10 أيام من “نبع السلام”: تركيا تسيطر على مساحة توازي ربع مساحة لبنان.. والفصائل الموالية لـ”أنقرة” تواصل انتهاكاتها وخرقها للاتفاق الأمريكي-التركي.. و449 قتيلا حصيلة ضحايا “قسد” والنظام والقوات التركية والفصائل الموالية لها

82

على الرغم من إعلان نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس عن وقف لإطلاق النار في شمال سوريا بالاتفاق مع تركيا، على أن يكون وقف إطلاق النار لمدة 120 ساعة لحين انسحاب وحدات حماية الشعب من المناطق الحدودية، لا يزال الوضع في شمال سوريا مشتعلا في ظل استمرار الاشتباكات والقصف على مدينة “رأس العين”، في اليوم العاشر من عملية “نبع السلام” التي أطلقتها تركيا عصر الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الثاني. ولا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة بين قوات سوريا الديمقراطية من جهة، والفصائل الموالية لتركيا من جهة أخرى، على محاور في ريف مدينة رأس العين الشرقي وريف بلدة الدرباسية، في هجوم متواصل من قبل الأخيرة منذ ساعات الصباح الأولى، بعد إزالة تركيا الجدار الفاصل مقابل قرية الشكرية شرق رأس العين ودخول المجموعات الموالية لها عبرها. ورصد “المرصد السوري” صباح اليوم، دخول عشرات العناصر من الفصائل الموالية لتركيا إلى قرية الشكرية الواقعة على الحدود مباشرة عبر الأراضي التركية برفقة 5 دبابات، وسيطروا على قرى الشكرية وحجي حسو وجان تمر، وسط تحليق لطائرات في سماء المنطقة.

 

300 ألف نازح مدني بفعل العمليات التركية.. و86 شهيدا مدنيا في 10 أيام.. والفصائل الموالية لـ”أنقرة” تمنع الفرق الطبية من إجلاء المصابين في “رأس العين”

منذ الساعات الأولى لصباح يوم الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عمليات نزوح للمدنيين من مناطق متفرقة في منطقة شرق الفرات، فرارا من العملية العسكرية التركية على المنطقة. وبحسب إحصاءات “المرصد”، فإن عدد النازحين تجاوز 300 ألف مدني نزحوا من بلداتهم ومدنهم وقراهم، حيث تتواصل حركة نزوح المدنيين من مناطقهم في تل أبيض ورأس العين والدرباسية وعين العرب وعين عيسى ومناطق أخرى شرق الفرات عند الشريط الحدودي مع تركيا، ووفقا لإحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، تجاوز عدد النازحين 300 ألف مدني نحو عمق المنطقة، وسط أوضاع إنسانية صعبة تعيشها المنطقة من التصاعد الكبير في أعداد النازحين ووجهتهم.

وعلى مدار الأيام التسعة التي شهدت معارك عنيفة، سقط 86 شهيدا مدنيا ضحية للقذائف العشوائية والقصف والمعارك التي تشنها تركيا على شمال سوريا. ووفقا لما وثَّقه المرصد السوري لحقوق الإنسان، ارتفع عدد الشهداء المدنيين الذين سقطوا منذ انطلاق العملية العسكرية التركية إلى 86 شهيدا، وهم: 21 بينهم طفل ومسؤولة حزبية ومواطنتان جراء استهدافهم بالرصاص وإعدام ميداني من قبل فصائل موالية لتركيا على الأوتستراد جنوب مدينة تل أبيض ومناطق شمال عين عيسى وبلدة سلوك، و33 جراء غارات جوية تركية استهدفت مدينة رأس العين ومحيطها وريفها الشرقي وقرية الريحانية بريف المالكية بينهم مواطنة واثنان من طاقم صحفي محلي، و7 بينهم اثنان من موظفي الإدارة الذاتية بالقصف البري على محيط تل أبيض، و6 بينهم طفل ومواطنة ورجلان مسنان جراء قصف صاروخي استهدف أحياء البشيرية وقدروبك والزيتونية بمدينة القامشلي، و5 بينهم طفل في القصف على محيط وريف منطقة رأس العين بريف الحسكة، و4 جراء ضربات جوية تركية على قرية الباجية بمنطقة تل أبيض، و3 جراء عمليات قنص على قرى تابعة لتل أبيض، وطفلة في قصف استهدف ريف القحطانية، ورجل جراء استهدافه بقناص القوات التركية في مدينة الدرباسية، ومواطنة برصاص قناص تركي في مدينة القامشلي، ورجل جراء قصف صاروخي تركي على أطراف قرية قصر ديب بريف المالكية، بالإضافة إلى استشهاد 2 في قصف فصائل موالية لتركيا على قرية الفارات شمال مدينة منبج، وطفلة جراء قصف صاروخي من قبل التركية على أحد قرى بلدة عين عيسى شمال مدينة الرقة.

ويبدو أن الفصائل الموالية لـ”أنقرة” لم تكتف بمنع قافلة الهلال الأحمر الكردي ومنظمة إنسانية أمريكية من دخول مدينة رأس العين (سري كانييه)، بل عمدت إلى إغلاق الطريق من خلفهم، حيث علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القافلة عالقة حتى اللحظة على الطريق الواصل بين قرية السفح ومدينة رأس العين بعد قطع طريق العودة أمامهم في قرية السفح من قبل الفصائل، فهي الآن -أي القافلة- لا تستطيع التقدم نحو “رأس العين” ولا العودة. وعليه، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يطالب جميع الجهات المعنية والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لفتح الطريق أمام الفرق الطبية وإخلاء المصابين والجرحى، وضمان ألا ترتكب مجازر تتنافى مع الإنسانية بعد أن جرى إغلاق الطريق ومُنعت الفرق الطبية من الخروج وإجلاء المصابين من منطقة الاشتباك. وعلم “المرصد السوري” أن 6 أشخاص فارقوا الحياة في مدينة رأس العين، متأثرين بجراحهم التي أصيبوا بها جراء العمليات العسكرية في المدينة، بعد منع الفصائل الموالية لتركيا من دخول القافلة الطبية لإخلاء الجرحى على الرغم من الاتفاق الأمريكي-التركي. ويبلغ عدد المصابين في المدينة بين مدنيين ومقاتلين 38 شخص، فارق 6 منهم الحياة. وبحسب ما كشفت عنه مصادر “المرصد السوري”، فإن جزء من القافلة الطبية التابعة للهلال الأحمر الكردي ومنظمة إنسانية أمريكية عادت إلى تل تمر، بينما لا تزال بقية القافلة تنتظر على أمل دخولها رأس العين لإخلاء المصابين، فيما تشهد المدينة استمرار القصف بشكل متقطع من قبل الفصائل على مواقع “قسد”.

 

الفصائل الموالية لـ”أنقرة” تسيطر على مساحة توازي ربع مساحة لبنان.. وتواصل انتهاكاتها في مناطق سيطرتها.. وارتفاع حصيلة القتلى بين الطرفين

على مدار 9 أيام، رصد “المرصد السوري” تقدم القوات التركية والفصائل الموالية لها بغطاء جوي وبري مكثف في إجمالي مساحة تقدر بـ2419 كلم2، أي ما يعادل ربع مساحة لبنان، تتمثل في: مدينة تل أبيض وبلدة سلوك ومزرعة الحمادي وأبو قبر ومزرعة المسيحي وحميدة والمهيدة والدادات واليابسة والمشرفة وتل فندر وبئر عاشق والتروازية ولزكة وحويران والواسطة والغجير وشوكان والخالدية والعريضة والنبهان وأم الجرن وغزيل والحاوي وطبابين والصواوين وجاموس فليو والزيدي والدروبية وعين العروس وتل عنتر والبديع وجاسم العلي في محور تل أبيض، بالإضافة إلى بلدة مبروكة وقرى الكنطري ووضحة وتويجل وعلوك وكشتو وأقصاص وتل خنزير والعزيزية والبالوجة وأبو الصون وحويش الناصر والنعيم والصالحية والليبية وتل البنات وكاجو والمدائن وناح في محور رأس العين، بالإضافة إلى 17 قرية ومنطقة ضمن المنطقة الواقعة بين بلدة تل تمر ومدينة رأس العين، والمنطقة الواقعة بين ريف تل أبيض وبلدة عين عيسى، في حين أن القصف لا يزال متواصلا على “رأس العين” بالرغم من الإعلان عن وقف إطلاق النار.

وارتفع تعداد القتلى في صفوف قوات سوريا الديمقراطية والمجالس العسكرية وقوى الأمن الداخلي جراء قصف جوي وبري تركي واشتباكات مع القوات التركية والفصائل الموالية لها منذ بدء العملية العسكرية التركية عصر الأربعاء إلى 239، فيما وثق “المرصد السوري” مقتل 5 عناصر من قوات النظام وإصابة آخرين جراء استهداف صاروخي نفذته القوات التركية والفصائل الموالية لها على محاور شمال غرب منبج وشرق بلدة عين عيسى في مواقع انتشار قوات النظام. كما ارتفع تعداد قتلى الفصائل السورية الموالية لـ”أنقرة” وقتلى الخلايا الموالية لتركيا خلال استهدافات واشتباكات مع “قسد” خلال الفترة ذاتها إلى 196 من بينهم 21 من خلايا موالية لـ”أنقرة” قتلوا في اشتباكات مع “قسد”، بالإضافة إلى مقتل 9 جنود أتراك حتى الآن خلال الاشتباكات والاستهدافات، وسط معلومات عن قتلى أتراك آخرين على الحدود التركية السورية، كما أن تعداد الذين قتلوا مرشح للارتفاع لوجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة.

ووفقا لما أكدته مصادر موثوقة لـ”المرصد السوري”، فإن الفصائل الموالية لتركيا لا تزال تواصل عمليات التعفيش ضمن المناطق التي بسطت سيطرتها عليها في منطقة تل أبيض عند الشريط الحدودي بريف الرقة الشمالي، حيث قالت إن مجموعات من الفصائل عمدت إلى سرقة منازل وتعفيش محتوياتها بعد تهجير أهلها نتيجة عملية “نبع السلام”، بالإضافة لحرقها بعد تعفيشها. كما تجري عملية سرقة المواشي ضمن قرى تل أبيض، لتعيد للأذهان ممارسات الفصائل أثناء عملية السيطرة على “عفرين” وتعفيش ممتلكات الأهالي والانتهاكات المتواصلة حتى اللحظة هناك. وبدوره، يواصل “المرصد” رصد انتهاكات الفصائل، حيث أكدت مصادر موثوقة أن فصائل موالية لتركيا عمدت إلى اختطاف مواطنة مسنة وزوجها وطفل بقرية “جاعدة” في منطقة تل أبيض، وطلب الخاطفون فدية مالية قدرها 10 مليون ليرة سورية، كما سبق للفصائل أن عمدت إلى تصفية 5 أشخاص من عائلة المسنة في المنطقة.