مهربون يخدعون مواطني “رأس العين” الراغبين في الفرار من منطقة سيطرة الفصائل الموالية لـ”أنقرة” بتسليمهم إلى تركيا واتهامهم بأنهم من “الإدارة الذاتية” و”قسد”

48

لا تزال الفصائل الموالية لتركيا ترتكب انتهاكات لا تعد ولا تحصى بحق المدنيين في المناطق التي خضعت لسيطرتها في “تل أبيض” و”رأس العين”، حيث تجري عمليات سرقة ممنهجة لممتلكات المواطنين والممتلكات العامة وكل ما يمكن سرقته داخل مناطق سيطرة تلك الفصائل. وعلى مدار الفترة الماضية، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان حالات انتهاكات عديدة بحق المدنيين من سرقة ممتلكات وانتهاكات جسدية ولفظية وتعدي على المواطنين الذين لم يفروا، بالإضافة إلى وقائع اختطاف للمدنيين للحصول على فدى مالية مقابل إطلاق سراحهم. ووفقا لما حصل عليه المرصد السوري لحقوق الإنسان من معلومات جديدة، عبر مصادر موثوقة، فإن “بعض الفارين من رأس العين وتل أبيض أكدوا أن بعض المدنيين الذين لم يتمكنوا من الفرار في بداية الحرب، حاولوا الهروب بعائلاتهم عن طريق مهربين بمبالغ تصل لـ300 دولار مقابل كل شخص يتم تهريبه، على أن يتم إيصالهم إلى أقرب نقطة لمناطق الإدارة الذاتية”.

وتابعت المصادر الموثوقة، في شهادتها لـ”المرصد السوري”، أن “ما يحدث هو أنه كان يتم إرسالهم وأغلب عوائلهم إلى تركيا، ويتم تسليمهم للأتراك على أنهم موالين للإدارة الذاتية أو موظفين بها، بينما يتم تسليم الشباب والرجال على أنهم عناصر من (قسد) ومن قوى الأمن الداخلي (الآسايش)”، مؤكدة أن “هذا التسليم كان يجري بعد أن يتم سلبهم كل ما معهم من أموال أو ذهب”. وقالت المصادر: “هناك أشخاص تمكنوا من الهرب بعد أن اكتشفوا أن السيارات التي كان يفترض بها تهريبهم، كانت تتوجه بهم إلى الشمال أي في اتجاه تركيا. وقد التقينا أشخاص كثر أكدوا هذا الأمر، وأنهم هربوا بعد معرفة حقيقة ما حدث”.

وفي إطار الانتهاكات التي تنفذها الفصائل الموالية لتركيا ضد المدنيين السوريين وممتلكاتهم، علم “المرصد السوري” عبر مصادر موثوقة، أن عمليات سرقة المعدات الصناعية في حي “الصناعة” بـ”رأس العين/سري كانييه”، لا تزال مستمرة بعد أن جرت سرقة كل المعدات الصناعية ومواد الحديد وتم إدخالها إلى تركيا. وقالت مصادر موثوقة: “كما أن عمليات سرقة الحبوب والقمح المخزن في صوامع رأس العين لا تزال مستمرة”.