إضراب في مدارس لبنان.. والسبب تعليم اللاجئين السوريين!

35

ترفض ماجدة العودة إلى التعليم في المدرسة الرسمية قبل أن تفي وزارة التربية بوعودها لهم بتحسين رواتبهم، التي تآكلت قيمتها مع انهيار الليرة مقابل الدولار، وأن تلتزم أيضاً الجهات المانحة بواجباتها تجاههم، لأنهم يعلّمون الطلاب غير اللبنانيين.

ماجدة معلّمة في مدرسة الهرمل (البقاع) المتوسطة الرسمية شمال شرقي لبنان، حيث انتشر مقطع فيديو لزملاء لها من المدرسة يمنعن طلاباً لاجئين من التابعية السورية من الدخول إلى المدرسة بسبب الإضراب عن العمل.

توقّف التعليم لغير اللبنانيين

ونتيجة لإعلان الأساتذة في المدارس الرسمية الإضراب العام والشامل إلى حين تحسين أوضاعهم المعيشية، ردّ وزير التربية على خطوة الأساتذة بالإعلان عن توقف التعليم في دوام بعد الظهر لغير اللبنانيين.

وقال المدير العام للوزارة “لا يجوز ألا يتعلم أبناؤنا، وأن يتعلم أولاد غيرنا. وبالتالي، نعلن توقف الدروس في مدارس بعد الظهر لغير اللبنانيين إلى حين التوصل إلى حل لمسألة التعليم قبل الظهر”.

لن نتراجع عن قرارنا

وقالت ماجدة لـ”العربية.نت”: “طالما أولادنا لا يذهبون إلى المدرسة فلا تعليم للطلاب السوريين. هذا قرار اتّخذناه ولن نتراجع عنه قبل تحسين رواتبنا وإعطائنا بدل نقل، لأنه لم يعد لدينا القدرة حتى لملء سياراتنا بالوقود للتوجّه إلى المدرسة نتيجة غلاء الأسعار”.

كما أضافت “كيف أذهب إلى المدرسة خلال دوام بعد الظهر وأعطي دروساً للاجئين السوريين وأولادي يلازمون البيت بسبب الإضراب؟ أين العدل في ذلك؟ “يسمحولنا فيا”.

عتبنا على الجهات المانحة

وأبدت المعلّمة ماجدة عتبها على الأمم المتحدة والجهات المانحة، لأنها تموّل تعليم الطلاب السوريين على حساب اللبنانيين.

وقالت “لماذا لا يعاملون الطلاب اللبنانيين بالتساوي مع اللاجئين السوريين؟ لماذا لا يدفعون لنا حقنا مقابل تعليم الطلاب غير اللبنانيين؟ لم نعد نستطيع التحمّل. أوضاعنا المعيشية تزداد سوءاً ولم يعد أمامنا سوى اللجوء إلى الإضراب لعلّ صوتنا يصل إلى المعنيين في وزارة التربية والجهات المانحة”.

قرار ماجدة وزملائها الأساتذة في مختلف المناطق اللبنانية انعكس سلباً على علاء اللاجئ السوري الذي هرب من الحرب في بلاده عام 2011 ليستقرّ في إحدى قرى البقاع الشمالي.

أواظب على إرسال ابني إلى المدرسة

وقال لـ”العربية.نت”: “إنه يواظب على إرسال ابنه إلى المدرسة الرسمية يومياً على رغم أن دوام بعد الظهر ليس مناسباً لأي طالب بشكل عام، لكن لا يحق لنا الاعتراض”.

وأضاف “فرحت كثيراً بإدخال ابني إلى المدرسة بعد محاولات كثيرة مع إدارة المدرسة نتيجة الاكتظاظ، لكن فرحتنا لم تكتمل، ويبدو أن إضراب الأساتذة سيستمرّ إلى أجل غير مُسمّى”.

وأمل علاء بفكّ الإضراب بعد تلبية مطالب الأساتذة، لأن ابنه يتوق للعودة إلى المدرسة.

حلّ بالتساوي بين اللبنانيين والسوريين

وفي السياق، أكدت مصادر وزارة التربية في لبنان لـ”العربية.نت” “أننا نتواصل مع الجهات المانحة الدولية من أجل إيجاد حلّ “بالتساوي” بين الطلاب اللبنانيين واللاجئين السوريين، ويُنصف في الوقت نفسه الأساتذة”.

وأوضحت “أن قرار وقف تعليم اللاجئين السوريين لم يكن هدفه الانتقاص من حقهم بالتعليم، لكننا اتّخذناه استباقاً لردّات فعل قد يلجأ إليها أهالي الطلاب اللبنانيين تجاه اللاجئين إذا استمرّ إضراب الأساتذة فيُحرم أولادهم من التعليم في حين أن الطلاب السوريين يواصلون الدروس”.

170 ألف طالب سوري

وكشفت مصادر وزارة التربية في لبنان “أن المدارس الرسمية في لبنان تحتضن أكثر من 170 ألف لاجئ سوري مسجلّين في حوالي 350 مدرسة رسمية في الدوام المسائي، في مقابل 235 ألف طالب لبناني”.

مبلغ محدد لكل طفل سوري

وأشارت منظمة “هيومن رايتس واتش” التي تُعنى بقضايا حقوق الإنسان في تقرير السنة الماضية، إلى “أن المانحين الدوليين يدفعون للبنان مبلغاً محدداً لكل طفل سوري لاجئ مسجّل في المدرسة.

وشغل قرار وزارة التربية في لبنان الإعلان عن توقّف الدروس في مدارس بعد الظهر لغير اللبنانيين، الرأي العام المحلي والخارجي لجهة حق الأطفال بالتعلّم.

الائتلاف السوري المعارض

وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، طالب الحكومة اللبنانية بالعدول عن قرارها وقف تعليم اللاجئين في المدارس الحكومية.

ودان الائتلاف في بيان الممارسات التي يتعرض لها الطلاب السوريون في لبنان، والتي أدت إلى تعليق تعليمهم وسلب أحد حقوق اللاجئين المنصوص عليها في القوانين والمواثيق الدولية”.

المصدر: الحدث نت