الحصار وقطع الطرق وانعدام الدعم يحوِّل مخيم الركبان إلى ساحة للموت عبر قضم حياة قاطنيه واحداً تلو الآخر

24

لا يزال الموت يحصد أرواح السوريين بشتى الطرق وينهي على أملهم في الحياة ، فمن قتل إلى عبوات ناسفة إلى إغتيالات ، لينتهي بهم المطاف بالموت جوعا، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان مفارقة شابة في الـ 18 من عمرها للحياة بسبب نقص الغذاء والعلاج وسوء الأوضاع الطبية والمعيشية في مخيم الركبان قرب الحدود السورية – الأردنية والمنقطع عن الحياة وسط استمرار قوات النظام بإغلاق جميع المعابر الطبية والإغاثية والمعيشية الواصلة إليه،في ظل تعامي المجتمع الدولي عن هذه الكارثة الإنسانية ، ليرتفع إلى 4 تعداد من فارقوا الحياة إلى الآن هما مواطنتان وطفلان، ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الـ 14 من شهر تشرين الأول / أكتوبر الجاري أنه يعمد خصوم الحياة لمعاقبة من تبقى على قيدها، بالموت جوعاً ومرضاً على شاكلة مخيم الجنوب الدمشقي والغوطة الشرقية ومضايا ومناطق سورية أخرى، شهدت موتاً بالجوع والأمراض ولقلة الغذاء والعلاج، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار قطع الطرق الواصلة إلى المخيم، والتي كانت تصلها عن طريقها المساعدات الطبية والإنسانية والمواد الغذائية، وسط استمرار النازحين القاطنين في المخيم بالاعتصام لحين الانتهاء من هذا الحصار، كما أن المرصد السوري نشر في الـ 11 من شهر تشرين الأول / أكتوبر الجاري، أنه لا يزال مئات المواطنين من الذين حملتهم الظروف للنزوح إلى مخيم الركبان، الواقع في البادية قرب الحدود الأردنية – السورية، معتصمين ضمن إعتصام مستمر لليوم الثاني على التوالي، احتجاجاً على الأوضاع الإنسانية المزرية للمخيم، وإغلاق قوات النظام للمعابر الحيوية الواصلة إليه، والتي كانت تؤمن المواد الغذائية والمعيشية، ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم أمس، أنه يشهد مخيم الركبان مطالبة المعتصمين بـ “فتح المعابر وفك الحصار عن المخيم”، والذي قالت مصادر موثوقة متقاطعة، أن قوات النظام تقوم بفرض منع دخول المواد الغذائية والمتطلبات المعيشية إلى المخيم، وأكد المعتصمون أن المخيم ” مدني بحت”، ويأتي هذا الاعتصام بعد أن نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الثلاثاء الـ 9 من تشرين الأول / أكتوبر من العام الجاري 2018، أنه لا يزال الموت يفتك بالسوريين، في ظل تعامي المجتمع الدولي عن مأساة نازحيه في مخيمات النزوح ومخيمات التهجير، من سوء الأوضاع الصحية وتردي الواقع الصحي ونقص العلاج اللازم، بالتزامن مع ما وردت من معلومات من مصادر متقاطعة، عن قطع قوات النظام للطرق الواصلة للمخيم، والمستخدمة من أجل إيصال المواد الغذائية ومتطلبات المعيشة فيه، وذلك على خلفية إخفاق تنفيذ اتفاق الترحيل للواء شهداء القريتين وعوائلهم ومن يرغب من سكان المخيم، إلى الشمال السوري، ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 16 من شهر أيلول / سبتمبر الماضي من العام 2018 الجاري أنه وردت معلومات عن التوصل لاتفاق بين لواء شهداء القريتين العامل في بادية ريف دمشق ومنطقة مخيم الركبان، والجانب الروسي والنظام، بمغادرة اللواء العامل في المنطقة نحو القطاع الشمالي من ريف حلب، وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أنه بدأت عملية التحضر للانطلاق نحو الشمال السوري، خلال الأيام القليلة المقبلة، كما أكدت المصادر أن الاتفاق جرى عبر وسيط هو قيادي سابق في فصائل القلمون الشرقي، كان قد أجرى مصالحة مع النظام قبل أشهر، فيما من المرتقب أن يبلغ تعداد المنتقلين إلى الشمال السوري نحو 5 آلاف شخص، ممن يقطنون في مخيم الركبان بالبادية قرب الحدود السورية – الأردنية، وسيجري نقلهم إلى مناطق سيطرة قوات عملية “درع الفرات” المدعومة تركياً، ومن المرتقب أن ينتقل من يرغب من المقاتلين في فصائل أخرى في المنطقة القريبة من التنف، مع الدفعات المنتقلة نحو مناطق سيطرة القوات التركية والفصائل المدعومة منها.

يشار إلى أن لواء شهداء القريتين كان من ضمن الفصائل التي جرى التوصل معها لاتفاق التهجير في القلمون الشرقي، جرى التوصل إلى اتفاق نهائي بين ممثلين عن الروس والنظام وممثلين عن مناطق الناصرية وجيرود والعطنة والرحيبة والجبل الشرقي وجبل البترا، والذي خرج بموجبه من القلمون الشرقي حوالي 6240 شخصاً من مدنيين ومقاتلين، فيما كان جرى الاجتماع بين أطراف الاتفاق يوم الخميس الـ 19 من شهر نيسان / أبريل من العام 2018، وأفضى إلى اتفاق كامل بينهم، ينص على خروج جميع الراغبين من مقاتلي الفصائل في المنطقة وهم (جيش الاسلام، وقوات أحمد العبدو، جيش تحرير الشام، وحركة أحرار الشام، جيش أسود الشرقية، لواء شهداء القريتين، سرايا أهل الشام وعناصر من هيئة تحرير الشام) بالإضافة لعوائل المقاتلين ومدنيين آخرين رافضين للاتفاق نحو الشمال السوري خلال الأيام المقبلة، بعد تسليم الأسلحة المتوسطة والثقيلة.