التمدد أكثر من ذلك.. والوضع في “عفرين” كان مختلفا لأن القوات التابعة للنظام التي دخلت كانت قوات رديفة من أبناء المنطقة المحيطة وليست قوات النظام نفسها.. ورصدنا قوات النظام وآليات ثقيلة تمر من “تل تمر” في طريق المنطقة التي تبعد 6 كيلومترات عن الحدود السورية.. ولا نعرف إذا كانت القوات التركية ستقصف قوات النظام أم لا.. وإذا حدث ذلك لا أعتقد أن روسيا ستصمت إذا حدث ذلك لأن “أردوغان” يدرك أنه حين يكون الاتفاق مع روسيا لا يمكنه فعل شيء.. ولكن إذا زادت هستيريا الرئيس التركي فقد يفعل ذلك ضمن أحلامه بأن منطقة الشمال السوري جزء من الدولة العثمانية.. قوات سوريا الديمقراطية لم تتراجع حتى اللحظة.. وخلال الفترة المقبلة سيتضح ما إذا كانت ستقع تلك القوات تحت إمرة روسيا ويتم تغيير اسمها.. وحين يحدث ذلك فإن كل ادعاءات أنها واقعة تحت سيطرة حزب العمال الكردستاني ستكون في مهب الريح.. وهناك ارتياح كبير للاتفاق الروسي مع “قسد” لأن القوات التركية نكلت بكل من هو موالٍ لـ”الإدارة الذاتية”.. وحسب المعطيات يزيد عدد النازحين على 250 ألف نازح حتى الآن.. ووفقا للاتفاق ستنتشر قوات النظام على كامل حدود المناطق الواقعة في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.. الروس طرحت أفكار مسبقة للاتفاق لكن “قسد” لم تكن تتوقع خذلانها من جانب الولايات المتحدة.. وكان عليهم أن يعلموا أن القوات الأمريكية لن تحميهم.. والأمر الآن يتعلق بـ”جنون أردوغان”.. هل سيقبل بالاتفاق أم سيدخل في حالة هستيرية ويحتل كامل الشمال السوري؟