إيران ومـ ـيـ ـلـ ـيـ ـشـ ـيـ ـاتـ ـها في كانون الثاني: 32 قتـ ـيـ ـلاً باستهدافات جوية وبرية.. والعمل على تنصيب بطاريات دفاع جوي بمحيط العاصمة.. وتوطين مستمر لعوائل العناصر والقيادات في حماة وحمص

المرصد السوري يطالب الجهات الدولية بالعمل الجاد على إخراج إيران وميليشياتها من سورية وتقديم المتورطين بقتل وتهجير السوريين إلى محاكم عادلة

49

تواصل إيران وميليشياتها فرض هيمنتها المطلقة على معظم مناطق نفوذ النظام السوري وتتغلغل في عمق البلاد، غير آبهة لأحد، فلا الاستهدافات الجوية المتكررة من قبل إسرائيل أو التحالف الدولي يعيق من تواجدها ويحد منه، ولا حربها الباردة مع الروس ولا أي شيء من هذا القبيل استطاع إعاقة تحركاتها.
بل على العكس من ذلك تشهد معظم المناطق السورية تحركات يومية للإيرانيين والميليشيات التابعة لها، عبر سعي متواصل لترسيخ وجودها بأساليب عدة، وخطة ممنهجة لتغيير ديمغرافية المناطق، ويسلط المرصد السوري في التقرير الآتي الضوء على الأحداث الكاملة التي شهدتها تلك المناطق خلال الشهر الأول من العام 2023.

الخسائر البشرية
وثق نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 32 من الميليشيات التابعة لإيران من جنسيات سورية وغير سورية ضمن الأراضي السورية خلال الشهر الأول من العام 2023، قتلوا جميعاً باستهدافات متفرقة جوية وبرية، وجاءت التفاصيل على النحو الآتي:

– 12 على يد تنظيم “الدولة الإسلامية”، 9 منهم ببادية دير الزور، و3 ببادية حمص.

– 11 باستهدافات جوية من قبل طائرات “مجهولة”

– 7 بينهم 3 من جنسيات سورية والبقية أجانب باستهداف إسرائيلي

– 1 من العاملين مع حزب الله بعملية اغتيال في درعا.

– 1 برصاص القوات الإسرائيلية

استيلاء على منازل جديدة في حماة واستمرار عمليات التجنيد في حلب
عمدت ميليشيا “فاطميون” الأفغانية” خلال الثلث الأول من شهر كانون الثاني إلى الاستيلاء على منازل جديدة في قرى واقعة بريف حماة الشمالي الشرقي، وهي قرى الرهجان والشاكوزيه والشيخ هلال، والمنازل هذه تعود لمدنيين هجروا من تلك القرى بعد سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية على المنطقة، ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن الميليشيا قامت بتوطين عوائل عناصرها في المنازل المستولى عليها، حيث وصلت العوائل من ريف حمص الشرقي.

وفي حلب، لاتزال الميليشيات التابعة لإيران مستمرة باستقطاب السوريين ضمن مناطق نفوذ “النظام السوري”، عبر العزف على وتر الأوضاع المعيشية الكارثية في عموم البلاد، والمتمثلة بغلاء الأسعار بشكل فاحش وشح فرص العمل والصعوبة البالغة بتأمين لقمة العيش، وتتصدر ميليشيا “فاطميون” الأفغانية المشهد بعمليات استقطاب السوريين ضمن ريف حلب الشرقي، عبر تقديمه إغراءات مادية وامتيازات أخرى مقابل تجنيد الشبان والرجال للانخراط ضمن الجناح الإيراني على حساب الجناح الروسي.
ووفقاً لمصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن تعداد المجندين لصالح تلك الميليشيات ارتفع إلى أكثر من 3100 منذ تصاعد عمليات التجنيد في شهر شباط/فبراير 2021 وحتى يومنا هذا، وتتركز عمليات التجنيد في مناطق مسكنة والسفيرة ودير حافر وبلدات وقرى أخرى شرقي حلب، والتي تتم عبر عرابين ومكاتب تقدم سخاء مادي.

تنصيب بطاريات دفاع جوي إيرانية الصنع بمحيط العاصمة دمشق
شهدت العاصمة السورية دمشق في الثامن من كانون الثاني، استنفاراً أمنياً كبيراً من قبل الميليشيات التابعة لإيران برفقة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام والمعروفة بولائها للجناح الإيراني في سورية، ووفقاً لمصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الاستنفار تزامن مع وصول عدد كبير من عناصر وقيادات من ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني و”لواء القدس” و”حزب الله” اللبناني، إلى العاصمة دمشق، حيث جاء وصولهم بذريعة زيارة المراقد المقدسة وعلى رأسها مقام السيدة رقية قرب المسجد الأموي بالعاصمة دمشق.
مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكدت أن زيارة المراقد الدينية كانت ذريعة، وعمدت الميليشيات إلى التوجه عقب الزيارة إلى جنوب العاصمة دمشق، والتمركز ضمن مواقع الميليشيات التابعة لحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني هناك.

وفي 17 الشهر، حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان، عبر مصادره الموثوقة، على معلومات تفيد بأن الجانب الإيراني يعمل على تنصيب بطاريات دفاع جوي إيرانية الصنع ضمن الأراضي السورية، وفي التفاصيل، فإن بطاريات الدفاع الجوي سيتم تنصيبها في 3 مواقع على الأقل جنوب وجنوب غرب العاصمة دمشق، وقرب مطار دمشق الدولي، بينما لم يتنسى للمرصد السوري التأكد إذا ما كانت البطاريات هذه قد وصلت من إيران إلى سورية بالفعل، أم ستصل خلال الأيام القادمة.
يأتي ذلك في ظل الاستهدافات الجوية المتكررة من قبل الجانب الإسرائيلي لمواقع تابعة للميليشيات الإيرانية في دمشق وريفها، وسط عجز دفاعات النظام الجوية عن التصدي لأي منها، وتكبيد إيران خسائر مادية وبشرية فادحة.

تغلغل داخل عاصمة “دولة الخلافة” سابقاً
تنشط ميليشيات عراقية وإيرانية في ريف الرقة الجنوبي الشرقي، ابتداء من منطقة السبخة في ريف الرقة الجنوبي الشرقي وصولا لمنطقة معدان.
وتعمل الميليشيات على تجنيد الشبان في صفوفها، واستمالة أبناء العشائر، من خلال إغرائهم برواتب شهرية وخدمات، وذلك على خطى سياستها مع أبناء ريف دير الزور.
وتمنح الميليشيات رواتب شهرية تصل لنحو 300 ألف ليرة سورية، إضافة إلى مساعدات غذائية بشكل شهري، مقابل دوام نصف شهر واستراحة في النصف الآخر.
وتمكنت الميليشيات من تجنيد أكثر من 280 عنصر من أبناء المنطقة، في ميليشياتها منذ تشرين الثاني الفائت، أي خلال شهرين.
ووفقا للمصادر فإن المنتسبين الجدد يخضعون لدراسة أمنية قبل قبولهم من قبل ضباط في “حزب الله” اللبناني، فيما يتم إخضاعهم لدورة فكرية وثقافية لعدة أسابيع لا تزيد عن 3 أشهر، في المكتب الثقافي بمدينة معدان شرق الرقة.
وبعدها يتم إخضاعهم لدورات عسكرية بإشراف ضباط من حزب الله اللبناني.
كما تتجمع ميليشيات إيرانية عند أطراف مطار الطبقة العسكري ودبسي فرج ودبسي عفنان في ريف الغربي، وصولا إلى منطقة السفيرة بريف حلب الشرقي، التي يتواجد فيها لواء فاطميون و”حزب الله” اللبناني، ويعتبر معمل السكر بمنطقة مسكنة شرقي حلب من أكبر التجمعات.
كذلك تستمر الميليشيات الإيرانية باستغلال تواجدها ضمن مناطق سيطرة قوات النظام وتغلغلها في تلك المناطق في تنفيذ مخططاتها والاستفادة من هذا التواجد مادياً وعسكرياً، حيث تستثمر وجودها ضمن مناطق دير الزور والرقة وغيرها لتضع يدها على الحركة التجارية، وتستفيد من تمددها في تمرير مشاريع أخرى.
وتهيمن الميليشيات الإيرانية على أبرز حقلين نفطيين في منطقة جنوب غربي الرقة وهما الصفيان والثورة، التي انسحب منهما تنظيم “الدولة الإسلامية” في نيسان من العام 2014 بعد أن كان يسيطر عليهما، لتنتقل السيطرة لقوات النظام والميليشيات الإيرانية التي وضعت يدها بشكل كامل على الحقلين خلال الفترة الماضية.
وتعمل الميليشيات الإيرانية ضمن حقلي الصفيان والثورة في التنقيب عن النفط واستخراجه والاستفادة مادياً منه، كما تعمل الميليشيات على تطوير كميات إنتاج الحقلين من النفط باعتبار أنها منخفضة، حيث ينتجان المئات من براميل النفط يومياً، وتنتشر عشرات آبار النفط في الحقلين ويوجد هناك مضخة لإيصال النفط إلى المصافي في وسط سوريا.
و يعد الحقلان مخزناً للحقول الواقعة ضمن مناطق دير الزور ولحقول رميلان، لتجميع وتخزين النفط كما ويعرف هذين الحقلين بوجودهما في منطقة جنوب غربي الرقة منذ فترة الثمانينات.
ويشار، بأن الميليشيات الإيرانية تعزز من وجودها العسكري والأمني في تلك المنطقة، حيث أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، بتاريخ 7 كانون الثاني الجاري، إلى انتشار مجموعات من الميليشيات الإيرانية و”حزب الله” اللبناني على جميع الطرقات في مناطق واسعة في البادية السورية من جنوب شرق حلب وصولا إلى جنوب غرب الرقة، بينما تتواجد قوات النظام والمسلحين الموالين لها في بعض المواقع داخل المدن والقرى المنتشرة في المنطقة آنفة الذكر.
ويقدر عدد حواجز المنتشرة على الطرقات بنحو 28 حاجز أمني، بعضها ثابت، والبعض الآخر متنقل “طيار”، ويتواجد ضمن تلك الحواجز نحو 40 عنصر بعتادهم الكامل مع أسلحة مضادة للدروع و “آربيجي”، وسيارات دفع رباعي ودراجات نارية.
وترفع الميليشيات راياتها مع راية “حزب الله” اللبناني، ابتداء من مفرق أثريا في بادية حماة ومنطقة الخفسة وصولا إلى ريفي الرقة ومنبج الجنوبيان.
وتتواجد الميليشيات في حقلين للنفط قرب حقلي صفيان والثورة للنفط، يجري التنقيب عن النفط فيهما من قبل الميليشيات الإيرانية.

توطين عوائل متواصل في بادية حمص
تستمر قيادة غرفة العمليات العسكرية التابعة لميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” بالعمل على توطين العشرات من عائلات مقاتلي “لواء فاطميون” داخل مدينة تدمر على حساب السكان الأصليين الذين تم تهجيرهم من المدينة بشكل ممنهج خلال الأعوام الماضية.
وأكدت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، وصول 3 حافلات تقل 15 أسرة من عوائل مقاتلي “ميليشيا فاطميون” إلى مدينة تدمر في بدايات شهر كانون الثاني، حيث تم تجهيز عدد من المنازل داخل الحي الغربي من المدينة تمهيداً لتوطينهم داخلها.
وتحدث (ف.ع) وهو أحد الأهالي المهجرين من مدينة تدمر ونازح ضمن حي البياضة في حمص ، في شهادته للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بأنه حاول حاول عدة مرات الحصول على موافقة أمنية للعودة إلى منزله والبدء بترميمه لإنهاء رحلة النزوح المريرة التي عانى منها، إلا أن قيادة غرفة العمليات العسكرية الإيرانية رفضت منحه الموافقة بحجة أن منزله الكائن في الحي الغربي يقع ضمن المربع الأمني الذي بات حكراً على عناصر “الحرس الثوري” وفقاً لتعبيره”.
وتضم مدينة تدمر ومحيطها ما يقارب 220 عائلة من أسر مقاتلي “ميليشيا لواء فاطميون الأفغاني”، الذين تم إحضارهم من مدينتي البوكمال ودير الزور شمال شرق سوريا على حساب السكان المحليين.
وفي سياق متصل، أكد نشطاء المرصد السوري، توطين عشرات العائلات في مدينة السخنة والبيارات والدورة الزراعية بريف حمص الشرقي، من أهالي مقاتلي الميليشيات المدعومة من قبل إيران، الأمر الذي ينذر بتغيير الطابع الديمغرافي للمنطقة.
ونجحت “الميليشيات الإيرانية” و”حزب الله” اللبناني بفرض هيمنتها العسكرية والأمنية على مساحات واسعة من ريف حمص الجنوبي الشرقي، في ظل غياب أي تواجد لقوات النظام التي بات يقتصر تواجدها على بعض الحواجز العسكرية التي تعمل على فرض الإتاوات المالية على المدنيين، وتنفرد ميليشيا “حزب الله” اللبناني بالسيطرة على مدينة القصير والقرى الريفية التابعة لها المتاخمة للشريط الحدودي بين لبنان وسوريا، والتي يعاني سكانها بدورهم من حملة التهجير الممنهجة على ايدي مقاتلي الحزب ليتم بالمقابل توطين عائلات “شيعية” لضمان ولاء تلك القرى التي باتت مرتعاً لتجارة المخدرات وزراعة القنب الهندي (الحشيش) الذي بات العصب المالي الأبرز لميليشيا “حزب الله” اللبناني.

منطقة غرب الفرات تستحوذ على المشهد بالكامل
الملف العسكري: تواصل الميليشيات التابعة لإيران العمل على وضع استراتيجيات وخطط لضرب مصالح التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وقوات سوريا الديمقراطية في مناطق نفوذهم على الأراضي السورية، حيث يتم تعزيز فكرة استراتيجية تجنيد أبناء المنطقة في دير الزور بشكل رئيسي، وتدريبهم بشكل احترافي لإسناد مهمة تنفيذ الهجمات ضد الأميركان أو التحالف وقسد في مناطقهم، وذلك لسهولة تنقل هؤلاء بين مناطق نفوذ الميليشيات الإيرانية و”قسد” عبر نهر الفرات.
وأفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن كل من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني وميليشيا لواء فاطميون الأفغاني، دربت مؤخرا، عشرات الأشخاص من أبناء الميادين ودير الزور بعد التحقيق معهم أمنياً من قبل حزب الله اللبناني، وأخضعتهم لدورات عقائدية وجسدية كمرحلة أولى، ومن ثم دورات عسكرية على استخدام السلاح الثقيل والخفيف وقيادة الطائرات المسيرة لخدمة المصالح الإيرانية كمرحلة ثانية.
ومن ثم ابتعثت الميليشيات نخبة المجموعات المتدربة إلى إيران لتدريبهم بشكل أفضل ويقدر عددهم بنحو 70 شخص المجموعة التي ذهبت لإيران.
ولأن عمليات التجنيد لم تكن بالسهولة المطلوبة ولو بسخاء مادي، اعتمدت الميليشيات الإيرانية على الشيخ نواف البشير قائد عشيرة البقارة بعمليات تجنيد الشبان والرجال من أبناء عشائر المنطقة، لاستهداف قواعد التحالف الدولي في مناطق “قسد”، للاستفادة من تمكنهم التنقل بأريحية بين مناطق السيطرة، بحجة زيارة ذويهم.
وتخطط إيران لتنفيذ هجمات ضد “التحالف الدولي” من داخل مناطق قسد لإبعاد التهم عن نفسها في مناطق نفوذها غرب الفرات، وليتم اتهام خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” النشطة بكثرة بتلك الهجمات.

كما أنهى 70 منتسبا لميليشيا “فاطميون” دورة تدريبية على السلاح الخفيف والمتوسط واستخدام الطيران المسير. وذلك في بدايات كانون الثاني، ووفقا للمصادر فإن التدريبات كانت في معسكر الصاعقة ومستودعات عياش غرب دير الزور ، لجميع المنتسبين من عناصر الدفاع الوطني في مدينة المياذين وحي هرابش والجفرة من الذين تمت تسوية أوضاعهم، لمدة شهرين، تلقى خلالها المنتسب لتدريبات بدنية ودروس عسكرية وعقائدية، وتوجيهية لتوضيح أهمية المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال الأمريكي والإسرائيلي.
وفي نهاية الدورة تم ابتعاث 26 عنصرا من المتدربين إلى إيران بغرض اخضاعهم لتدريبات عسكرية مكثفة في المجال الاستخباراتي.

وفي 12 الشهر، أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن حزب الله اللبناني استقدم عشرات الأشخاص من أبناء عشائر دير الزور إلى مواقع الحزب بالقرب من الحدود السورية-اللبنانية بغية إخضاعهم لتدريبات عسكرية احترافية وعلى رأسها استخدام السلاح الخفيف والمتوسط والمتطور أيضاً، حيث جرى انتقاء 60 شخص بشكل دقيق وبعد دراسة كاملة حول كل شخص منهم وهم من أبناء عشائر دير الزور، ويقيمون ضمن مناطق نفوذ قوات النظام والميليشيات التابعة لإيران بدير الزور أيضاً.
وأضافت مصادر المرصد السوري، أن العملية تهدف لمجابهة قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ضمن مناطق تواجد الأخيرة شرق الفرات أي بمناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية بدير الزور، وستخضع المجموعة المؤلفة من 60 شخص لتدريبات مكثفة واحترافية قد تستغرق فترة طويلة، على أن يتم زجهم بعد الانتهاء من تدريبهم بمناطق نفوذ قسد لتنفيذ عمليات ضد قوات التحالف الدولي بدير الزور، ويعود السبب الرئيسي لانتقاء أبناء المحافظة لسهولة تنقلهم بين مناطق قسد ومناطق نفوذ النظام هناك.

وفي 17 الشهر، حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان، على معلومات تؤكد أن عناصر من الميليشيات الموالية لإيران من “آل ضويحي” السوريين غادروا الأراضي السورية باتجاه العاصمة الإيرانية طهران، في دورة عقائدية على منهج “الولي الفقيه”، وتدريبية على الأسلحة المتطورة كالمسيَّرات وغيرها.
وبحسب مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن سبب نقلهم لهناك يهدف لقمع المظاهرات في طهران بمساندة “الحرس الثوري” الإيراني، وسيكون هناك دفعة جديدة خلال اليومين القادمين ستغادر الأراضي السورية باتجاه طهران للخضوع للتدريبات الممنهجة عقائدياً وفكرياً.
في سياق ذلك، تم تغيير القائد في الميليشيات الإيرانية” وهو إيراني الجنسية المسؤول عن المنطقة الممتدة من البوكمال إلى الميادين وتكليف “الحاج سراج” عوضا عنه من الجنسية اللبنانية من “حزب الله” اللبناني.

وفي 27 كانون الثاني، وصلت مجموعة من العناصر المحلية التابعة للميليشيات الإيرانية إلى مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، حيث قدمت المجموعة من ريف حلب وحمص، وذلك بهدف تلقي تدريبات في حقول التدريب الخاصة بالميليشيات الإيرانية.
ووفقاً لنشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن المجموعة يقدر عددها بـ70 عنصر وستتلقى تدريبات في حقول ضمن البوكمال، إضافة لمعسكرات تدريب في ريف دير الزور الغربي يشرف عليها مدربين إيرانيين وعناصر من ميليشيا “حزب الله” اللبناني.
وسيجري إخضاعهم لدورة عسكرية وعقائدية في معسكر مستودعات عياش التابع لميليشيا “فاطميون” الأفغانية، وسيتم اختيار العناصر الأكثر موالاة لإيران لإرسالهم إلى طهران للخضوع لدورات عسكرية أخرى.

وفي 29 الشهر، افتتحت ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، باب الانتساب لتشكيل فصيل جديد، في مدينة دير الزور ضمن مناطق سيطرته.
وأفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن المدعو ” فادي العقدفيس” وهو أحد قياديي لواء الباقر توجه اليوم، لزيارة القرى الواقعة شرق الفرات كالحسينية و الصالحية وحطلة، ودعا وجهاء المنطقة، لإرسال أبنائهم للانتساب في صفوف “الحرس الثوري” الإيراني، مقابل راتب شهري يصل إلى 500 ألف ليرة سوري، إضافة إلى سلة إغاثية كل شهر، يتم استلامها من الهلال الأحمر السوري بالإضافة إلى امتيازات أمنية لعدم تعرض للعناصر، والإعفاء من الالتحاق بالخدمة الإلزامية والحصول على تأشيرات للسفر إلى طهران بغرض التدريب العسكري.

ملف الشحنات العسكرية: رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، في 23 كانون الثاني استقدام مليشيات الحرس الثوري الإيراني نحو 20 شاحنة نقل “براد” بطول 16 متر مجهولة الحمولة، مكتوب عليها “إحياء ذكرى السيدة زينب”، قادمة من البوابة العسكرية من العراق باتجاه مناطق سيطرتها بريف دير الزور الشرقي.
ووفقا لمصادر المرصد السوري، فإن الشاحنات اتجهت إلى مدينة الميادين ومزار عين علي في بادية القورية ومطار دير الزور العسكري.

كما وصلت شاحنات تبريد إلى المربع الأمني في الميادين بريف دير الزور الشرقي ضمن منطقة غرب الفرات، يوم الثلاثاء 24 كانون الثاني، وتم تفريغها في مستودعات تابعة لميليشيا فاطميون الأفغانية في المنطقة هناك.
ووفقا لمصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن دخول الشاحنات والذي يبلغ عددها 4، تزامن مع استنفار كبير للميليشيات، وأفرغت الشاحنات حمولتها في مستودعات الأفغان في مدينة الميادين.
ورجحت مصادر المرصد السوري، وصول منظومات وأسلحة متطورة إلى الميليشيات الإيرانية.

ملف التمدد وطرقه: وزعت المليشيات الإيرانية نحو 800 سلة غذائية في السادس من الشهر، على عوائل عناصرها والأشخاص الموالين لها في مدينتي البوكمال والميادين الخاضعتين لسيطرة الميليشيات الإيرانية وقوات النظام شرقي دير الزور.
وجاء ذلك، بأمر من المدعو “الحاج كميل” الإيراني، لكسب أبناء المنطقة مستغلة حالة العوز والفقر المتزامن مع تدهور الأوضاع المعيشية في المنطقة.
وبلغ عدد السلال التي وزعت على أهالي الميادين نحو 300 سلة و500 سلة في البوكمال، استنادا إلى دفتر العائلة والأرقام الوطنية.
ووفقا لمصادر المرصد السوري، فإن التوزيع بدأ أولا للعناصر المنتسبين للميليشيا الإيرانية ثم الموالين لإيران من وجهاء وشيوخ عشائر ومسؤولين في الأجهزة الأمنية ومدراء المؤسسات التابعة لقوات النظام، بعد تسجيل أسمائهم من قبل “أسد العلي”، الذي ينحدر قرية حوايج ذيبان بريف دير الزور، ويشغل منصب مسؤول في مراكز نشر التشيُّع ومركز “النور الساطع” الإيراني، الذي يعتبر مكتباً لتسجيل الأسماء، بعد أن كان مقرا للحسبة يتخذه تنظيم “الدولة الإسلامية” إبان سيطرته على المنطقة.
كما وزعت الميليشيا على الأطفال الذين يدرسون في مركز “النور الساطع” والأهالي بحسب ولائهم لإيران.
يشار إلى أن الميليشيات الإيرانية تروج بأنَّ هذه المساعدات مقدمة من إيران في ذكرى “شهداء المقاومة” وعلى رأسهم قاسم سليماني.

ملف الاقتتالات: اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة بين عناصر من الجنسية السورية ينتمون لميليشيا فاطميون الموالية لإيران من جهة، وعناصر “الدفاع الوطني” التابع للنظام من جهة أخرى، في بادية البوكمال بريف دير الزور الشرقي، ما أدى إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى بين الطرفين، وذلك في العاشر من كانون الثاني.
وجاء ذلك، بعد مفاوضات جرت بين النظام، ووجهاء وشيوخ العشائر في البادية دامت لمدة أسبوع، للموافقة على فتح البادية بعمق 55 كيلو متر لرعي المواشي والزراعة في البادية، في حين رفضت المليشيات الإيرانية.
وفي سياق ذلك، دفعت قوات النظام تعزيزات عسكرية باتجاه البادية، قادمة من مدينة البوكمال لمؤازرة “الدفاع الوطني”، لا سيما بعد امتناع المليشيات الإيرانية بقيادة المدعو ” الحاج حسين” إرسال تعزيزات لمؤازرة النظام.

وفي 21 الشهر، قتل أحد عناصر “المخابرات الجوية” التابعة للنظام في مدينة البوكمال الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية بريف دير الزور الشرقي، برصاص أحد عناصر الفوج 47 التابع لميليشيا “الحرس الثوري الإيراني، وذلك على خلفية خلاف على تجارة “المخدرات”.

استباحة متواصلة من قبل إسرائيل والطائرات “المجهولة”
تواصل إسرائيل والطائرات المجهولة استباحة الأراضي السورية، حيث شهد شهر كانون الثاني، 4 استهدافات 1 منها من قبل إسرائيل و3 من قبل طائرات مجهولة، تسببت بسقوط 18 قتيل بالإضافة لجرحى وخسائر مادية فادحة، وجاءت التفاصيل الكاملة وفقاً لتوثيقات المرصد السوري على النحو التالي:

– الثالث من كانون الثاني، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، بتاريخ 3 كانون الثاني الجاري، مقتل 7 هم 3 من الجنسية السورية و4 من جنسيات مختلفة جراء الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مطار دمشق الدولي ومستودع في محيطه.

– 29 كانون الثاني، قتل 7 من سائقي الشاحنات ومرافقيهم وهم من جنسيات غير سورية، نتيجة استهداف من طائرات مجهولة قافلة للميليشيات الإيرانية “شاحنات تبريد”، في منطقة الهري بالبوكمال، ووفقا للمصادر فإن 6 شاحنات تبريد دخلت المنطقة قادمة من العراق.

– 30 كانون الثاني، قتل قيادي في الميليشيات الإيرانية واثنين من مرافقيه من جنسيات غير سورية، نتيجة تجدد الاستهداف الجوي من الطائرات المسيرة، حيث جرى استهداف سيارته (بيك آب دفع رباعي)، أثناء تفقده موقع الاستهداف ليلة 29 الشهر في ساحة الأسطورة في بلدة الهري بريف مدينة البوكمال.

– 30 كانون الثاني، نفذت طائرة استطلاع مجهولة جولة ثالثة من القصف، خلال في أقل من 24 ساعة، واستهدفت خلالها صهريج مخصص لنقل النفط كان محملا بالأسلحة والذخائر للميليشيات الإيرانية، مما أدى إلى انفجاره، في بلدة السويعية بريف البوكمال شرقي ديرالزور، ومقتل شخص.

وعلى ضوء الضربات الأخيرة، أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الإيرانية و”حزب الله” اللبناني على الحدود السورية – اللبنانية ومحيط دمشق تشهد استنفار أمني كبير، حيث منعت الميليشيات أي أحد من الاقتراب من المقرات العسكرية الرئيسية، كما قامت بإخلاء العديد من الأبنية السكنية التي يقطنها عناصر وقيادات الميليشيات.
وأشارت المصادر، إلى إرسال تعزيزات أمنية لمقرات الميليشيات الإيرانية و”حزب الله” اللبناني، كما قامت بتجميع السيارات الخاصة بالقياديين ضمن أماكن محددة.
وتتخوف الميليشيات الإيرانية و”حزب الله” اللبناني من اختراقات أمنية قد تطال مواقعها ومقراتها العسكرية ومستودعات الأسلحة في المنطقة.

كما شنت ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني و”حزب الله” اللباني، حملة اعتقالات في صفوف الميليشيات الموالية لإيران من الجنسية السورية في مدينتي البوكمال والميادين الخاضعتين لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية في ريف دير الزور الشرقي، حيث طالت الاعتقالات 11 عنصراً على الأقل.
ووفقاً للمصادر، فإن سبب الاعتقالات يعود للتحقيق معهم بتهمة التخابر مع “التحالف الدولي” و”إسرائيل”، ولعدم ثقة الميليشيا الإيرانية و”حزب الله” اللبناني بالعناصر الموالين لها من الجنسية السورية، والاشتباه بهم بتزويد “التحالف الدولي” بمعلومات عن تحركات الميليشيات ومواقعها.

ويؤكد المرصد السوري بأن إيران لا تستطيع الرد على إسرائيل لأن الموازين ستنقلب حينها، حيث تكتفي في بعض الأحيان بإطلاق بعض القذائف باتجاه الجولان السوري المحتل عن طريق ما يعرف بـ“المقاومة السورية لتحرير الجولان” المدعومة من “حزب الله” اللبناني وإيران.
وفي ذات الوقت، تقصف إسرائيل المواقع الإيرانية بضوء أخضر روسي من أجل تحجيم دور إيران في سورية، أما الجانب الأمريكي فيبرر الموقف الإسرائيلي بحق تل أبيب في الدفاع الشرعي عن نفسها ومصالحها تجاه التهديد الإيراني لها، إضافة إلى عدم رغبتهم في التواجد الإيراني بسورية.
وعلى ضوء ما سبق، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان، يطالب بتحييد المدنيين والمناطق السورية عن الصراعات الإقليمية، فالمنشآت والمناطق المستهدفة هي ملك للشعب السوري وليست لإيران ولا لميليشياتها.
ويشدد المرصد السوري على ضرورة إخراج إيران وميليشياتها من سورية بشتى الطرق والوسائل، شريطة ألا تهدد تلك الوسائل حياة المدنيين وتلحق الضرر بالممتلكات العامة التي هي لأبناء الشعب السوري.