استياء في إدلب من الاتفاق الروسي-التركي… ونشطاء يصدرون بيانا يرفضون سلخ المنطقة المحررة من أهلها

59

تشهد مناطق إدلب حالة استياء شعبية من الاتفاق بين الرئيسين الروسي والتركي قبل أيام، والذي أعلن عنه الجانب التركي ويقضي بالحماية الروسية عن القسم الجنوبي من  طريق حلب-اللاذقية، فيما تكون تركيا مسؤولة عن القسم الشمالي من هذا الطريق، ما يعني أن عشرات القرى والبلدات بالإضافة إلى القسم المتبقي من ريف إدلب وجبل الزاوية يلاحقه مصير مجهول، لم توضح الآلية التي تكفل للروس تسيير دورياتها بأمان.
وفي سياق ذلك، أصدر نشطاء إدلب بيانا جاء فيه:
“منذ بداية إعلان الاتفاق “التركي الروسي” الأخير حول وقف إطلاق النار شمال غرب سوريا، شاب الاتفاق المذكور غموض كبير في مصير المنطقة الواقعة جنوب الطريق الدولي “M4″، تتضمن مناطق “جبل الزاوية وأريحا وجسر الشغور وسهل الغاب”، وحتى اليوم لم تتوضح تفاصيل ذلك الاتفاق حولها.
ومن هنا، فإننا كنشطاء وفعاليات مدنية ثورية شمال غرب سوريا، نؤكد رفضنا القاطع لسلخ أي منطقة محررة من أهلها، وتسليمها للنظام وروسيا بموجب أي اتفاق، ونطالب الجانب التركي بدعم الفصائل المقاتلة لاستعادة ماتم احتلاله مؤخراً، لضمان عودة المدنيين إليها.
إن أي إشراف روسي على المنطقة الواقعة جنوب “M4” يعني سيطرة للنظام وروسيا، وبالتالي تأكيد تصريحات النظام في اقتراب السيطرة على أريحا وجسر الشغور وجبل الزاوية، في حال طبق الاتفاق، وهذا لايتناسب مع مطالب ملايين المدنيين في المنطقة.
إن موقف الجانب التركي ووقوفه في صف الأهالي والمدنيين بإدلب وريفها موضع تقدير وشكر، ولكن الوثوق بروسيا والنظام لا يمكن أن يكون فيه أي خير للمنطقة وحتى للقوات التركية فيها، وما استهداف نقاط المراقبة ببعيد.
ونود الإشارة إلى أن سيطرة روسيا على تلك المناطق، سيمنع مئات آلاف المدنيين من العودة لها، وبالتالي حرمانهم من مناطقهم، في وقت ستزيد معاناتهم الإنسانية على الحدود وفي مناطق النزوح، وهذا سيكون له تبعيات كبيرة على الطرف التركي.
وختاماً: إن الاتفاقيات السابقة التي وقعت عليها روسيا تؤكد بشكل قاطع أنها لم ولن تلتزم بأي حدود للسيطرة وماحدود سوتشي والنقاط التركية ببعيدة، وبالتالي سيكون وصولها للمنطقة بداية التضييق على مناطق شمال الأوتستراد الدولي وصولاً لباب الهوى في وقت لاحق وهذا لن يكون في صالح تركيا ولا المدنيين في المنطقة”.
على صعيد متصل، دعا ناشطون إلى مظاهرات كبيرة بالقرب من مدينة أريحا في 15 مارس/آذار الجاري، على الطريق الدولي “M4″، لقطع الطريق على الدوريات الروسية-التركية، ومنع الدوريات من المسير إلا بعد عودة مناطق اتفاق سوتشي وخروج قوات النظام منها.