الشهر 98 من مشاركة الروس العسكرية: تصعيد جوي على مناطق انتشار التنظيم بالبادية.. ونحو 30 غارة على منطقة “بوتين-أردوغان”.. وتحركات ملحوظة قرب الجولان المحتل بالتزامن مع العدوان على غزة

1٬150

استكملت القوات الروسية الشهر 98 من مشاركتها العسكرية على الأراضي السورية، وشهد الشهر الأول من العام التاسع سلسلة من التدخلات الروسية مع عودة الروس إلى الساحة العسكرية بشكل كبير، بدوره، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان أبرز التحركات الروسية في سورية خلال الشهر 98.

ففي شمال غرب سورية، وتحديداً ضمن منطقة “بوتين-أردوغان”، نفذت الطائرات الحربية الروسية 30 غارة جوية استهدفت خلالها كل من الحلوبة وفليفل وجبل الأربعين ومشون والشيخ بحر واحسم والبارة ومزارع عين شيب والشيخ سنديان وعرب سعيد ومعرزاف بريف إدلب، والسرمانية وودوير الأكراد بسهل الغاب في ريف حماة.

وأسفرت عن سقوط 5 جرحى بالإضافة لخسائر مادية.

وتوزعت تفاصيل تلك الضربات ونتائجها على النحو الآتي:
– 1 تشرين الثاني، شن الطيران الحربي الروسي غارتين جويتين على محيط قرية الحلوبة بريف إدلب الجنوبي ضمن منطقة “بوتين-أردوغان”.
– 2 تشرين الثاني، شنت المقاتلات الحربية الروسية غارتين جويتين استهدفتا قرية السرمانية بسهل الغاب، ودوير الأكراد شمالي اللاذقية، وغارة أخرى استهدفت قرية الحلوبة جنوبي إدلب.

– 3 تشرين الثاني، أصيب 4 عناصر من هيئة تحرير الشام بجراح متفاوتة، نتيجة غارة جوية شنها الطيران الحربي الروسي استهدف موقعا للهيئة قرب قرية فليفل بمنطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، بتوازي مع غارة جوية طالت جبل الأربعين في الريف الجنوبي إدلب.

– 4 تشرين الثاني، استهدفت طائرة حربية روسية، بغارتين مقرا عسكريا لهيئة تحرير الشام في مزارع قرية عين شيب غرب مدينة إدلب.

– 6 تشرين الثاني، نفذت طائرة حربية روسية، 3 غارات جوية، على مقار عسكرية لهيئة تحرير الشام وأنصار التوحيد في قرية مشون بجبل الزاوية جنوب إدلب.

– 7 تشرين الثاني، نفذت الطائرات الحربية الروسية، 8 غارات على مقرات عسكرية ومحيطها بريف إدلب، حيث قصفت بـ3 غارات منطقة معسكرات بالقرب من مخيمات نازحين في الشيخ بحر، و بـ3 غارات مقرات لهيئة تحرير الشام وأنصار التوحيد في قرية مشون، وغارتين على منطقة الشيخ سنديان-غانة، التي تعد خط إمداد للفصائل إلى محاور سهل الغاب.

– 10 تشرين الثاني، نفذ الطيران الحربي الروسي، 3 غارات جوية على مواقع في محيط بلدة احسم بجبل الزاوية ، بالإضافة إلى تنفيذ غارة واحدة بالصواريخ الفراغية على بلدة سرجة جنوبي ادلب.

– 11 تشرين الثاني، نفذ الطيران الحربي الروسي غارتين جويتين استهدفت مواقع على محور البارة في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.

– 11 تشرين الثاني، تناوبت 3 مقاتلات حربية روسية، على استهداف منطقة “بوتين-أردوغان” حيث شنت 5 غارات جوية تركزت على غربي عرب سعيد ووسط قرية معرزاف.

وبالانتقال إلى شمال شرق البلاد، فلم تقوم القوات الروسية بتسيير أي دورية مشتركة مع نظيرتها التركية خلال الشهر.

وفي إطار استغلال حاجة المواطنين وإظهاراً لإنسانيتها إعلامياً، وزع مركز المصالحة الروسي مساعدات في كل الحسكة واللاذقية وريف دمشق ودير الزور وحلب ودرعا جاءت تفاصيلها وفق الآتي:

– 31 تشرين الأول، وزعت القوات الروسية، 300 سلة غذائية إغاثية، احتوت بدخلها مواد غذائية كالسكر والشاي والرز والعدس، وذلك في قرية الديابية بريف دمشق.

– 3 تشرين الثاني، وزع مركز المصالحة الروسي، 300 سلة غذائية، على أهالي بلدة معلولا بريف دمشق.

كما وزع نحو 200 سلة من المساعدات الغذائية على أهالي قرية سوكاس بريف جبلة بمحافظة اللاذقية.

– 8 تشرين الثاني، وزعت القوات الروسية مساعدات غذائية وطبية لأهالي قرية العويجة بريف القامشلي الجنوبي، وتتضمن المساعدات 300 سلة غذائية إضافة لخدمات طبية للأطفال والنساء والمسنين في القرية.

– 15 تشرين الثاني، وزع مركز المصالحة الروسي مساعدات إنسانية في تجمع الهميشات في حطلة الشرقية ضمن مناطق سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية بريف دير الزور الشرقي مؤلفة من 300 سلة غذائية، كما قدم المركز قرطاسيات مدرسية لطلاب مدرسة الهميشات وعلاج للمرضى، ووزع المركز مساعدات إنسانية مؤلفة من 300 سلة لكادر إحدى المدارس في حي مساكن هنانو بمدينة حلب.

– 17 تشرين الثاني، وزع مركز المصالحة الروسية مساعدات غذائية على الأهالي في قرية العتيبة بريف دمشق، كما قدم أدوية وفحوصات طبية، وبلغت كمية المساعدات نحو 300 سلة غذائية تحتوي على الدقيق والأرز والشاي والسكر والزيت النباتي.

ووزع المركز ألبسة وأحذية شتوية على الأهالي في كنيسة قرية طرطب الواقعة بريف القامشلي الجنوبي شمالي الحسكة، ووزع قرطاسيات لعدد من الطلاب ضمن مدرسة قرية ملوك سراي بريف القامشلي.

– 20 تشرين الثاني، وزع مركز المصالحة الروسي، مساعدات إغاثية للكوادر التربوية والتعليمية في مدرسة عبد الرزاق درويش بحي مساكن هنانو بمدينة حلب، تضمنت 176 حصة منها دفاتر مدرسية وأقلام وقرطاسية، وذلك لكسب الحاضنة الشعبية واستمالة الأهالي وإظهار روسيا الإنسانية.

– 21 تشرين الثاني، وزع مركز المصالحة الروسي بحطله مساعدات إغاثية لأهالي ريف دير الزور الشمالي، حيث تم توزيع 300 سلة غذائية لـ 300 عائلة، لتجمع الزوية في بلدة مراط.

وتضمنت المساعدات مواد غذائية متنوعة منها السكر والأرز والطحين وشاي وعلب زيت إضافة لتوزيع دفاتر مدرسية وأقلام لطلاب مدرسة الزوية.

– 24 تشرين الثاني، وزع مركز المصالحة الروسي مساعدات إنسانية على أهالي قرية دلي بمحافظة درعا، تضمنت 300 سلة غذائية تحتوي (السكر والشاي والأرز والطحين ) وغيرها و3 طن من الألبسة الشتوية، وذلك لإظهار روسيا الإنسانية واستمالة الأهالي.

– 28 تشرين الثاني، وزع مركز المصالحة الروسي مساعدات إنسانية على أهالي بلدة الطابية جزيرة ضمن مناطق سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية بريف دير الزور، وشملت المساعدات 300 عائلة في البلدة، تضمنت مواد السكر والأرز والطحين والشاي والزيت، كما قدم المركز علاجات وأدوية للمرضى.

وفي سياق آخر، أجرت القوات الروسية والفرقة 25 ضمن قوات النظام الموالية لها 3 تدريبات خلال الشهر جاءت تفاصيلها وفق الآتي:

– 5 تشرين الثاني، أجرت الفرقة 25 الموالية لروسيا، تدريبات عسكرية، بمشاركة وإشراف من القوات الروسية، بالقرب من مطار كويرس بريف حلب الشرقي، بالتوازي مع تحليق للطائرات الحربية الروسية في أجواء المنطقة، وشملت التدريبات إنزال مظلي للجنود، والرمي على أهداف وهمية بالمدفعية والصواريخ الموجهة.

– 21 تشرين الثاني، دوت انفجارات بمنطقة الجبول بريف محافظة حلب الجنوبي الشرقي، تزامنا مع مناورات للطائرات الحربية الروسية، نتيجة تدريبات أجرتها الفرقة 25 الموالية لروسيا، بمشاركة القوات الروسية وسلاح الجو الروسي، في المنطقة المخصصة للتدريبات العسكرية بالجبول، وتمثلت التدريبات بإطلاق قذائف مدفعية وصاروخية على أهداف وهمية، إضافة إلى التدريب على الإنزال المظلي.

– 23 تشرين الثاني، شاركت الفرقة 25 مهام خاصة في تدريبات عسكرية مكثفة على الرمي بالمدفعية والصواريخ الموجهة على أهداف وهمية، تحت إشراف القوات الروسية، في معسكر تدريبي بالقرب من مدرسة المجنزرات بريف محافظة حماة الشرقي.
كما شارك سلاح الجو الروسي في التدريبات، والإنزال المظلي للجنود.

وفي سياق منفصل، تمركزت ميليشيات روسية في مقار عسكرية بريف القنيطرة قرب الجولان السوري المحتل، بعد عدة أشهر على إخلائها، وذلك بتاريخ 30 تشرين الأول حيث رفعت الميليشيات العلم الروسي، في سريتي الناصرية والمعلقة بريف القنيطرة، تزامنا مع تحليق طائرات حربية روسية في أجواء المنطقة.

وفي 3 تشرين الثاني، شهدت أجواء الجنوب السوري والمحاذية للجولان السوري المحتل، تحليقا لطائرات مروحية وحربية، وطائرات الاستطلاع، تزامنا مع تحركات للشرطة العسكرية الروسية قرب اللواء 90 في القنيطرة، في منطقة الحدود مع الجولان المحتل.

وفي 26 تشرين الثاني، سيرت القوات الروسية دورية عسكرية، لتفقد نقاط المراقبة بالقرب من الجولان السوري المحتل، قرب قرى وبلدات الناصرية والمعلقة والتلول الحمر شمالي محافظة القنيطرة، ثم عادت أدراجها لنقاط تمركز القوات في المعلقة.

وبالانتقال إلى البادية، صعدت الطائرات الحربية من ضرباتها الجوية على مناطق انتشار تنظيم “الدولة الإسلامية” بمناطق متفرقة من بادية حماة وحمص ودير الزور والرقة، حيث شنت أكثر من 60 غارة، تمكنت خلالها من قتل 13 من عناصر التنظيم وإصابة آخرين منهم بجراح.

وبذلك، بلغت حصيلة الخسائر البشرية بالقصف الروسي بلغت 21196 منذ الـ 30 من أيلول / سبتمبر من العام 2015 حتى 30 من تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2023:: 8723 مواطن مدني هم، 2118 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و1325 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، و5280 رجلاً وفتى، إضافة لـ 6214 عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، و6259 مقاتل من الفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني ومقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية.

المرصد السوري لحقوق الإنسان كان رصد استخدام روسيا خلال ضرباتها الجوية لمادة “الثراميت” – “Thermite”، والتي تتألف من بودرة الألمنيوم وأكسيد الحديد، وتتسبب في حروق لكونها تواصل اشتعالها لنحو 180 ثانية، حيث أن هذه المادة تتواجد داخل القنابل التي استخدمتها الطائرات الروسية خلال الأسابيع الأخيرة في قصف الأراضي السورية، وهي قنابل عنقودية حارقة من نوع “”RBK-500 ZAB 2.5 SM”” تزن نحو 500 كلغ، تلقى من الطائرات العسكرية، وتحمل قنيبلات صغيرة الحجم مضادة للأفراد والآليات، من نوع ((AO 2.5 RTM)) يصل عددها ما بين 50 – 110 قنيبلة، محشوة بمادة “Thermite”، التي تتشظى منها عند استخدامها في القصف، بحيث يبلغ مدى القنبلة المضادة للأفراد والآليات من 20 – 30 متر.

شهر آخر يمر ولا يزال الشعب السوري يعاني ويلات التدخل الروسي الذي يبدو وكأنه انتقام ضد السوريين لخروجهم على النظام الذي ارتكب الويلات بحق شعبه. وفي وقت تتغير فيه خريطة التحالفات وتوازنات القوى، باتت روسيا الرابح الأكبر في سلسلة الفوضى بعد أن نجحت في استعادة سيطرة “النظام” على نحو ثُلُثي البلاد بعد أن كان “النظام” فقد السيطرة على أغلب أراضيها. ومع التبدلات المستمرة في موازين القوى واستعادة قوات النظام السيطرة على مساحات واسعة من سورية، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مناشداته للمجتمع الدولي للضغط على روسيا لوقف عدوانها على المدنيين السوريين، إضافة إلى الضغط من أجل التوصل لحل سياسي ينهي الأزمة السورية، دون حل يلوح في الأفق لوقف آلة القتل التي انطلقت لتسفك دماء آلاف السوريين وتشرد الملايين غيرهم داخليا وخارجيا.