الفصائل السورية الموالية لأنقرة تعزز مواقعها عند خطوط التماس مع قوات سوريا الديموقراطية في محيط منبج في وقت تهدد تركيا بشن هجوم ضد مناطق الأكراد

30

جرابلس (سوريا) – (أ ف ب) – عززت فصائل سورية موالية لأنقرة مواقعها العسكرية عند خطوط التماس مع قوات سوريا الديموقراطية في محيط مدينة منبج، في وقت تهدد تركيا بشن هجوم ضد مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد، وفق ما أفاد مراسل فرانس برس ومصادر عدة.

وتأتي تلك التعزيزات بعد أسبوع على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيسحب نحو ألفي جندي أميركي منتشرين في سوريا لمؤازرة قوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف فصائل كردية وعربية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، في معاركها ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وصعدت تركيا خلال الفترة الماضية تهديداتها بشن عملية عسكرية جديدة ضد المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية، بدءاً من مدينة منبج (شمال) وصولاً إلى مناطق أخرى واسعة شمال شرق البلاد.

وقال مراسل فرانس برس في مناطق سيطرة الفصائل قرب منبج إن الأخيرة ترسل منذ أيام المقاتلين إلى خطوط التماس في محيط المدينة، الخاضعة لسيطرة مجلس منبج العسكري المنضوي في قوات سوريا الديموقراطية.

وأشار المراسل إلى أن الهدوء يسيطر على المنطقة برغم التعزيزات العسكرية، لافتاً إلى أن معبر مرور المدنيين بين مناطق الفصائل وقوات سوريا الديموقراطية قرب منبج لا يزال مفتوحاً.

أرسلت تركيا خلال اليومين الماضيين تعزيزات عسكرية إلى المنطقة الحدودية مع سوريا، وأخرى دخلت إلى الأراضي السورية بالقرب من خطوط التماس مع قوات سوريا الديموقراطية في محيط مدينة منبج.

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن بدوره أن كلاً من الفصائل الموالية لأنقرة ومجلس منبح العسكري يعززون مواقعهم، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن “العمليات العسكرية لم تبدأ، وليس هناك حتى مناوشات”.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال الجمعة إنه قرر على ضوء القرار الأميركي تأجيل العملية العسكرية ضد المقاتلين الأكراد، مؤكداً في الوقت ذاته أن “هذا التأجيل لن يكون لأجل غير مسمى”.

ترى تركيا في الوحدات الكردية أبرز خصومها في سوريا، وقد خاضت معارك دموية ضدهم، وسيطرت في وقت سابق العام الحالي على منطقة عفرين، التي كانت تعد أحد أقاليم الإدارة الذاتية الكردية الثلاثة في سوريا.

وكانت الوحدات الكردية، التي تصنفها أنقرة “إرهابية”، انسحبت من منبج في تموز/يوليو الماضي بموجب اتفاق أميركي تركي، لتبقى المدينة تحت سيطرة فصائل اخرى منضوية في قوات سوريا الديموقراطية.

لكن تركيا تصر على أن المقاتلين الاكراد لا يزالون موجودين.

وتنتشر في منطقة منبج أيضاً قوات التحالف الدولي، التي تقوم بدوريات في المنطقة.

ويرجح محللون أن تبدأ العملية التركية من محاور عدة أبرزها مدينة منبج.

وقال المتحدث باسم “الجيش الوطني”، وهو تحالف للفصائل الموالية لأنقرة، يوسف حمود لفرانس برس الأربعاء “اتخذنا كافة الترتيبات والتعزيزات اللازمة، وأصبحت قواتنا في جاهزية كاملة من أجل تنفيذ المعركة” في منبج وشرق الفرات.

وأوضع “ننتظر التفاهمات الأميركية – التركية حول آلية الانسحاب”، مشدداً “نحن مصرون على أن نكون البديل (عن القوات الأميركية) في المنطقة (…) المعركة محسومة”.

ومن جهته، قال المتحدث باسم مجلس منبج العسكري شرفان درويش لفرانس برس “منذ عدة الايام هناك ازدياد في الحشود (العسكرية) على الحدود. نحن نراقب الأمر، وفي حالة استنفار”.

وأشار إلى أن “دوريات التحالف لا تزال في مكانها ولم يتغير شيء بهذا الصدد”، مؤكداً “نحن جاهزون لصد اي هجوم” تشنه تركيا والفصائل الموالية لها.

المصدر: رأي اليوم