الحربي يكثف غاراته على بادية تدمر وشرق حمص بعد الانتهاء من تمشيط مدينة تدمر ومطارها العسكري

23

كثفت الطائرات الحربية غاراتها مستهدفة مناطق في بادية حمص الشرقية، في إطار استمرار عمليتها العسكرية لاستعادة سيطرتها على ما خسرته من مناطق في الريف الشرقي لحمص، منذ هجوم تنظيم “الدولة الإسلامية” في الـ 8 من كانون الأول / ديسمبر من العام الفائت 2016، وتأتي عمليات التصعيد التي تلت السيطرة الكاملة على مدينة تدمر ومطارها العسكري عقب انتهاء عمليات التمشيط وتفكيك الألغام يوم أمس الـ 4 من آذار / مارس الفائت من العام الجاري 2017، واستهدفت الضربات الجوية محيط الحقول التنفطية ومنطقة الصوامع وأماكن أخرى في منطقة السخنة وجبل المزار في ريف حمص الشرقي.

 

ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية مدعمة بفرق ألغام، تمكنت من إنهاء تمشيط مدينة تدمر الواقعة بريف حمص الشرقي، ومطارها العسكري، بعد أن انسحب عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من المدينة أمس الأول الثاني من آذار / مارس من العام الجاري 2017، بشكل كامل من المدينة، عقب معارك عنيفة بين طرفي القتال، والتي أسفرت عن سقوط مئات القتلى من الجانبين، حيث نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عمليات تفكيك الألغام من قبل فرق الألغام وعناصر قوات النظام في مدينة تدمر، التي استمرت ثلاث أيام على التوالي.

 

هذه التوسعة التي رصدها المرصد السوري لحقوق الإنسان والتي تهدف لها قوات النظام من خلال استمرار عمليتها العسكرية في محيط مدينة تدمر، تتزامن مع استمرار تنظيم “الدولة الإسلامية” بفرض سيطرته على مناطق استراتيجية ومهمة، ومواصلة تمركزه وبقائه في حقول النفط والغاز مثل جزل وجحار وشاعر والمهر، الواقعة على طول خط تقدم قوات النظام إلى مدينة  تدمر، عبر عملية عسكرية بدأتها قوات النظام في الـ 14 من كانون الثاني / يناير من العام 2017، منطلقة من مطار التيفور العسكري في الريف الشرقي لحمص، متقدمة نحو منطقة البيارات الشرقية والغربية وشركة حيان مع تقدمها في منطقة قصر الحير الغربي وصولاً لمثلث تدمر وجبل الهيال ومزارع تدمر وقلعتها ومدينتها الأثرية لحين سيطرتها على مدينة تدمر التي تستمر الفرق العسكرية بإزالة الألغام وتفكيكها وتفجيرها في المدينة، كذلك تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال العملية المنطلقة في منتصف كانون الثاني / يناير من العام الجاري، من توثيق مئات القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، نتيجة الاشتباكات بين الطرفين والقصف المكثف والعنيف والغارات الجوية والاستهدافات المتبادلة وتفجير المفخخات وانفجار الألغام، حيث وثق المرصد السوري ما لا يقل عن 115 قتيلاً من عناصر وضباط قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، بالإضافة لمقتل أكثر من 283 عنصراً من تنظيم “الدولة الإسلامية” بينهم قادة ميدانيين وأكثر من 60 مقاتلاً منهم من جنسيات مغاربية، في حين اعترفت روسيا بمقتل 4 من مستشاريها في بادية تدمر الغربية، كما أصيب مئات المقاتلين من الطرفين هذه المعارك .

 

جدير بالذكر أن تنظيم “الدولة الإسلامية” نفذ في الـ 8 من كانون الأول / ديسمبر من العام الفائت 2016، هجوماً عنيفاً وواسعاً، وتمكن من تحقيق تقدم واسع على حساب قوات النظام والمسلحين الموالين لها مسيطراً على مدينة تدمر والمدينة الأثرية ومطار تدمر العسكري وقلعة تدمر الأثرية وقصر الحير الأثري وحقل المهر وحقل وشركة جحار وقصر الحلابات وجبل هيال وصوامع الحبوب وحقل جزل ومستودعات تدمر ومزارع طراف الرمل وقريتي الشريفة والبيضة الشرقية والغربية ومواقع أخرى في محيط مدينة تدمر وباديتها، وجاء هذه السيطرة عقب وصول تعزيزات إليه قادمة من العراق، ومؤلفة من نحو 300 عنصر وقيادي ميداني، والتي أرسلتها قيادة تنظيم “الدولة الإسلامية” بعد اجتماع ضم قائد “جيش الشام”، مع أبي بكر البغدادي زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية” ووزير الحرب في التنظيم، واللذان أكدا لقائد جيوش الشام بأنه التعزيزات ستكون مستمرة ومتلاحقة من الآن وصاعداً.