السويداء تترقب الإفراج عن مختطفاتها ومختطفيها بعد التطورات في ملف التفاوض وتزامناً مع الهدوء المسيطر على جبهات القتال في تلول الصفا

30

محافظة السويداء – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: لا تزال قضية المختطفين والمختطفات من أبناء السويداء لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” الشغل الشاغل في المحافظة، حيث يراقب أهالي المختطفين بشكل خاص وأهالي السويداء بشكل عام تطورات المفاوضات عن كثب بين تنظيم “الدولة الإسلامية” من جانب، واللجان المفوضة لحل قضية المختطفين من جانب آخر، والتي شهدت بدورها تطوراً ملحوظاً، حيث تأمل الأوساط الشعبية في المدينة وريفها بالوصول إلى اتفاق يفضي بالإفراج القريب عن المختطفين والمختطفات البالغ عددهم 18 طفلاً و9 مواطنات كان التنظيم قد اختطفهم في الأربعاء الدامي الذي شهدته السويداء وريفها الشرقي في الـ 25 من تموز / يوليو الجاري من العام 2018، ورجحت مصادر موثوقة للمرصد السوري أن عملية الإفراج من الممكن أن تتم خلال الساعات المقبلة، مع وعود قدمت لروسيا من مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز، حول تجنيد الشبان في محافظة السويداء وإلحاقهم بـ “خدمة التجنيد الإجباري” مقابل الإفراج عن المختطفات، فيما تتزامن عملية المفاوضات المستمرة هذه مع استمرار توقف العمليات العسكرية في تلول الصفا ببادية ريف دمشق، بين قوات النظام وحلفائها من جهة، وعناصر التنظيم من جهة أخرى، وذلك منذ يوم أمس الثلاثاء وحتى اللحظة.

ونشر المرصد السوري خلال الساعات الفائتة، أنه حصل على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، أن التفاوض لا يزال مستمراً بين اللجان المفوضة لحل قضية المختطفين من جهة، وتنظيم “الدولة الإسلامية”، بالتزامن مع تراجع وتيرة الاشتباكات وسيطرة الهدوء النسبي منذ ما بعد ظهر اليوم الثلاثاء الـ 16 من تشرين الأول / أكتوبر من العام الجاري 2018، على منطقة تلول الصفا، بعد توسط روسي بين طرفي الصراع في المنطقة، لوقف إطلاق نار، إذ شهدت المنطقة هدوؤاّ نسبياً حذراً، باستثناء استهدافات متقطعة ومتبادلة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، على محاور في منطقة تلول الصفا، كما أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن ملف التفاوض شهد تطوراً ملحوظاً حيث من المرتقب التوصل إلى النتائج النهائية في وقت قريب، للإفراج عن المختطفات والمختطفين الـ 27 بعد أن توفيت سيدة منهم بظروف غامضة فيما أعدم فتى ومواطنة على يد التنظيم.

كذلك كان المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد توقف المفاوضات في المرة الأخيرة، عند عملية تبديل التنظيم لأسماء معتقلات من السجلات التي تقدمها سلطات النظام له، عبر قنوات الاتصال واللجان بينهما، كما كان المرصد السوري نشر في الـ 11 من أكتوبر الجاري، عن انتهاء المهلة التي طلبها الشيخ عبد الوهاب أبو فخر ممثل شيخ عقل الموحدين الدروز حكمت الهجري، للإفراج عن المختطفين والمختطفات البالغ عددهم 18 طفلاً و9 مواطنات من المحتجزين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية”، والتي انتهت دون أية تطورات في ملف المختطفين، حيث كان طلب أبو فخر مهلة 48 ساعة يوم أمس الأول لحل مسألة المختطفين، إلا أن المهلة انتهت اليوم الخميس الـ 11 من تشرين الأول / أكتوبر من العام الجاري 2018، ورصد المرصد السوري توتراً يسود المنطقة، نتيجة التخوفات التي تعتري الأهالي من تطورات الوضع، بعد أن خاطب مشايخ الكرامة العاملين تحت إمرة أولاد الشيخ وحيد البلعوس، المعتصمين بالقول بأن “الاعتصام لا كرامة فيه وإذا ما أردتم مختطفيكم فاحملوا السلاح وحرروهم بأنفسكم”، كما هدد مشايخ الكرامة محافظة السويداء وممثل شيخ العقل، بعد أن طالب الأخير المعتصمين بفض الاعتصام لمدة 48 ساعة، لحل قضية المختطفين والمختطفات، وفي حال لم يجري الإفراج عنهم، فللمعتصمين الحق في إعادة إقامة اعتصامهم في المكان الذي يريدون

كما أن المرصد السوري كان وثق أمس الثلاثاء أن المعارك العنيفة بين التنظيم والنظام، خلال 12 اسبوعاً على التتالي، استنزفت قوات النظام وحلفائها، وبخاصة حين انحصرت المعارك في منطقة تلول الصفا ذات الطبيعة الوعرة والجغرافية المعقدة من تلال ووديان ومغاور وكهوف تسمح لطرفي القتال، بالتنقل بشكل أسهل، ورغم مرور أسابيع على العمليات المتركزة في منطقة تلول الصفا، وتمكن قوات النظام من تحقيق تقدم في المنطقة والسيطرة على تلال ومواقع في تلول الصفا، إلا أن الخسائر البشرية كانت أكبر من عملية التقدم التي حققتها قوات النظام، لتشهد قوات النظام عملية استنزاف جديدة لقواته ضمن بادية ريف دمشق المحاذية للسويداء، إذ ارتفع إلى 201 على الأقل عدد عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها ممن قتلوا في الفترة ذاتها، من ضمنهم عناصر من حزب الله اللبناني أحدهم قيادي لبناني بالإضافة لضباط برتب مختلفة من قوات النظام أعلاهم برتبة لواء، كما تسببت الاشتباكات بإصابة المئات بجراح متفاوتة الخطورة، بالإضافة لدمار وأضرار في ممتلكات مواطنين، كذلك كان وثق المرصد السوري 142 مدنياً بينهم 38 طفلاً ومواطنة، أعدموا من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” وأطلق النار عليهم، بالإضافة لمقتل 116 شخصاً غالبيتهم من المسلحين القرويين الذين حملوا السلاح صد هجوم التنظيم، وفتى في الـ 19 من عمره ومواطنة أعدما على يد التنظيم بعد اختطافهما مع 28 آخرين، وسيدة فارقت الحياة لدى احتجازها عند التنظيم في ظروف لا تزال غامضة إلى الآن.