الاستياء يتصاعد بين أهالي حلب مع استمرار التعفيش وفرض الأتاوات في مدينة حلب وعلى الطرق الواصلة مع ريفها

19

محافظة حلب – المرصد السوري لحقوق الإنسان::  علم المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه تجدد تصاعد الاستياء لدى الأهالي بريف حلب، حيث أقدم سائقو الشاحنات إلى قطع الطريق الواصل إلى بلدتي نبل والزهراء احتجاجا على ما وصفوه بـ “الترسيم الزائد من الحواجز” قرب سجن حلب المركزي، وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر منذ نحو يومين أنه تشهد مدينة حلب ومناطق سيطرة النظام في ريفها، استياءاً شعبياً من حواجز المسلحين الموالين للنظام، التي وصفها الأهالي بأنها حواجز لـ “التشليح والنهب”، وأكدت مصادر أهلية للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن هذه الحواجز تعمد إلى فرض مبالغ مالية على كل أنواع البضائع التي تمر على الحواجز المقامة عند أطراف مدينة حلب، وعلى المواطنين المتنقلين على هذه الحواجز، كما أكد الأهالي أن الإتاوات باتت تفرض حتى على المواطنين الذين يحملون معهم أدوية أو أغذية أطفال أو أمتعة، وتقوم هذه الحواجز منذ أشهر بفرض مبالغ مالية مختلفة الكم.

هذه المظاهرات والوقفات الاحتجاجية التي قام بها الأهالي، تأتي بالتزامن مع استمرار المسلحين الموالين للنظام بتنفيذ عمليات تعفيش وسرقة متواصلة منذ بدء قوات النظام عمليتها العسكرية في ريف حلب الشرقي في الـ 17 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2017، ولحين تمكنها من إنهاء وجود تنظيم “الدولة الإسلامية” في المناطق التي بقيت تحت سيطرته بريفي حلب الشرقي والجنوبي الشرقي، في الـ 30 من حزيران / يونيو الفائت، حيث أكدت المصادر للمرصد أن عمليات سرقة متتالية نفذتها مجموعات من المسلحين الموالين للنظام، للمنازل والمحال التجارية وممتلكات أخرى للمواطنين، في بلدات سيطرت عليها قوات النظام في ريف حلب الشرقي، وقرى بريفها في الريف الشرقي لحلب، كما تجاوزت السرقات في وقت سابق، تعفيش ممتلكات المواطنين ووصلت إلى حد قيام مجموعة من المسلحين الموالين للنظام بمحاولة تفكيك مضخات مياه في محطة الخفسة ونقلها لبيعها، حيث أقدمت مجموعة أخرى من قوات النظام على إلقاء القبض عليهم واعتقالهم واقتادتهم إلى جهة مجهولة.

كما تشهد مدينة حلب عمليات تعفيش لا تزال متواصلة على الرغم من مرور نحو 200 يوم، على استعادة قوات النظام السيطرة على مدينة حلب، فيما عدا مناطق تسيطر عليها الفصائل في الأطراف الغربية للمدينة، وحي الشيخ مقصود وفي شمال مدينة حلب تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية والوحدات الكردية، حيث كان أهالي بثوا شكواهم للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قائلين أنهم بعد أن أجبروا على النزوح من منازلهم في مناطق العمليات العسكرية بمنيان ومشروع 1070 شقة ومشروع 3 آلاف شقة والحمدانية وأطراف حلب الجديدة، بدأوا بالعودة لمنازلهم، ليتفاجئ غالبيتهم بقيام حواجز المسلحين الموالين للنظام المنتشرة على المداخل المؤدية إلى الأحياء التي تتواجد فيها منازلهم، بمنعهم من الدخول إليها، فيما تمكن البعض من الوصول إلى منازلهم، بعد دفع رشاوى للمسلحين الموالين للنظام ليجدوها كما لم يتركوهان وانكر عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها عمليات التعفيش التي قامت بها مجموعات موالية للنظام، ممن تمتهن السرقة، وبعضهم يدفع رشاوى كبيرة لجهات قيادية، ومن ثم يقومون بفرض أتاوات على المارة والمتواجدين في مناطق نفوذهم، ليحصِّلوا أضعاف ما دفعوه، كما يقومون بسرقة محتويات المنازل، من الأدوات الكهربائية وصولاً إلى النقود والمصاغ وأسلاك الكهرباء الممدة داخل الجدران ومعدات الحمامات والمطابخ، والبعض أكد بأنه رصد السرقات بأم عينه، وأعطت قوة النفوذ لدى هؤلاء “الحرامية والمعفشين” كما يقول أحد الأهالي، أعطتهم القدرة على سرقة المنازل بوجود أصحابها، وعلى الرغم من ادعاء سلطات النظام بملاحقة السارقين من المسلحين الموالين لها، أكد أهالي بمدينة حلب للمرصد السوري، أن الاستياء بدأ يزداد، لأن عمليات السرقة ما تزال مستمرة يوماً بعد يوم، وبوتيرة أكبر، ولا أحد يريد الخروج من هذه المناطق بدون ثروة، وأجهزة النظام الأمنية لا تريد التصريح بفشلها، ولكنهم يماطلون حتى تنتهي الأمور لوحدها، وتقف عمليات السرقة، وأكد أهالي في وقت سابق رصدهم لعمليات سرقة في وضح النهار، حيث يقوم أشخاص ومسلحون موالون للنظام بعد سقوط القذائف على أحياء مدينة حلب الغربية، بإسعاف الجرحى، ومن ثم العودة إلى سرقة منازل المصابين أو الشهداء، ويؤكد أحدهم بأن مخابرات النظام التي اعتقلت عشرات آلاف الشبان وزجت بهم في سجونها ومعتقلاتها، غير قادرة على أن توقف مجموعات لا يعلم من يسندها، عن سرقاتها وما تقوم به بحق مواطنين قضوا عمرهم حتى تمكنوا من امتلاك متجراً أو منزل يتعرض اليوم للسرقة على يد مسلحين موالين للنظام.