الطائرات الروسية تحمل الموت وتلاحق السوريين لترفع عدد المدنيين الشهداء الذين قتلتهم لنحو 6500 بينهم ما يقرب من 2570 طفلاً ومواطنة

19

يتواصل القتل والتقتيل بحق أبناء الشعب السوري، حيث لا ذريعة إلا “محاربة تنظيم الدولة الإسلامية والتنظيمات الجهادية”، والغطاء هو “تحرير المدنيين من أيدي الإرهابيين”، فكان المدنيون هم الضحية، إذ استهدفتهم الطائرات الحربية في مساكنهم، وعند نزوحهم، وبعد نزوحهم حيث خيامهم التي قطنوها في بوادي سورية، واستهدفت الطائرات الروسية بمزيد من الضربات مناطق في المدن والبلدات والقرى السورية، ما أوقع خسائر بشرية من المدنيين، من شهداء وجرحى، خلال مساندتها لقوات النظام في توسعة نطاق سيطرتها داخل الأراضي السورية والتي وصلت إلى إلى 103218 كلم مربع بنسبة 55.8% من الأراضي السورية

واستكمل اليوم الـ 30 من كانون الأول / ديسمبر الجاري من العام 2017، الشهر الثالث من العام الثالث على بدء القوات الروسية وطائراتها، مشاركتها في العمليات العسكرية على الأراضي السورية، هذه المشاركة التي مكّنت النظام من معاودة تحقيق تقدم واسع داخل الأراضي السورية، على حساب الفصائل المقاتلة والإسلامية وعلى حساب تنظيم “الدولة الإسلامية”، واستمرت روسيا بالإخفاق في الظهور كداعية سلام، بل بدت محاولاتها مغموسة بالدم السوري، واستمرت روسيا بتوقيع الهدن باليد الأولى، وقتل المدنيين باليد الأخرى، فلم تسلم المناطق السورية ضمن مناطق الهدنة وخارجها، من ضربات نفذتها طائراتها على مناطق سورية، لتوقع آلاف الشهداء المدنيين والجرحى خلال 27 شهراً من مشاركتها في العمليات العسكرية المباشرة داخل الأراضي السورية، منذ بدء ضرباتها في الـ 30 من أيلول / سبتمبر من العام 2015، وحتى اليوم الـ 30 من كانون الأول / ديسمبر الجاري من العام 2017، حيث تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق استشهاد ومقتل 15409 مواطن مدني ومقاتل من الفصائل الإسلامية والمقاتلة وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وتنظيم “الدولة الإسلامية”، ممن قضوا في آلاف الضربات الجوية التي استهدفت عدة محافظات سورية، ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان 259 مدنياً من ضمنهم 74 طفلاً و46 مواطنة ممن استشهدوا خلال الفترة الممتدة بين الـ 30 من تشرين الثاني / نوفمبر والـ 30 من كانون الأول / ديسمبر الجاري من العام 2017، جراء الضربات الجوية الروسية.

وتوزع المجموع العام للخسائر البشرية خلال 27 شهراً من القصف الروسي على الشكل التالي:: 1595 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و974 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، و3917 رجلاً وفتى، إضافة لـ 4726 عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، و4197 مقاتل من الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة فتح الشام والحزب الإسلامي التركستاني ومقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية.

جدير بالذكر فإن روسيا استخدمت خلال ضرباتها الجوية مادة “Thermite”، والتي تتألف من بودرة الألمنيوم وأكسيد الحديد، وتتسبب في حروق لكونها تواصل اشتعالها لنحو 180 ثانية، حيث أن هذه المادة تتواجد داخل القنابل التي استخدمتها الطائرات الروسية خلال الأسابيع الأخيرة في قصف الأراضي السورية، وهي قنابل عنقودية حارقة من نوع “”RBK-500 ZAB 2.5 SM”” تزن نحو 500 كلغ، تلقى من الطائرات العسكرية، وتحمل قنيبلات صغيرة الحجم مضادة للأفراد والآليات، من نوع ((AO 2.5 RTM)) يصل عددها ما بين 50 – 110 قنيبلة، محشوة بمادة “Thermite”، التي تتشظى منها عند استخدامها في القصف، بحيث يبلغ مدى القنبلة المضادة للأفراد والآليات من 20 – 30 متر.

إننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان، لا نزال نرى روسيا الاتحادية -العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، مستمرة في قتل المدنيين السوريين، رغم استمرار الطرف الروسي في إطلاق الادعاءات والأكاذيب الروسية المتواصلة حول عدم قتل طائراته وضرباته الصاروخية للمدنيين، وسط استمرار المجتمع الدولي في صمته وصمِّه لآذانه، والتعامي عن هذه المجازر والجرائم المرتكبة بحق المواطنين من أبناء الشعب السوري، من قبل روسيا، والتي تنفذها بذريعة محاربة “الإرهاب”، في الوقت الذي لم يخرج عن المجتمع الدولي سوى تنديدات إعلامية منه ومن مبعوثه الأممي إلى سوريا عن الجرائم المتواصلة بحق أبناء الشعب السوري، كما نجدد في المرصد السوري لحقوق الإنسان، إدانتنا الشديدة لاستمرار قتل المدنيين في سوريا، وندعو مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، للعمل بشكل أكثر جدية، لوقف القتل اليومي بحق المواطنين السوريين الراغبين في الوصول إلى دولة الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة.