العبادي لن يسمح للحشد الشعبي بعبور الحدود إلى سوريا

17

يبدو أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يولي أهمية خاصة للرد على بعض الأصوات الصادرة من قيادات في «الحشد الشعبي»، وتطالب بملاحقة عناصر «داعش» داخل الأراضي السورية، إذ افتتح العبادي مؤتمره الصحافي الأسبوعي أول من أمس، بالحديث عن تأمين الحدود العراقية المشتركة مع سوريا، مشددا على أن العراق بصدد السيطرة على الحدود لمنع الإرهابين من دخول العراق، وقال العبادي في لهجة حاسمة: «لن نسمح لأي أحد بتجاوز الحدود وهّمنا حماية حدود العراق».

في غضون ذلك، أعلن مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون التحالف الدولي بريت ماكغورك، أن العاصمة الأميركية واشنطن ستنظم الشهر المقبل مؤتمرا يحضره العراق إلى جانب ممثلين عن الدول المشاركة في التحالف الدولي للحرب ضد «داعش»، لمناقشة عملية إعادة الاستقرار والبناء للمناطق التي كانت خاضعة لسيطرة «داعش».

ويرى مراقبون أن تصريحات العبادي المتكررة بشأن رفضه مسألة عبور القوات العراقية العبور إلى الأراضي السورية لملاحقة عناصر «داعش»، تأتي في سياق عدم قبوله بتصريحات أدلى بها في وقت سابق نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وقال فيها: «سنتابع الإرهاب إذا كان خارج العراق».

من جانبه، أكد مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون التحالف الدولي بريت ماكغورك، الموقف «الثابت» من قوات الحشد الشعبي، معتبرا «أن التحالف الدولي يساند القوات التي تعمل تحت إمرة رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، ولا يتعامل مع الجماعات الخارجة عن هيكلية القوات العراقية، وأي جماعة خارج هذا التوصيف فإنها من مسؤولية الحكومة العراقية».

وكشف ماكغورك خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة الأميركية في بغداد أمس، عن اجتماع في يوليو (تموز) المقبل في العاصمة واشنطن بحضور ممثلين عن جميع دول التحالف وممثلين عن البنك الدولي ومنظمات أممية إلى جانب العراق، لمناقشة خطط عملية الإعمار والاستقرار إلى المناطق المتحررة من قبضة تنظيم داعش. وقال المبعوث الأميركي إن بلاده تقدم الدعم الكامل للحكومة العراقية في حربها ضد إرهاب «داعش» وأشاد بشجاعة القوات العراقية، معتبرا أنها «تخوض معركة مصيرية ضد الإرهاب نيابة عن العالم».

وذكر ماكغورك أن اجتماعات طويلة دارت في اليومين الماضيين، بينه وبين رئيس الوزراء حيدر العبادي من جهة، وبين العبادي وقائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال جوزيف فوتيل من جهة أخرى، بهدف «تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع العراق والتحدث حول مرحلة ما بعد (داعش)».

وأشار إلى أن مهمة التحالف الدولي هزيمة «داعش» وليس شيئا آخر، وفي إطار هذا المسعى «قمنا بمساعدة العراقيين عبر تنظيف نحو 41 ألف كيلو متر من الألغام، والمساعدة في عودة نحو مليون و800 ألف نازح إلى ديار».

ولم يعط المبعوث الأميركي إجابة محددة بشأن سؤال عن الاحتكاكات التي تحدث بين فترة وأخرى، بين قوات البيشمركة الكردية وقوات الحشد الشعبي، لكنه قال: «شاهدت بعيني التعاون بين القوات الأمنية العراقية وقوات البيشمركة، نحن ندعم حكومتي أربيل وبغداد، ونريد لروح التعاون بين الجانبين أن تستمر».

وأجاب مبعوث الرئيس الأميركي عن سؤال بشأن ما حدث في مدينة الرقة السورية في اليومين الأخيرين قائلا: «أمس انطلقت رسميا عملية تحرير الرقة، ستكون المعركة طويلة وتشبه معركة الموصل، لدينا موطئ قدم هناك ونعمل مع قوات سوريا الديمقراطية، هزيمة (داعش) في عاصمته ضرورية جدا»، مضيفا: «(داعش) خسر جزءا من الرقة، وسوف تتسارع الحملة ضده، أوضاع الرقة شبيهة بأوضاع الموصل، لدينا مائتا ألف نازح حول الرقة، نقوم بمساعدتهم وتوفير الغذاء لهم».

إلى ذلك، قتل تسعة أشخاص بينهم أطفال في تفجير انتحاري بحزام ناسف مساء الثلاثاء استهدف مدنيين في وسط بلدة هيت بغرب العراق، وفق ما أفادت مصادر رسمية أمس. وقال ضابط برتبة مقدم في شرطة الأنبار لوكالة الصحافة الفرنسية: «استهدف انتحاري يرتدي حزاما ناسفا تجمعا لأطفال وفتيان وسط قضاء هيت» غرب مدينة الرمادي (مائة كلم غرب بغداد). وأكد رئيس مجلس قضاء هيت محمد المحمدي لوكالة الصحافة الفرنسية أمس، أن حصيلة التفجير الانتحاري تسعة قتلى بينهم أطفال، فيما أصيبت امرأتان بجروح.

وأشار إلى أن الانتحاري «كان ملاحقا من القوات الأمنية وحاول الاختباء في أحد المنازل في منطقة الجري وسط هيت، وقام باستدعاء مجموعة من الأطفال في الشارع وفجر نفسه بهم». وأكد مصدر طبي في مستشفى هيت «وصول تسع جثث بينها سبع لأشقاء سقطوا جراء التفجير»، مشيرا إلى أن «بين الضحايا ستة أطفال أعمارهم أقل من عشر سنوات». وتشهد محافظة الأنبار، والرمادي كبرى مدنها، التي تشترك في حدود مع سوريا، هجمات متكررة غالبا ما يعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها. وتأتي هذه الهجمات في وقت تخوض القوات العراقية معارك ضارية لاستعادة ما تبقى من الأحياء الغربية لمدينة الموصل، المعقل الرئيسي لـ«داعش» في العراق.

المصدر: الشرق الاوسط