مياه الأمطار تغمر مخيم “شام 2” في ريف إدلب.. و125 عائلة تعيش واقعاً مأساوياً بلا خدمات بعيدا عن أعين المنظمات الانسانية 

61

تجددت معاناة النازحين في المخيمات الواقعة في عدة قرى وبلدات في الشمال السوري، بعد ساعات من هطول الأمطار الغزيرة، اليوم 5 كانون الأول/ديسمبر 2019، وشهدت عدة مخيمات في الشمال السوري حالة غرق بسبب الأمطار الغزيرة التي بدأت مع ساعات الصباح الأولى، فيما تضررت المخيمات العشوائية بشكل أكبر نتيجة سوء الخدمات فيها. وبحسب ما رصد “المرصد السوري”، فإن مخيم “شام 2” واجه حالة مأساوية وتضرر بشكل كبير، إذ وصلت سيول الأمطار إلى جميع الخيام، ما أجبر سكان المخيم إلى الخروج تحت الأمطار بحثا عن مأوى لهم في ظل عدم وجود أي إمكانيات.

وفي شهادته لـ”المرصد السوري”، تحدث أحد القائمين على المخيم عن أوضاعه الخدمية والمعيشية، قائلاً: “المخيم يقع على أطراف قرية كفتين القريبة من بلدة كللي في ريف إدلب الشمالي، وقد تم تشييده في 7/6/2019، ويقطن فيه قرابة 125 عائلة. تم إنشاء المخيم بجهود فردية من قبل النازحين، بعد أن قام أحد المتبرعين بمنح قطعة أرض زراعية تبلغ مساحتها 8 دونمات لمدة 3 سنوات، وبجهود سكان المخيم تم شراء الاحتياجات الضرورية من خيام وخزان مياه وتجهيز دورة مياه. طلبنا من إدارة شؤون المهجرين توفير بعض الخيام والمستلزمات لكن دون فائدة. وكذلك الأمر مع عدة منظمات إنسانية دون أي استجابة”.

وأضاف: “يعاني المخيم منذ إقامته من ظروف صعبة، من انعدام الخدمات بشكل كامل، إذ يفتقر المخيم لوجود صرف صحي ودورات مياه كافية، إضافة إلى سوء الطريق الواصل إلى خارج المخيم، وأرضية المخيم ترابية ولم يتم تجهيزها وفرشها بالبحص بسبب غلاء التكلفة، كما يعاني النازحون في المخيم من وضع معيشي صعب، في ظل انعدام الدعم عنهم بشكل كامل، والفقر الشديد وغلاء الأسعار”.

وأضاف المصدر: “لم تلتفت أي منظمة إنسانية لوضع المخيم، ناشدنا الكثير لكن لا آذان صاغية، وحدث ما كنا نتخوف منه وهو غرق المخيم في فصل الشتاء. بدأت الأمطار مع بزوغ فجر يوم الخميس 5 كانون الأول/ديسمبر، وبدأت تهطل بغزارة واستمرت لما بعد الساعة 12 ظهراً، ما تسبب بغرق المخيم بشكل كامل، ودخول المياه لغالبية الخيام وانجرافها، وتضرر الأثاث بداخلها، وواجهت العائلات حالة مأساوية، خصوصا أن المخيم يحتوي على الكثير من النساء والأطفال وكبار السن. قمنا بإخلاء الخيام وإعادة تركيبها مرة أخرى بعد أن توقفت الأمطار. كما انقطع الطريق الوحيد الذي يصل المخيم بالخارج، وإلى الآن أكثر من 50 عائلة لا تزال تحاول تركيب خيامها وتثبيتها، كما خسرت هذه العائلات العديد من أثاث خيامها. نحن نطالب جميع المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري بضرورة إرسال طواقمها لمساعدة المتضررين في المخيم، إذ يحتاج بشكل سريع لعدة أساسيات منها شق الطريق وتسهيله وتبحيصه، إضافة إلى تجهيز أرضية المخيم واستبدال الخيام التالفة، وتزويد العائلات في المخيم بكل ما يحتاجون من مواد تدفئة ومواد غذائية وطبية، إضافة لأثاث للخيم مثل أدوات مطبخية و أغطية وألبسة”.

وبدوره، تحدث أحد النازحين في مخيم “شام 2″، عن معاناته بسبب غرق خيمته وتضررها وعن سوء الأحوال المعيشية العامة في المخيم، قائلاً: “نزحت مع أسرتي من بلدة معرة حرمة في ريف إدلب الجنوبي، وقد خرجنا تحت وطأة القصف الشديد باتجاه هذه المنطقة، وبرفقتي أيضاً العديد من العائلات. أقمنا المخيم دون تدخل أي منظمة، وبإمكانيات ضعيفة جداً، نحن نعاني من حالة فقر شديدة، ولم يتم تزويدنا بأي نوع من أنواع المساعدات. ونحن في حاجة كبيرة لتجهيز المخيم بالعديد من الخدمات، كما نحتاج أيصاً مواد تدفئة وسلل غذائية، فالأسعار مرتفعة بشكل كبير، إضافة لوجود صعوبة كبيرة في الخروج من المخيم للحصول على المستلزمات، ولا بد من توفير معايير السلامة وتجهيز المخيم لضمان عدم تعرضه للغرق مرة أخرى”.

 

“عدسة المرصد”: 125 عائلة تعيش أوضاعا مأساوية في مخيم “شام 2” الواقع بالقرب من قرية “كفتين” شمال “إدلب”