العميد المنشق أحمد رحال: المعارضة صارت عاملا محبطا ومخربا لنجاح الثورة السورية.. والكذبة الكبرى حين تمّ إيهامنا إن الغرب يسعى للديمقراطية والحرية

89

يرى معارضون أن الحرب السورية بكل مآسيها قد عرت المؤامرة الكبرى التي تحاك بالمنطقة ككل وقد شكلت الوسم الأهم الذي طبع بداية هذه الألفية الثالثة بطابعها الذي سيظل مرتبطا بها، وبرغم هذا الدمار والمؤامرة لم تتمكن كل القوى المتدخلة من إيقاف نزيف الصراع وإجبار الأطراف المتصارعة على قبول الحلول الدولية المقترحة وأبرزها القرار الأممي 2254، في وقت لا تزال فيه المعارضة تتهم النظام بالعرقلة وهو يستعد لإجراء انتخاباته الرئاسية في جو سياسي مشحون وصعب وغير مستقر..
ويرى العميد المنشق أحمد رحال في حوار مع المرصد السوري لحقوق الانسان، أن سياسة أمريكا في سورية واضحة، حيث إنها تسعى إلى إطالة أمد الأزمة وهي تستمتع بالحرب بين حلفائها في سورية التي اصبحت ساحة استنزاف دولية.

س-تحدثت منذ فترة عن شحنة مخدرات كبيرة انطلقت من سورية إلى تركيا ومن ثم إلى السعودية وأثار نداؤك ضجة واسعة، ما القصة؟

ج-نناقش الموضوع من باب أن إيران وحزب الله ونظام الأسد وكل أذرعهم وبفتاوى من عمائم طهران اعتبرت أن قتل العدو بالمخدرات هو وسيلة حرب وأن المخدرات هي البديل عن التضييق المالي الذي يمارس على إيران وأذرعها، لتصبح المخدرات عبارة عن الرافد ومصدر الدخل الأساسي لتمويل الحكومة الإيرانية وحزب الله ونظام الأسد، وبالتالي رأينا الانفلات الكبير الذي حدث حيث نقل حزب الله كل مصانع المخدرات وأعمال نوح زعيتر وحسن دقو إلى القلمون السوري ليصبح الأخير مركز أكبر المصانع لتحضير المخدرات يشارك فيها النظام السوري عبر الفرقة الرابعة أو علي خضير مدير أعمال زوجة الأسد، وأصبح لهم كم هائل من الإنتاج لتبدأ عملية التصريف والتوزيع، وكنا قد نبّهنا حين تم فتح معبر نصيب مع الأردن وقلنا إنه وضع تحت سلطة الأسد، يعني تحت سلطة حزب الله وإيران هما من استلماه أمنيا ليتم تسريب كميات من المخدرات إلى الأردن التي أغلقت معابر متعددة ومنعت عبور الشاحنات اللبنانية وأصبح التهريب عن طريق مسالك ومعابر أخرى، ورأينا صفقات وصلت إلى إيطاليا إحداها بلغت قيمتها مليار دولار وأخرى تم إحباطها في قبرص وأربع صفقات أرسلت إلى مصر إحداها لرامي مخلوف، وتم استخدام حفارات الآبار التي تتجه إلى الخليج من سورية والتي تمت تعبئة أسلاكها التي يبلغ طولها 500 متر، أيضا تحدثنا منذ فترة عن السفينة التي أرسلت إلى السعودية عبر تركيا.
-يتم استخدان مناطق ومسالك مختلفة لتضييع مصدر بلد الشحن وبالتالي أصبحت المخدرات مصدر تمويل للنظام وحلفائه.. وفي عالم التهريب يقال إنه حين يتم إحباط صفقة تكون تسع صفقات قد مرت، قد أصبحت سورية ولبنان من أكبر الدول في العالم التي تصنع مواد مخدرة لها آثار كارثية على المستوى الإجتماعي والصحي والإقتصادي والأمني.
– وهنا ننبه العالم إلى خطورة استمرار النظامين السوري والإيراني.

س- أكدت سابقا أن هناك تراجعا عن الاهتمام بالملف السوري، غربيا وإقليميا.. برأيك ما أسباب هذا التراجع وهل يعني ذلك قبول بالوضع الحالي؟

ج- بالتأكيد، عشر سنوات ألقت بظلالها على الملف السوري وأصبح هناك نوع من اليأس وعدم الاهتمام، وأيضا بسبب دخول ملفات أخرى على الخط كالاتفاق النووي الإيراني الأمريكي وجائحة كورونا.. البحث عن حل في سورية سابقا كان لإرضاء الدول المهتمة بالشأن السوري كإيران أو أمريكا أو السعودية أو تركيا أو روسيا، أما اليوم فهذه الدول أصبحت متمركزة في سورية ولا تنتظر الحل من الخارج، كل دولة تدخلت في سورية فرضت نفوذها في هذه المنطقة أو تلك واحتلتها وحققت مصالحها كإيران التي سيطرت على مفاصل الدولة السورية بالجيش والوزارات وبمراكز التصنيع والبحث العلمي ومقرات قيادة الفرق والقيادات العسكرية والقواعد الجوية.. وقد تحدث ظريف في آخر زيارة له إلى سورية عن إحياء مشروع ربط السكة الحديدة بين طهران والمتوسط، روسيا أيضا حققت ما تريد وتركيا كذلك أخذت الشريط الحدودي الذي تريده، في حين تحتل أمريكا الشمال السوري وتسيطر على الحقول النفطية، إسرائيل أيضا موجودة بجيوبها المتنوعة.. كل هذه الدول لم تعد تنتظر الحلّ بعد أن حققت أهدافها الاستراتيجية والعسكرية والاقتصادية، تمتعت بامتيازاتها ولا أحد يهتم اليوم بأوضاع الشعب السوري ومعاناته، بينما النظام لا يهتم بدخول كل هذه الجيوش إلى سورية واحتلالها، المهم بالنسبة إليه أن يبقى في السلطة ولو كان على مساحة متر مربع، وأمام هذه الواقع لم يعد هناك عملية ضغط ولا عقوبات لفرض الحل السياسي في سورية، هناك فقط ضغط اجتماعي في الداخل في مناطق النظام نتيجة الأزمة الاقتصادية وبعد تجويع الشعب وتفقيره.
– واهتمام الأوروبيين يتركز على منع تدفق لاجئين آخرين ويخشون حمل أعباء أخرى ويخافون أيضا من تسلل التنظيمات المتطرفة إلى دولهم واستهداف أمنهم القومي، أما مآسي للشعب السوري فأصبحت خارج اهتماماتهم وفي طيات النسيان بالنسبة لهم.

س-لا يوجد في جعبة أمريكا غير العقوبات والضغوطات على النظام في حين لم تتحرك لفرض الحل السياسي السلمي على أساس القرارات الأممية التي تقبلها المعارضة التي عبرت عن استعدادها للانخراط فيها والجلوس مع النظام للحل.. لماذا لم تتحرك واشنطن فعليا إلى اليوم باستثناء تدخلها لاستغلال النفط بشمال سورية؟

ج- بالنسبة لأمريكا والغرب عموما، هناك كذبة كبرى صدقناها وهي أن هذا المجتمع الدولي والغرب يسعى للحرية والعدالة والمساواة وإقرار الديمقراطية.. الولايات المتحدة الأمريكية بقناعتي يخطئ من يظن أنه لا وجود لإستراتيجية لها في سورية، نتذكر كلام روبرت فرود عام2012حين قال لا حظر جوي ولا تدخل عسكري ولا سلاح نوعي، وهذا الكلام تم تنفيذه، وكلنا نعلم أنه بدون الحظر الجوي لن يسقط النظام، وبدون هذه الشروط الثلاثة لن يسقط النظام الحال وحلفاؤه، والأسحلة الكيميائية في سورية حين يستخدمها النظام لا تجد متابعة، وحين استخدم الكيمائي صادروا السلاح وتركوا المجرم طليقا، وبالتالي أمريكا تعبتر سورية ساحة استنزاف، تستنزف فيها الروسي وحزب الله والإيراني والحشد الشعبي، وبالمنطق الأمريكي أعداء الولايات المتحدة يقومون بتصفية بعضهم البعض في سورية، فلماذا إذن تتدخل لإيقاف النزف والحرب؟.. تركتهم يتقاتلون لمصلحتها ومصلحة إسرائيل، وأمام هذا الواقع وضعت 1200 جندي في الشمال وظلت تقول إن الحل بيدها وهذا حقيقي لو أرادت إنهاء الصراع لأنهته منذ سنوات،وهي قادرة على فرض الحل.
– لم يعد هناك اهتمام غربي أو إقليمي أو عربي بالملف السوري لأنه خلال عشر سنوات ملّ العالم وبالتالي هناك جمود، لكن هذا لا يعني القبول بأي حل، وهذا الجمود يعني أننا أوصلنا النظام وروسيا وإيران إلى مستنقعٍ لا يستطيعون الخروج منه، فكلفة إعمار سورية تقدر بـ 600 مليار دولار، كما أن الاستقرار في المنطقة يحتاج إلى حل سياسي. وبالرغم ما قيل في الفترة الأخيرة عن جمود أمريكي وأوربي بالنسبة للملف السوري، لكنني أرى أن التصريحات ارتفعت، والتصريحات الأوروبية اليوم تتجاوز الموقف الأمريكي، وأمريكا لم تتراجع عن مواقفها، ونرى كيف تحاصر إيران وحزب الله ونظام الأسد. كما سيصدر قانون قيصر 2 ليزيد من الضغط والعقوبات. صحيح أن هناك جمودا لكنه جمود يقول إنكم في المستنقع وعليكم أن تخرجوا منه. وإذا أردتم الخروج منه يا روسيا وإيران ونظام الأسد تعالوا لنجلس على طاولة المفاوضات ونطبق القرار 2254.

س- الجميع يعلم أن الشعب السوري انقسم إلى ثلاثة أجزاء، جزء في مثلث النظام وجزء في مثلث المعارضة وآخر بين اللجوء والمهجر، ويستعد النظام لإجراء انتخابات قريبا.. ما مدى شرعيتها، علما أنك كنت قد وصفتها بـ”المسرحية”التي لن تغير من الواقع شيئا؟

ج- نعم، هذا هو تماما: اليوم الشعب السوري مقسم إلى ثلاثة أقسام: ثلث موجود عند النظام، وثلث موجود عند “المعارضة” بين هلالين تسمى مناطق محررة مع أني لا أعتقد أنها محررة، لأن الشبيحة التي تستلمها ليسوا ثوّارا ولا علاقة لهم بالثورة أمثال أبو عمشة وسيف أبو بكر وياسر عبد الرحيم وغيرهم، هم مثلهم مثل شبيحة الأسد مسلطون على رقاب الناس ويمارسون القتل والنهب والظلم على المواطن في شمال شرقي سورية، مثلما يمارس الأسد ظلمه على الموجودين بمناطقه، وثلث موجود في بلاد المهجر واللجوء.
– لا أرى في الإنتخابات شيئا سيئا، لأنها ستؤكد عزلة الأسد، فاليابان وأوروبا وأمريكا وكندا وأستراليا ومعظم الدول الغربية لا تعترف بها، وبالتالي ستؤكد عزلة النظام الذي لا يستطيع تأمين الأمن والاستقرار ولقمة الخبز والوقود والأدوية والرواتب، فهذا النظام يعزل نفسه بنفسه، من يدخل الانتخابات يجب أن يَعد الشعب السوري بشيء معين. فما هو الشيء الذي يستطيع بشار الأسد تقديمه؟.. إجراء الانتخابات مثلا؟ كل العالم يقول إنها مسرحية ونتائجها محسومة مسبقاً سواء أكان هناك مرشح أو اثنان أو ثلاثة… فاللعبة لم تعد تنطلي على أحد.
– نعرف جيدا كيف تكون الانتخابات عند عائلة الأسد ،لا أحد يفتح صناديق ولا أحد يحتسب الأصوات.. حافظ الأسد لم يكن يقبل إلا بـ 99.99 بالمائة، الانتخابات بالنسبة لهم لعبة، فهل استلم هو أو أبوه السلطة بالانتخابات؟.. أكيد لا،..كلها عبر الطائرات العسكرية وفرض الأمر الواقع، هي انتخابات لإرضاء إيران وروسيا وفنزويلا وكل من يدعمه.
-فقط كمعارضة نرى أن الانتخابات عبارة عن مسرحية، وكل المجتمع الدولي يشاطرنا هذه الرؤية.. فالنتائج محسومة ولكنهم يجلسون ليقرروا ما هي النسبة التي يجب أن يضعوها 70%، 80%، 68%.. النظام سيجري الانتخابات ضمن الثلث الموجود تحت سيطرته، وحتى هذا الثلث إذا اعتبرنا نصفه يحق له الانتخاب فهذا يعني أن بشار الأسد يجري الانتخابات بنسبة 16.5% فقط لا غير. هل هناك رئيس في العالم يصبح رئيساً بنسبة 16,5% من المقترعين؟. هذه الانتخابات تعري الأسد، وهي مسرحية لن تغير من الواقع شيئاً.
-في نقاشاتنا مع الروس لا يوجد شخص قد يضع صوتا ضد الأسد في مناطقه، لكن لا توجد أي قوة قادرة اليوم على فرض الحقّ، والمعارضة السورية لا تستطيع أن تقدم نفسها كممثل للشعب السوري.

س- المعارضة السورية لم تنجح في تقديم نفسها كبديل لماذا؟

ج-المعارضة التي فُرضت علينا ليست من أبناء هذا الشعب ولم تفرزها القواعد الأساسية من الشعب ،هي فرضت علينا من السفارات وأجهزة المخابرات ومن أجندات أجنية ومن “الإخوان” وغيرهم..
-معارضة لا تمثل الشعب السوري بكل أطيافه وبعيدة كل البعد عن أهدافه ومعاناته ، هؤلاء عندما وجدوا أنه لا قدرة لهم على استلام السلطة صاروا عاملا محبطا للثورة السورية وعاملا مخرّبا لنجاح الثورة.. هذا الائتلاف يبدل الطرابيش فيما بينهم .. نرى أيضا اللجنة الدستورية التي تيقن الشعب السوري كم أنها لن تفضي إلى أي حل، وكذلك الحال بالنسبة لأستانة وسوتشي وغيرهما، وعبر الشعب السوري عن رفضه الزعامات هناك وشلة أمراء الحرب وبالتالي المعارضة هي عامل أساسي لبقاء الأسد ودعم جيوبه من حيث لا تدري.

س-كنت من المساندين بقوة لتشكيل مجلس عسكري وقلت إنه الخيار الأفضل لفرض الحل في سورية..كيف يمكن تجميع مختلف أطياف المعارضة حول هذا المشروع؟

ج- طرح فكرة تشكيل مجلس عسكري انتقالي قبل أشهر كان مبادرة وحلا وسطا وخيارا آخر يمكن اللجوء إليه لأن الروس لديهم نقطتان لا يحبذون سماعهما، الأولى، كلمة انتصرت الثورة، والثانية، كلمة تغيير الأنظمة بطرق غير دستورية، وبالتالي نحن قدمنا خيار المجلس العسكري، ولا يوجد فيه منتصر أو مهزوم، وهو وسيلة شرعية لتغيير الأنظمة، لكن لم نرَ تشجيعاً دولياً لدعم المشروع لأنه خيار يضغط على نظام الأسد والروس، والروس هم الأكثر إحراجاً من هذا الطرح، لكن أعتقد أنه في يوم من الأيام سيتم العودة إلى هذا الخيار وستراه الدول المخرج الوحيد الموجود أمامها. لننظر إلى ما حدث في السودان وليبيا، العسكر هم الذين يحلحلون الأمور في الأخير، وهذا لا يعني أن يستلموا (العسكر) السلطة.
– فكرة المجلس العسكري طرحها الأستاذ جمال سليمان وكنت على تواصل وتشاور معه، وجدنا أن فكرة المجلس العسكري الدولي تخدم القرار2254 وتحقق شرطين أولهما هو وسيلة دستورية لتغيير السلطة في سورية وثانيهما باعتباره شراكة بيننا وبين النظام وبالتالي من هذا الباب طرحنا الفكرة على الجنرال زورين مستشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.. فكرة الأخ سليمان طرحت بشكل شخصي ولا تمثل منصة القاهرة ولا منصة موسكو، والعميد مناف كان على تواصل معنا بهذا الخصوص وطرحنا على الروس الحل كمخرج وخيار آخر يمكن مناقشته ويمكن من خلاله إيقاف ماكينة القتل والدم وإنهاء مأساة شعبنا المستمرة، شعبنا تشرد وجاع وتعب، كل السوريين الموجودين في كل المناطق من النظام إلى المعارضة كلهم أبناؤنا ولا نسمح بقتلهم وتجويعهم .
-طرحنا على الروس الفكرة بطريقة ديمقراطية، لم يؤخذ بها إلى اليوم لكن أعتقد أن الروس بمرحلة المكابرة واليوم يخسرون أمام الايراني ومناطق الداخل أغلبها بيد إيران، اليوم يخسر الروسي وتقلص نفوذه وقدراته على الحل، وأخبرت الروس بأن خطهم ينحدر نحو الأسفل، لكن الروس بعقلية الدب الروسي يكابرون ويصرون والوقت يمر بسرعة.
-لايمكن أن نظل بهذا الوضع وملايين السوريين يموتون جوعا وفقرا فقط ليبقى الأسد بكرسيه، هذا وضع مرفوض قطعا، والتاريخ سيحاسب كل المتورطين في الجرائم التي تمارتكابها في حق سورية، هذا الطريق مؤد إلى كارثة لروسيا قبل سورية.

س-لجأت أنقرة مؤخرا إلى الإعلان عن سياسة انفتاحية تصالحية مع دول المنطقة وهذا لا بد أن يشمل الجميع ودون استثناء لأن الاصطفافات والتوازنات القائمة في العامين الأخيرين والتي بنيت على أساس الصراع كادت تجعلها في عزلة.. برأيك هل كم الممكن أن يشمل هذا التحول الملف السوري؟

ج- أعتقد أن تركيا أصابت عندما قامت بإعادة ترتيب الأوراق والاصطفافات، اليوم لا يمكن لتركيا أن تعمل منفصلة بخط واضح عن أي توافق مع مصالح مصر والخليج واليونان وأوروبا، وبالتالي إعادة التموضع التركي خطوة إيجابية في الوقت الصحيح،واليوم الإدارة الأمريكية الجديدة ليست على ود مع تركيا وليست على ود كبير مع بعض دول الخليج وبالتالي أعتقد أن إقامة تنسيق جديد قطري مصري سعودي إماراتي تركي إذا نجح فسيكون قادرا على وقف التدهور في المنطقة ويشكل قوة إقليمية عربية إسلامية قادرة على أن يكون لها قرار في المنطقة.. المنطقة اليوم متشظية يسيطر عليها مشروعان إسرائيلي وإيراني، تركيا بأخطائها التي ارتكبتها سابقا تأخرت وعادت إلى الخلف، واليوم القراءة الجديدة والانفتاح الجديد من الرئاسة التركية يُعدّان خطوة في الاتجاه الصحيح حيث استدركت الأمر قبل أن يصبح كارثة .. أتمنى أن يكون هنا الإنفتاح المصري التركي حقيقيا وخصوصا بعد انتهاء محطات “الاخوان”..
اليوم إذا تمكنت زيارة أوغلو إلى السعودية من فك البرود في العلاقات بين الرياض وأنقرة فستكون خطوة ايجابية تليها خطوة مع الإمارات وغيرها.. تركيا لم تستفد من منصات “الإخوان” التي كانت متمركزة بها، بل أضرت بها أيما ضرر.

س-يعتبر معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية الوحيد المفتوح لإدخال المساعدات الإنسانية وهو مهدد بالاغلاق، مع الضغط الروسي لتعزيز سلطة النظام من جانب والضغط على المعارضة من جانب آخر وربما فرض تنازلات على أطراف مختلفة.. ماتعليقك على تسييس ملف المساعدات الإنسانية وهل ترى أن ذلك متاجرة لتحقيق نصرٍ ما قبل الانتخابات ؟

ج- بالنسبة للمعابر ، كان هناك خمسة معابر وكلها اغلقتها روسيا وظل فقط معبر باب الهوى من الحدود التركية، الغريب في الأمر كيف تقول روسيا إنها تحارب الإرهاب وتغلق كل المعابر وتترك المعبر الوحيد الذي يعتبر تحت تصرف “القاعدة” والذي يدر عليها ملايين الدولارات توظفها في التسليح وعملية قتل الشعب السوري، طبعا روسيا تستخدم غلق المعابر للتضييق والضغط على المجتمع الدولي حتى يتم التعامل مع نظام الأسد، اليوم 80-85 بالمائة من الإغاثة التي تقدمها الأمم المتحدة تذهب إلى الأسد ومناطقه، النظام يقوم بتقديم تلك المساعدات للشبيحة التي تبيعها في السوق السوداء.
-الإغاثة يتمتع بها المرتزقة وتبيعها الدولة في السوق للشعب السوري الجائع وقد وثقت ذلك بالصور وأرسلت صورا إلى المسؤولين عن المؤونة وكيف تباع بالسوق السوداء، ورد الأسد بأنه تم القيام بحملة أمنية وتم القبض على سارقي المؤونة، وهذا غير صحيح لأن هؤلاء التجار أكدوا أنهم يشترونها من النظام، وبالتالي الروس يظنون أن غلق المعابر به ضغط لفرض شروطهم، لكن المجتمع الدول لا يهمه الشعب السوري.

س-ثورة ثم حرب وتشريد وتجويع وتقتيل وتهجير، ومستقبل غامض للسوريين، لمن تحمّلون المسؤولية داخليا وخارجيا؟

ج- أحمل المسؤولية أولا للأسد وحليفتيه إيران ورسيا، وثانيا للمجتمع الدولي الذي خذل الشعب، والمسؤولية ترمى أيضا على المعارضة وهي جزء من المشكل.. أنا مستقل ولا أتشرف بأن أكون جسما من أجسام مؤسسات المعارضة التي لا تختلف عن ديكتاتوريات المنطقة، المعارضة التي تتكون من الائتلاف والجيش الحر والحكومة المؤقتة ، وهيئة تفاوضية وغيرها ، كلهم عبارة عن شلة مرتزقة وأدوات في أيدٍ خارجية وأجهزة استخبارات ، لا مصلحة لهم في إسقاط الأسد وخاصة أمراء الحرب الموجودين بعفرين واعزاز وشمال وشرق حلب،هؤلاء الذين يكسبون يوميا 100 ألف دولار وأكثر عبر حواجز النهب والسرقة والاغتصاب والتغيير القسري.. لا مصلحة لهم بإسقاط النظام والسوق السياسية الموجودة الآن أيضا لا تمثل الثورة والشعب .. فهم غرباء