الشهر 94 على إعلان “خلافة البغدادي”: تراجع ملحوظ بنشاط خلايا التنظيم ضمن مناطق قسد وعمليات مستمرة ضد قوات النظام والميليشيات في البادية

59

يواصل تنظيم “الدولة الإسلامية” نشاطه على الأراضي السورية، ليثبت تواجده الفعلي، خلافا لإعلان قيادة التحالف الدولي لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” هزيمته في شهر مارس/آذار من العام 2019، ويكمن نشاط التنظيم من خلال الهجمات التي يشنها على قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية كلٌ في مناطق نفوذه، والتي يقابلها عمليات عسكرية مضادة تشنها قوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع التحالف الدولي، إضافة إلى العمليات الأمنية التي تشنها قوات النظام بالتعاون مع القوات الروسية، بهدف مواجهة خلايا التنظيم في مناطق سيطرتهما. وتسعى خلايا التنظيم لاستغلال كل فرصة سانحة لإثارة الفوضى وتنفيذ عمليات الاغتيال والاستهداف التي تعمل من خلالها على إرسال رسالة مفادها أن التنظيم سيظل باقيا.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الشهر 94 من عمر “الخلافة”، أكثر من 6 عمليات قامت بها خلايا التنظيم في مناطق نفوذ قسد، تمت عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات، ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري، فقد بلغت حصيلة القتلى جراء العمليات آنفة الذكر، 4 أشخاص، هم: 3 مدنيين، و1 من العسكريين.
يذكر أن أحد القتلى المدنيين، جرى إعدامه من قبل خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” لمواطن من أهالي بلدة الزر شرقي دير الزور.
ووفقا للمصادر فإن المواطن مدني متهم بقيامه بأعمال السطو و”التشليح”، حيث وجدت جثته وعليها آثار طلقات نارية، بينما كان مقيد اليدين.
كما قام عنصران من تنظيم “الدولة الإسلامية” تجولوا مساء 26 أيار في شارع العشرين بمدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، وأطلقوا النار في الهواء، لتفريق تجمع أهالي من رجال ونساء أمام أحد المنازل، بعد أن بلغوهم بأن الاختلاط ممنوع في الإسلام.

وبالانتقال إلى البادية السورية، فقد شهد الشهر 94 لإعلان “خلافة البغدادي”، استمرار نشاط تنظيم “الدولة الإسلامية” في مناطق متفرقة من البادية السورية ضمن مناطق النظام، بوتيرة ثابتة، بالتزامن مع الحملات الأمنية الدورية لقوات النظام والميليشيات الموالية لها وللروس، في ظل تراجع بالاستهدافات الجوية من قبل الطائرات الحربية الروسية بمقابل مشاركة ملحوظة لطائرات النظام الحربية والمروحية بعمليات القصف، حيث يستمر التنظيم بشن الهجمات ونصب الكمائن واستهدف قوات النظام والميليشيات الموالية لها، سواءًا في بادية الرصافة ومحيط جبل البشري بريف الرقة أو محور آثريا ومحاور أخرى بريف حماة الشرقي بالإضافة لبادية السخنة وتدمر بريف حمص الشرقي، وبادية دير الزور فضلاً عن الحدود الإدارية بين الرقة ودير الزور.
ووفقاً لإحصائيات المرصد السوري، فإن تنظيم “الدولة الإسلامية” تمكن خلال الشهر الفائت من قتل 10 من عناصر قوات النظام والمليشيات الموالية لها في نحو 5 عمليات شهدتها البادية السورية.
كما خسر تنظيم “الدولة الإسلامية 8 من عناصره باشتباكات مع قوات النظام وقصف جوي روسي على مناطق انتشارهم في بادية حمص ودير الزور والرقة وحماة.
وبذلك، بلغت حصيلة القتلى خلال العمليات العسكرية ضمن البادية السورية وفقاً لتوثيقات المرصد السوري، 213 قتيلاً منذ مطلع العام 2022، هم: 112 من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” قتلوا باستهدافات جوية روسية طالت مناطق يتوارون فيها في مناطق متفرقة من بادية حمص والسويداء وحماة والرقة ودير الزور وحلب. و101 من قوات النظام والميليشيات الموالية لها، قتلوا في 40 عملية لعناصر التنظيم ضمن مناطق متفرقة من البادية، تمت عبر كمائن وهجمات مسلحة وتفجيرات في غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص والسويداء وحماة وحلب.

المختطفون لدى التنظيم.. شهر جديد والتجاهل مستمر حول مصيرهم
على الرغم من انقضاء نحو 38 شهرا على الإعلان الرسمي للتحالف الدولي بالقضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” كقوة مسيطرة شرق نهر الفرات، وبرغم التطورات التي جرت على مدار الفترة الماضية، فإن الصمت لا يزال متواصلا من قبل جميع الأطراف حول قضية المختطفين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” دون تقديم أي إجابة عن مصير آلاف المختطفين، حيث تتواصل المخاوف على حياة ومصير المختطفين ومنهم الأب باولو داولوليو والمطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي، وعبدالله الخليل وصحفي بريطاني وصحفي سكاي نيوز وصحفيين آخرين، إضافة لمئات المختطفين من أبناء منطقة عين العرب (كوباني) وعفرين، بالإضافة لأبناء دير الزور.

وعلى ضوء التطورات المتلاحقة فيما يتعلق بتنظيم “الدولة الإسلامية” ونشاطه الكبير، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مطالبته لمجلس الأمن الدولي بإحالة ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سورية إلى محكمة الجنايات الدولية، لينال قتلة الشعب السوري عقابهم مع آمريهم ومحرضيهم.

كما يشير “المرصد السوري” إلى أنه سبق وأن أشار مراراً وتكراراً أن تنظيم “الدولة الإسلامية” لم ينتهي وجوده في سورية في آذار/مارس 2019، بل ما جرى هو إنهاء سيطرته على مناطق مأهولة بالسكان، بينما لايزال التنظيم يواصل عملياته في مناطق واسعة من الأراضي السورية ويوجه رسائل إلى العالم أجمع بأنه لم يفقد قوته ولم تستطع قوات النظام وروسيا ولا التحالف وقسد بالحد من نشاطه على الرغم من الحملات الأمنية المتكررة.

كما يشير المرصد السوري أنه سبق وحذر قبل إعلان التنظيم عن “دولة خلافته” في سورية والعراق، بأن هذا التنظيم لم يهدف إلى العمل من أجل مصلحة الشعب السوري، وإنما زاد من قتل السوريين ومن المواطنين من أبناء هذا الشعب الذي شرد واستشهد وجرح منه الملايين، حيث عمد تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى تجنيد الأطفال فيما يعرف بـ”أشبال الخلافة”، والسيطرة على ثروات الشعب السوري وتسخيرها من أجل العمل على بناء “خلافته”، من خلال البوابات المفتوحة ذهاباً وإياباً مع إحدى دول الجوار السوري.