الجيش السوري يدخل منشأة عين الفيجة التي تغذي دمشق بالمياه

18

دخل الجيش السوري أمس السبت (28 يناير/ كانون الثاني 2017) للمرة الأولى منشأة عين الفيجة التي تزوّد العاصمة دمشق بالمياه والتي كانت خاضعة لسيطرة فصائل معارضة منذ أكثر من أربع سنوات، بحسب ما أورد التلفزيون السوري.

وذكر التلفزيون في شريطٍ إخباري «الجيش العربي السوري يدخل بلدة عين الفيجة بريف دمشق ويرفع العلم السوري فوق منشأة النبع»، بدون أن يورد مزيداً من التفاصيل.

وتقع عين الفيجة داخل منطقة وادي بردى التي تبعد حوالى 15 كيلومتراً شمال غرب دمشق وتضم المصادر الرئيسية التي ترفد دمشق بالمياه المقطوعة منذ 22 ديسمبر/ كانون الأول بصورة تامة عن معظم أحياء العاصمة جراء المعارك بين قوات النظام وفصائل معارضة.

وشهدت منطقة وادي بردى، خزان مياه دمشق، منذ 20 ديسمبر/ كانون الأول 2016، معارك عنيفة بين قوات النظام ومقاتلين من حزب الله اللبناني من جهة والفصائل المعارضة ومقاتلين من جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) من جهة أخرى، من أجل استعادة المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة منذ 2012.

وتم التوصل مراراً إلى اتفاق بين الطرفين إلا أنه لم يترجم واقعاً. واستثنى الرئيس السوري بشار الأسد المنطقة من وقف إطلاق النار المستمر والذي تم التوصل إليه في 30 ديسمبر بين طرفي النزاع برعاية روسيا وتركيا.

اتفاقٌ لنقل 900 مسلح وعائلاتهم

هذا، وأكد مسئول حكومي سوري، أمس، التوصل إلى اتفاق نهائي بين السلطات السورية والمعارضة المسلحة لوقف إطلاق النار في وادي بردى بريف العاصمة دمشق.

وذكر محافظ ريف دمشق، علاء إبراهيم، في تصريح صحافي، أن الاتفاق يقضي بخروج مقاتلي المعارضة البالغ عددهم نحو 900 شخص وعائلاتهم من بلدة عين الفيجة باتجاه بلدة دير مقرن ومن ثم نقل من يرغب منهم باتجاه ريف إدلب شمالي سورية.

بدوره، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أمس «إنها المرة الأولى التي يتم فيها تطبيق الاتفاق».

وأفاد نقلاً عن مصادر في المنطقة أن مقاتلي الفصائل في وادي بردى بدأوا بالانسحاب من منطقة نبع الفيجة «تزامناً» مع دخول عشرات من عناصر الجيش السوري.

ومن المقرر أن يسمح الاتفاق لورش الصيانة بدخول منشأة المياه لإصلاح الأضرار التي طاولتها جراء المعارك وضخ المياه إلى سكان دمشق.

وكانت الأمم المتحدة وصفت قطع المياه الصالحة للشرب عن 5.5 ملايين نسمة في المدينة بأنه «جريمة حرب».

وتمكنت سيارات إسعاف تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر من دخول منطقة وادي بردى أمس من أجل إجلاء الجرحى.

ويسمح الاتفاق لمسلحي الفصائل المقاتلة بتسليم سلاحهم أو بالذهاب إلى مدينة إدلب (شمال غرب) على غرار ما فعل آلاف من مقاتلي الفصائل المعارضة خلال العام الفائت في عدد من المناطق التي بسطت قوات النظام سيطرتها عليها.

الجيش يتقدم نحو مدينة الباب

 

هذا، وتمكنت قوات النظام السوري من التقدم إلى مسافة 7 كيلومترات من مدينة الباب الشمالية التي يسيطر عليها مقاتلو تنظيم «داعش»، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس السبت.

وسيطرت القوات السورية على ثلاث قرى في وقت متأخر من الجمعة لتصبح على مسافة نحو سبعة كيلومترات جنوب مدينة الباب، بحسب المرصد الذي قال إن القوات التركية من ناحيتها تحشد شمال المدينة.

وتتعرض مدينة الباب إلى هجوم كثيف منذ أسابيع حيث تشن المقاتلات التركية والروسية والسورية غارات على المدينة ومحيطها.

هيئة معارضة جديدة

هذا، وأعلنت عدة فصائل إسلامية سورية من بينها فرع سابق لتنظيم القاعدة في سورية «حل كل الفصائل» وتشكيل كيانٍ جديد في وقت يستعر فيه القتال بين متشددين ومعارضين أكثر اعتدالاً في مناطق بشمال غرب البلاد.

وأعلنت الفصائل في بيان نشرته على الإنترنت تشكيل «هيئة تحرير الشام» بقيادة أبو جابر هاشم الشيخ.

ووقع على البيان كل من جبهة فتح الشام – وهي جبهة النصرة سابقاً ذات الصلة بتنظيم القاعدة – وحركة نور الدين الزنكي وجماعة لواء الحق وجبهة أنصار الدين وجماعة جيش السنة.

روسيا: نتائج أستانا

تخلق بوادر لمفاوضات جنيف

من جانب آخر، رأت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن نتائج المحادثات السورية في أستانا تخلق بوادر مواتية لتنظيم المفاوضات في جنيف.

وقالت الخارجية الروسية، في بيانٍ صدر في ختام استقبال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، للسفير السوري في موسكو رياض حداد: «في إطار المحادثة، جرى تبادل للآراء بثقة حول تطورات الوضع في سورية على ضوء نتائج اللقاء الدولي حول التسوية السورية في أستانا التي تخلق بوادر مواتية لعملية تفاوض سورية – سورية شاملة برعاية الأمم المتحدة في جنيف»، حسبما أفادت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.

وأضاف البيان أنه: «تم التطرق أيضاً إلى بعض القضايا العملية للتعاون الروسي السوري متعدد الجوانب».

وفي سياقٍ ذي صلة، قال مسئول كبير بالإدارة الأميركية «إن إقامة مناطق آمنة في سورية «ستُبحث في الوقت المناسب» في إطار استراتيجية ترامب بالشرق الأوسط.

 

المصدر:الوسط