العاصمة دمشق تدخل اليوم الثالث من المعارك العنيفة على أسوارها والفصائل تعاود مرحلة جديدة من الهجوم مع قصف جنوني من النظام وطائراته

27

علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المعارك العنيفة تجددت فجر اليوم في محاور المعامل وكراش والكهرباء ومحيط السيرونكس بحي جوبر وأطرافه، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية من هيئة تحرير الشام وفيلق الرحمن وجيش الإسلام وحركة أحرار الشام الإسلامية من جهة أخرى، إثر هجوم جديد للأخير في المنطقة، وسط سماع دوي انفجار عنيف لم يعلم حتى اللحظة فيما إذا كان ناجماً عن تفجير الفصائل مفخخة بالمنطقة، أم أن مصدره القصف الجوي والصاروخي المكثف، حيث تترافق الاشتباكات مع تنفيذ طائرات حربية غارات على محاور القتال بالإضافة للقصف الصاروخي المتبادل والعنيف بين الطرفين، كما استهدفت قوات النظام بأكثر من 110 قذيفة وصاروخ يعتقد أنه من نوع أرض – أرض، مناطق في حي جوبر، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.

هذا الهجوم يأتي في محاولة من الفصائل معاودة التقدم في المنطقة، واستعادة السيطرة على المناطق والمواقع والمباني التي خسرتها الفصائل، خلال الهجوم المعاكس الذي نفذته قوات النظام منذ ليل أمس الأول الـ 19 من آذار / مارس الجاري، والذي تمكنت فيه قوات النظام والمسلحين الموالين لها من استعادة المنطقة الواقعة بين كراجات العباسيين وجوبر، بالإضافة لاستعادة معامل ومواقع ونقاط في المنطقة الصناعية الفاصلة بين مناطق سيطرة الفصائل في حي جوبر ومناطق سيطرتها في حي القابون، فيما أسفر الـ 48 ساعة الفائتة عن سقوط خسائر بشرية كبيرة في صفوف الطرفين، حيث ارتفع إلى 38 على الأقل عدد عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها ممن قتلوا في معارك دمشق وتفجير المفخخات والقصف من قبل الفصائل، فيما ارتفع إلى 34 على الأقل عدد مقاتلي الفصائل الذين قضوا في هذه المعارك من ضمنهم اثنان فجرا نفسيهما بعربتين مففخختين أحدهما من جنسية خليجية، ومعلومات عن وجود مزيد من القتلى والخسائر البشرية في صفوف الطرفين.

وفي سياق متصل سقطت عدة قذائف صاروخية صباح اليوم على أماكن في محيط كلية الزراعة ومحيط نادي الضباط بحي مساكن برزة وحيي العباسين والتجارة ومنطقتي الكباس وجرمانا، كذلك سقط رصاص متفجر على مناطق في أحياء العباسين والتجارة ومساكن برزة، ولم ترد حتى اللحظة معلومات عن الخسائر البشرية.

فيما جاءت معركة دمشق التي بدأت أول أمس، بعد 17 يوماً من فشل واحدة من أكبر العمليات العسكرية التي كانت ستشهدها العاصمة، إثر تحضر الفصائل لتنفيذ هجوم من محور برزة نحو داخل مدينة دمشق، قبل أن يعمد لواء عامل في برزة لإفشال الهجوم عبر إبلاغ حواجز النظام بوجود آلاف المقاتلين داخل الحي متحضرين لبدء عمليتهم، حيث كان المرصد السوري لحقوق الإنسان حصل في الثاني من آذار / مارس من العام الجاري 2017، على معلومات من عدة مصادر موثوقة، أكدت للمرصد أن لواءاً مقاتلاً ينشط في حي برزة الدمشقي، عمد إلى إفشال عملية واسعة متجهة إلى داخل العاصمة دمشق، وفي التفاصيل التي أُبلغ بها المرصد السوري، فإن حي برزة الدمشقي الواقع في الأطراف الشرقية للعاصمة، شهد اليوم استنفاراً لمقاتلي هذا اللواء، بالتزامن مع استنفار لحواجز قوات النظام المحيطة بالحي، على خلفية إبلاغ قسم من مقاتلي اللواء لحواجز النظام، بوجود تحرك لفصائل إسلامية من أبرزها هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام وجيش الإسلام، لتنفيذ عمل عسكري كبير، يتخذ من برزة نقطة انطلاق له، حيث سيقوم مقاتلو هذه الفصائل الذين جرى تهيئتهم مسبقاً لهذه العملية، بالتحرك من حي برزة، والالتفاف على الحواجز المحيطة ببرزة والتي يتمركز عليها عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ومن ثم سيهاجمون بغية التقدم إلى داخل العاصمة دمشق، وأكدت المصادر للمرصد، أن العمل العسكري للفصائل كان من المقرر أن ينطلق صباح اليوم، ومع دخول آلاف المقاتلين إلى حي برزة، عمد مقاتلون من اللواء العامل في برزة والذي دخل في “مصالحة” مع النظام منذ العام 2014، ويتمركز مقاتلون منه في حواجز مشتركة مع النظام، بمحيط حي برزة، عمدوا إلى إبلاغ حواجز النظام بوجود عمل عسكري في الحي نحو العاصمة دمشق وبتفاصيله، ليبدأ استنفار حواجز النظام في محيط برزة، بالإضافة لاعتلاء قناصة هذا اللواء أسطح المباني ورصده لكافة الشوارع والمحاور الرئيسية في حي برزة، في حين أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان حينها أن مجموعات من اللواء المقاتل العامل في برزة، كانت موافقة على هذا العمل، بيد أن مجموعات أخرى غير موافقة على هذا العمل، عمدت لإبلاغ النظام بوجود عمل عسكري يهدف لتنفيذ هجوم واسع والدخول إلى العاصمة دمشق، فيما قدر عدد المقاتلين المجهزين للعملية والذين دخلوا إلى الحي بنحو 5 آلاف مقاتل من الفصائل الإسلامية، وأشارت المصادر الموثوقة، أن هذه هي المرة الثانية التي يقوم بها هذا اللواء العامل في حي برزة، بإفشال عمل واسع كان يهدف لدخول ضاحية الأسد والسيطرة عليها مع تمكن جيش الإسلام من السيطرة على مرتفعات قريبة من الضاحية وبأطراف غوطة دمشق الشرقية.