الحملة العسكرية للنظام السوري على الغوطة الشرقية

29

بيروت: بدأت قوات النظام السوري في 18 شباط/فبراير هجوما عسكريا عنيفا لاستعادة الغوطة الشرقية، آخر معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، وتستعد للسيطرة على كامل المنطقة بعد التوصل الى اتفاق إجلاء مع آخر فصيل معارض موجود فيها.

وأوقع القصف المدفعي والغارات الجوية منذ بدء الهجوم اكثر من 1600 قتيل مدني وآلاف الجرحى، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

– “جحيم على الارض” –
في 18 شباط/فبراير، اطلقت قوات النظام السوري اكثر من 260 صاروخا فيما شن الطيران غارات كثيفة، على عدد من بلدات الغوطة الشرقية، وعزز الجيش السوري مواقعه المحيطة بالمنطقة. في اليوم التالي، أسفر القصف عن مقتل 127 مدنيا.

في 20 شباط/فبراير، أعلن المرصد السوري ان الطيران الروسي قصف الغوطة الشرقية للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر. وفي اليوم التالي، ألقت الطائرات براميل متفجرة على الغوطة نددت الامم المتحدة والمنظمات الحقوقية باستخدامها.

وشبه الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش وضع الغوطة الشرقية بـ”جحيم على الأرض”.

– “حلب اخرى” – 
في 22 شباط/فبراير، كرر السفير السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري تصميم النظام على استعادة كل الاراضي السورية بما يشمل الغوطة الشرقية، قائلا “نعم، ستصبح الغوطة الشرقية حلباً اخرى”.

في 24 شباط/فبراير، أصدر مجلس الامن الدولي بالاجماع قرارا يطالب بوقف لإطلاق النار في سوريا لثلاثين يوما لإيصال مساعدات إنسانية “من دون تأخير”.

لكن في اليوم التالي، خاضت قوات النظام مواجهات عنيفة مع فصائل المعارضة وشنت غارات جوية وقصفا مدفعيا، بحسب المرصد السوري.

وسجلت إصابة 14 شخصا بحالات اختناق بينهم طفل قضى بعد قصف للنظام، بحسب المرصد السوري. وأفاد طبيب عن “شكوك في استخدام اسلحة كيميائية وعلى الارجح غاز الكلور”.

في 26 شباط/فبراير، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ”هدنة انسانية يومية” اعتبارا من 27 شباط/فبراير من الساعة التاسعة الى الساعة 14,00 وخصوصا في الغوطة الشرقية.

لكن في اليوم التالي، قصف طيران النظام ومدفعيته الغوطة مجددا.

– قوات النظام تحقق اختراقا –
في الرابع من اذار/مارس، أفاد مصدر عسكري سوري ان الجيش “تقدم على جبهات عدة”.

في 5 آذار/مارس، أعلنت الامم المتحدة دخول أول قافلة مساعدات إنسانية الى الغوطة الشرقية منذ بدء هجوم قوات النظام في 18 شباط/فبراير لكنها لم تتمكن من تسليم كل المساعدات بسبب القصف في دوما.

في 10 آذار/مارس، تمكنت قوات النظام من عزل دوما عن بقية الغوطة الشرقية وبالتالي تقسيم المنطقة إلى ثلاثة أجزاء: دوما ومحيطها شمالاً تحت سيطرة “جيش الإسلام”، حرستا غرباً حيث حركة تحرير الشام، وبقية المدن والبلدات جنوباً التي كان يسيطر عليها فصيل “فيلق الرحمن” مع تواجد محدود لهيئة فتح الشام (النصرة سابقاً).

في 15 آذار/مارس، اعلنت روسيا انها ستواصل “دعم” قوات النظام في هجومها. وردت واشنطن بالتأكيد ان “روسيا متواطئة معنويا ومسؤولة عن فظائع الاسد”.

– نزوح وعمليات اجلاء –
في 16 اذار/مارس، استعادت قوات النظام السيطرة في شكل شبه كامل على حمورية ومحيطها بعدما فر منها نحو عشرين الف مدني.

في 18 آذار/مارس وللمرة الاولى منذ اعوام، زار الرئيس السوري بشار الاسد الغوطة حيث هنأ قواته ب”انقاذ دمشق” التي كانت تتعرض لسقوط قذائف وصواريخ تطلقها الفصائل المعارضة.

وفي 20 آذار/مارس، قتل ما لا يقل عن 44 مدنيا في قصف لسوق شعبية في بلدة جرمانا بريف دمشق، بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).

في 22 منه، قضى 37 مدنيا جراء “حروق وحالات اختناق” داخل ملجأ في بلدة عربين، بحسب المرصد السوري الذي لفت الى ان الطائرات الروسية ألقت “قنابل حارقة”، الأمر الذي نفته موسكو.

في اليوم التالي، أعلن التلفزيون الرسمي السوري “خلو” منطقة حرستا من مقاتلي المعارضة بعدما غادرها خلال يومين اكثر من أربعة آلاف شخص بينهم 1400 مقاتل ينتمون الى حركة “احرار الشام” في اتجاه محافظة ادلب (شمال غرب).

في 24 آذار/مارس، بدأ مقاتلو المعارضة يغادرون في حافلات منطقة اخرى في اتجاه ادلب ايضا. وشملت عملية الاجلاء هذه سبعة آلاف شخص بموجب اتفاق بين فصيل فيلق الرحمن وروسيا.

في 31 آذار/مارس، أخليت المنطقة الجنوبية من الغوطة الشرقية من المقاتلين.

في الاول من نيسان/ابريل، تم التوصل الى “اتفاق نهائي” برعاية روسيا لاخراج “جيش الاسلام” من دوما، الجيب الاخير في الغوطة الشرقية. وبدأت عملية الاجلاء، بحسب الاعلام الرسمي السوري، لكن جيش الاسلام لم يعلق عليها ولم يؤكدها.

وتوجه مقاتلو جيش الاسلام الى منطقة جرابلس في محافظة حلب في شمال سوريا، بينما توجه معظم الخارجين من الغوطة الشرقية خلال الاسابيع الماضية الى محافظة إدلب في شمال غرب البلاد التي بات يتواجد فيها أكثر من 46 الف مقاتل.

وغادر أكثر من 150 الف مدني الغوطة الشرقية عبر ممرات أقامتها قوات النظام، وانتقلوا الى مناطق واقعة تحت سيطرة الحكومة.

– استئناف الغارات –
في الخامس من نيسان/ابريل، تعثر اتفاق اجلاء المقاتلين من دوما بسبب انقسامات داخل “جيش الاسلام” الذي يرفض الجناح المتشدد فيه مغادرة المدينة بشكل قاطع.

في 06، من الشهر نفسه، شن النظام السوري غارات جوية على جيوب لفصائل المعارضة ما ادى الى مقتل اربعين مدنيا على الاقل. وهذه الضربات تواصلت في اليوم التالي ما اسفر عن سقوط ثمانية قتلى بين المدنيين في دوما.
المصدر: ايلاف