الشهر 99 على إعلان “خلا*فة البغدادي”: نحو 30 قتـ ـيلاً من قوات النظام والميليشيات الإيرانية باستهدافات ضمن البادية.. وخلايا التنـ ـظيم تقـ ـتل 11 شخص في 21 عملية ضمن مناطق نفوذ قسد

91

يواصل تنظيم “الدولة الإسلامية” نشاطه على الأراضي السورية، ليثبت تواجده الفعلي، خلافا لإعلان قيادة التحالف الدولي لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” هزيمته في شهر مارس/آذار من العام 2019، ويكمن نشاط التنظيم من خلال الهجمات التي يشنها على قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية كلٌ في مناطق نفوذه، والتي يقابلها عمليات عسكرية مضادة تشنها قوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع التحالف الدولي، إضافة إلى العمليات الأمنية التي تشنها قوات النظام بالتعاون مع القوات الروسية، بهدف مواجهة خلايا التنظيم في مناطق سيطرتهما. وتسعى خلايا التنظيم لاستغلال كل فرصة سانحة لإثارة الفوضى وتنفيذ عمليات الاغتيال والاستهداف التي تعمل من خلالها على إرسال رسالة مفادها أن التنظيم سيظل باقيا.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الشهر 99 من عمر “الخلافة”، أكثر من 21 عملية قامت بها خلايا التنظيم في مناطق نفوذ قسد، تمت عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات، ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري، فقد بلغت حصيلة القتلى جراء العمليات آنفة الذكر، 11 شخص، هم: 8 من المدنيين، و3 من العسكريين.
وبذلك، يكون المرصد السوري قد أحصى 163 عملية قامت بها مجموعات مسلحة وخلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” ضمن مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” منذ مطلع العام 2022، تمت عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات، ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري، فقد بلغت حصيلة القتلى جراء العمليات آنفة الذكر 124 قتيلا، هم 47 مدني بينهم سيدتان وطفل، و77 من قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي وتشكيلات عسكرية أخرى عاملة في مناطق الإدارة الذاتية.
الجدير ذكره أن العمليات آنفة الذكر، لا تشمل عملية “سجن غويران” والخسائر الفادحة التي شهدتها.

وبالانتقال إلى البادية السورية، فقد شهد الشهر 99 لإعلان “خلافة البغدادي” عمليات متواصلة للتنظيم ضمن البادية السورية، والتي تتمثل بشن الهجمات ونصب الكمائن واستهدف قوات النظام والميليشيات الموالية لها، سواءًا في بادية الرصافة ومحيط جبل البشري بريف الرقة أو محور آثريا ومحاور أخرى بريف حماة الشرقي بالإضافة لبادية السخنة وتدمر بريف حمص الشرقي، وبادية دير الزور فضلاً عن الحدود الإدارية بين الرقة ودير الزور.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، واكب هذه العمليات، موثقاً 12 عملية لعناصر التنظيم، حيث خلفت مقتل 29 من عناصر قوات النظام والميليشيات الموالية لها، من ضمنهم 6 من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات سورية وغير سورية.
في حين خسر تنظيم “الدولة الإسلامية” 7 من عناصره خلال قصف جوي روسي واشتباكات مع قوات النظام ضمن البادية السورية.
وبلغت حصيلة القتلى خلال العمليات العسكرية ضمن البادية السورية وفقاً لتوثيقات المرصد السوري 360 قتيلاً منذ مطلع العام 2022، هم: 152 من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” قتلوا باستهدافات جوية روسية طالت مناطق يتوارون فيها في مناطق متفرقة من بادية حمص والسويداء وحماة والرقة ودير الزور وحلب، و 208 من قوات النظام والميليشيات الموالية لها، من ضمنهم 17 من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات سورية وغير سورية، قتلوا في 80 عملية لعناصر التنظيم ضمن مناطق متفرقة من البادية، تمت عبر كمائن وهجمات مسلحة وتفجيرات في غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص والسويداء وحماة وحلب، بالإضافة لمقتل 4 مواطنين بهجمات التنظيم في البادية.

وشهدت محافظة درعا في الجنوب السوري، تصاعداً لافتاً بنشاط عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” والخلايا التابعة للتنظيم المنتشرين بمناطق متفرقة من المحافظة، لعل مدينة جاسم بالريف الشمالي أبرزها، وهو ما دفع بفصائل محلية في الثلث الثاني من شهر تشرين الأول لشن حملة أمنية ضدهم، ليكشر التنظيم عن أنيابه ويتبع سياسته المعهودة بالتفجيرات الانتحارية، ففي 14 تشرين الأول قتل 3 من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” بعد أن فجر أحدهم نفسه بالمنزل الذين يتحصنون ضمنه في جاسم حينها عقب محاصرتهم، وفي 17 تشرين الأول قتل 3 من عناصر التنظيم بتفجير انتحاري مماثل داخل منزل يتحصنون به كانوا في المدينة ذاتها ومن ضمنها عناصر غير سورية، أما آخر التفجيرات فكان مساء أمس الجمعة، حين دخل شخص من تنظيم “الدولة الإسلامية” يرتدي حزاماً ناسفاً إلى منزل يضم مجموعة القيادات السابقات بالفصائل في منطقة درعا البلد في مدينة درعا، وفجر نفسه بهم، الأمر الذي أدى لمقتله ومقتل 3 من القيادات السابقة.
وبالمجمل بلغت حصيلة التفجيرات الانتحارية في درعا خلال الشهر 3، كما خسر التنظيم 8 من عناصره من جنسيات سورية وعراقية، بالتفجيرات ذاتها وباشتباكات واستهدافات في مدينة جاسم وبريف درعا الغربي وبمنطقة درعا البلد في مدينة درعا، وهو ما يدل على عودة كبيرة للتنظيم وتوسيع دائرة نشاطه لمناطق جديدة ضمن الأراضي السورية، كذلك تشير أصابع الاتهام إلى أن تنظيم “الدولة الإسلامية” هو من يقف خلف تفجير حافلة مبيت عسكرية تابعة للفرقة الرابعة ضمن قوات النظام بتاريخ 13 تشرين الأول الجاري، حيث كانت عبوة ناسفة انفجرت بالحافلة على طريق الصبورة بريف دمشق الأمر الذي أدى لمقتل 24 من الفرقة الرابعة.

المختطفون لدى التنظيم.. شهر جديد والتجاهل مستمر حول مصيرهم
على الرغم من انقضاء نحو 43 شهرا على الإعلان الرسمي للتحالف الدولي بالقضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” كقوة مسيطرة شرق نهر الفرات، وبرغم التطورات التي جرت على مدار الفترة الماضية، فإن الصمت لا يزال متواصلا من قبل جميع الأطراف حول قضية المختطفين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” دون تقديم أي إجابة عن مصير آلاف المختطفين، حيث تتواصل المخاوف على حياة ومصير المختطفين ومنهم الأب باولو داولوليو والمطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي، وعبدالله الخليل وصحفي بريطاني وصحفي سكاي نيوز وصحفيين آخرين، إضافة لمئات المختطفين من أبناء منطقة عين العرب (كوباني) وعفرين، بالإضافة لأبناء دير الزور.

وعلى ضوء التطورات المتلاحقة فيما يتعلق بتنظيم “الدولة الإسلامية” ونشاطه الكبير، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مطالبته لمجلس الأمن الدولي بإحالة ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سورية إلى محكمة الجنايات الدولية، لينال قتلة الشعب السوري عقابهم مع آمريهم ومحرضيهم.
كما يشير “المرصد السوري” إلى أنه سبق وأن أشار مراراً وتكراراً أن تنظيم “الدولة الإسلامية” لم ينتهي وجوده في سورية في آذار/مارس 2019، بل ما جرى هو إنهاء سيطرته على مناطق مأهولة بالسكان، بينما لايزال التنظيم يواصل عملياته في مناطق واسعة من الأراضي السورية ويوجه رسائل إلى العالم أجمع بأنه لم يفقد قوته ولم تستطع قوات النظام وروسيا ولا التحالف وقسد بالحد من نشاطه على الرغم من الحملات الأمنية المتكررة.
كما يشير المرصد السوري أنه سبق وحذر قبل إعلان التنظيم عن “دولة خلافته” في سورية والعراق، بأن هذا التنظيم لم يهدف إلى العمل من أجل مصلحة الشعب السوري، وإنما زاد من قتل السوريين ومن المواطنين من أبناء هذا الشعب الذي شرد واستشهد وجرح منه الملايين، حيث عمد تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى تجنيد الأطفال فيما يعرف بـ”أشبال الخلافة”، والسيطرة على ثروات الشعب السوري وتسخيرها من أجل العمل على بناء “خلافته”، من خلال البوابات المفتوحة ذهاباً وإياباً مع إحدى دول الجوار السوري.