استنفار وحالات طوارئ وتعطيل الدراسة في لبنان والأردن والأراضي الفلسطينية 10 وفيات وإصابة المئات بالاختناق في أسوأ عاصفة رملية تضرب الشرق الأوسط

36
تشهد دول عدة في الشرق الأوسط منذ أول أمس الاثنين، عاصفة رملية كثيفة تسببت بإصابة المئات من الأشخاص بحالات اختناق فضلا عن وفاة 4 أشخاص في لبنان و6 في سوريا حيث بدت مخيمات اللاجئين السوريين الأكثر هشاشة.

ففي لبنان، أفادت وزارة الصحة عن «ارتفاع عدد حالات الاختناق وضيق التنفس من جراء العاصفة الرملية إلى 750»، مشيرة إلى مقتل 3 أشخاص في منطقة البقاع (شرق). فيما تحدثت وكالة الأنباء اللبنانية عن وفاة نازحة سورية في شمال البلاد.
وطالت العاصفة بضررها السيارات والمنازل وأوراق الأشجار المثمرة وحاصرت الأهالي في المنازل بعدما احكموا الأبواب والنوافذ تفاديا للاختناق. وأدخلت مئات حالات الإغماء إلى المستشفيات، حيث كان تأثيرها أكثر خطورة على المسنين والأطفال ومرضى التحسس الرئوي وتحسس العيون والجهاز التنفسي والقلب، وعملت بعض إدارات المستشفيات على تخصيص مسعفين لإرشاد المرضى والوقاية من هذه الحملات الطارئة بعدما تحولت المنطقة الى شبيهة بالطقس الصحراوي.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية «حالة استنفار»، وأصدرت توصيات للمواطنين خصوصاً الذين يعانون أمراض الربو والحساسية والأمراض الرئوية المزمنة وأمراض القلب، وكذلك كبار السن والأطفال والحوامل، لتفادي الضرر. وأبرزها «ملازمة منازلهم، تجنب التعرض للغبار، استخدام الكمامات الواقية».
وبدا الوضع اكثر صعوبة في مخيمات تعلبايا وزحلة للاجئين السوريين في البقاع. وقالت تقارير إنهم غير قادرين على البقاء داخل الخيم المقفلة تفادياً للاختناق بسبب ارتفاع درجات الحرارة. وبدت حالات الضيق واضحة على كبار السن بشكل خاص.

وأعلن الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة ان فرق الصليب الأحمر نقلت 130 حالة اختناق وضيق تنفس من منطقتي البقاع وعكار، مشيرا إلى ان 50 حالة تم نقلها من عكار و70 حالة من البقاع. ونصح كتانة المواطنين الذين يعانون حالات الربو بعدم مغادرة منازلهم.

كما استقبلت مستشفيات طرابلس العديد من حالات الاختناق وضيق التنفس مع اشتداد العاصفة الرملية وانعدام الرؤية بين مناطق المدينة ومعظم المحلات التجارية لم تفتح أبوابها ومطاعم الترويقة فتحت جزئياً نظراً إلى اجتياح التراب داخلها.
واستقبل مستشفى حاصبيا الحكومي في الجنوب 17 حالة اختناق بسبب العاصفة الرملية، فيما نقل إلى مستشفى مرجعيون الجنوبي أكثر من خمسين حالة ضيق تنفس لمواطنين من منطقة مرجعيون معظمهم من كبار السن وبعض الأطفال. وقد عالج الأطباء معظم هذه الحالات في قسم الطوارئ فيما يتوقعون ارتفاع العدد بسبب استمرار العاصفة. وتحول المستشفى إلى خلية طوارئ ووضع معظم الأطباء بحال تأهب لمعالجة المرضى والحالات الطارئة بسبب استمرار العاصفة وارتفاع درجات الحرارة.

ووفق مصلحة الأرصاد الجوية اللبنانية، ستبدأ العاصفة الرملية بالانحسار بدءاً من مساء اليوم الأربعاء.
ولم تقتصر العاصفة الرملية على لبنان بل امتدت إلى دول أخرى.. ففي الأردن اغلقت المدارس أبوابها من جراء العاصفة الرملية التي تشهدها المملكة وتسببت بانعدام الرؤية الأفقية، في وقت حذرت مديرية الشرطة بالمحافظة السائقين بضرورة توخي الحيطة والحذر أثناء المسير على الطريق الصحراوي.
وأصيب 56 شخصاً بحالات اختناق من جراء العاصفة الرملية في مدينة اربد، تم نقلهم إلى مستشفى الأميرة بسمة التعليمي للمعالجة.

وفي سوريا قال وزير الصحة نزار يازجي إن «مئات المواطنين المصابين بحالات الربو والتهاب القصبات التحسسي راجعوا المشافي والمراكز الصحية وتم تقديم الخدمات العلاجية اللازمة لهم». وقالت مصادر طبية أن 6 أشخاص توفوا في درعا وحماة ودير الزور.

ودعا يازجي المواطنين، خصوصا الذين يعانون أمراضا تنفسية أو تحسسية، إلى اتباع التدابير الوقائية لا سيما «تجنب البقاء لفترة طويلة في الاماكن المفتوحة وتغطية الأنف والفم بقناع واق رطب».
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مشافي مدينة الميادين في محافظة دير الزور (شرق) توقفت الاثنين، عن إسعاف المصابين «بسبب انعدام اسطوانات الأوكسجين في مشافيها».

وفي الأراضي الفلسطينية أصيب العشرات بحالات اختناق وادخلوا إلى المستشفيات في الضفة الغربية بسبب العاصفة الرملية التي تضرب المنطقة، بحسب ما ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية.

وقال مكتب وزير الصحة الفلسطيني: أدخلت عشرات الحالات اليوم إلى المستشفيات نتيجة الاختناق من العاصفة الرملية التي تضرب المنطقة، ولم يتسن لنا لغاية الآن معرفة العدد الدقيق. ويغطي ضباب كثيف مدينة القدس ومناطق عدة في الأراضي المحتلة. واظهرت صورة فضائية حصل عليها مجلس البحوث العلمية من وكالة الفضاء الامريكية (ناسا) ان العاصفة الرملية انطلقت من العراق وشمال العراق، واتجاهها نحو وسط وشمال لبنان، شمال وشرق سوريا، والجزء الجنوبي من تركيا.

العاصفة تعرقل الضربات الجوية في سوريا

تسببت العاصفة الرملية العاتية التي اجتاحت مناطق من الشرق الأوسط أمس الثلاثاء في عرقلة العمليات الجوية ضد معاقل المتطرفين من تنظيم «داعش» في سوريا.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان ، إن عدد الضربات الجوية في سوريا كان أقل (الاثنين) فيما غلفت العاصفة السماء. وأضاف أن الطيران الحربي التابع للنظام امتنع بدوره عن القيام بطلعات جوية وقصف منذ الاثنين. وأوردت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات أن «الأحوال الجوية السيئة فرضت نفسها على مجريات المعارك بين الجيش السوري والمجموعات الإرهابية صباح أمس (الثلاثاء) في سهل الغاب حيث تعرضت المنطقة لعاصفة رملية دفعت الجيش لإيقاف عملياته».

ونشر أشخاص صوراً على الإنترنت لسحب متصاعدة من الغبار. (رويترز)

قبرص تنقل اللاجئين إلى مخيم جديد بسبب العاصفة

حولت قبرص خمس رحلات من أصل تسع صباح الثلاثاء، من مطار لارنكا إلى مطار بافوس بسبب صعوبة الرؤية، وفق ما قال مسؤولون في مطار لارنكا.

وبسبب سوء الأحوال الجوية، طلب وزير الداخلية القبرصي سقراطس هاسيكوس نقل اللاجئين من سوريا وفلسطينيي لبنان الذين تم إنقاذهم قبالة السواحل القبرصية الأحد، إلى مخيم معد بشكل أفضل في كافينو قرب لارنكا.
وطلبت السلطات القبرصية من المدارس إبقاء الطلاب داخل المباني، في حين وضعت المستشفيات في حالة استنفار.
وقال مسؤول بمكتب الأرصاد القبرصي لرويترز «شهدنا عواصف رملية من قبل لكن ليس بهذه الشدة، كما أنه أمر يندر حدوثه في هذا الوقت من العام وهي تغطى المنطقة بأكملها».(وكالات)

 

المصدر: الخليج