المئات يصلون إلى وجهاتهم النهائية بعد يومين على إجلائهم من بلدات سورية محاصرة

19

وصل مئات الأشخاص أمس الجمعة إلى وجهاتهم النهائية بعد يومين على إجلائهم من بلدات سورية محاصرة في عملية واسعة شهدت قبل أيام تفجيرا أوقع 150 قتيلا، من بينهم 72 طفلا، اتهم الرئيس السوري «جبهة النصرة» بارتكابه.
وانتهت بذلك المرحلة الأولى من عملية إجلاء بلدات سورية محاصرة هي أساسا الفوعة وكفريا ذواتي الغالبية الشيعية وتحاصرهما الفصائل الإسلامية في إدلب، ومضايا والزبداني ومناطق أخرى تحاصرها قوات النظام قرب دمشق.
وشملت المرحلة الأولى إجلاء نحو 11 ألف شخص على دفعتين، تضمنت الأولى 7200 شخص والثانية 3300 شخص، ضمن الاتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة برعاية إيران، أبرز حلفاء دمشق، وقطر الداعمة للمعارضة.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بعد ظهر أمس الجمعة بـ«انتهاء تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق».
ووصلت، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، 45 حافلة على متنها ثلاثة آلاف شخص من الفوعة وكفريا إلى مدينة حلب، كما وصلت 11 حافلة تقل 300 شخص من بلدات في ريف دمشق إلى محافظة إدلب، أبرز معاقل الفصائل المعارضة.
واستأنفت القافلتان طريقهما بعد توقف نحو 48 ساعة في منطقتين منفصلتين قرب حلب، واحدة تسيطر عليها قوات النظام وأخرى تحت سيطرة الفصائل المعارضة، بانتظار حل قضية الإفراج عن معتقلين في سجون النظام.
وبعد بضع ساعات على وصول كل قافلة إلى وجهتها، أفاد مدير المرصد رامي عبدالرحمن بأنه «جرى الإفراج عن 50 معتقلا، من بينهم 15 امرأة على الأقل، من سجون النظام من أصل 750 متفقا عليهم في إطار المرحلة الأولى».
ووصل هؤلاء إلى منطقة الراشدين، التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة غرب حلب، وتعد نقطة عبور أساسية في عملية الإجلاء.
وشاهد مراسل فرانس برس ثلاث حافلات تقل معتقلين، خصصت إحداها للنساء، أثناء وصولها إلى منطقة الراشدين.
ويفترض أن يتم الإفراج عن باقي المعتقلين على دفعات خلال الساعات الـ24 المقبلة، بحسب عبدالرحمن.
وأشار إلى أنه يحق للمعتقلين الاختيار بين البقاء في مناطق النظام أو الذهاب إلى مناطق سيطرة المعارضة.
ونص الاتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة على أن يتم على مرحلتين وبالتزامن إجلاء جميع سكان الفوعة وكفريا وعددهم نحو 16 ألف شخص، مقابل خروج من يرغب من سكان مضايا والزبداني وبلدات أخرى في ريف دمشق.
وبالتزامن أيضا، يفترض أن يتم الإفراج عن 1500 معتقل من سجون النظام على مرحلتين.
ومن المفترض استكمال المرحلة الثانية من عملية الإجلاء في يونيو المقبل، وفق المرصد، وتتضمن إجلاء ثمانية آلاف شخص من الفوعة وكفريا والراغبين من بلدات في ريف دمشق تسيطر عليها الفصائل المعارضة.
وقال المتحدث باسم حركة أحرار الشام محمد أبو زيد إن «هناك مقاتلين من (حزب الله) لا يزالون في الفوعة وكفريا، ومن المفترض أن يتم إجلاؤهم خلال المرحلة الثانية».
وبدأت عملية الإجلاء يوم الجمعة قبل الماضي بخروج خمسة آلاف شخص من الفوعة وكفريا و2200 من مضايا والزبداني، إلا أنها توقفت أربعة أيام بعد تفجير دام استهدف قافلة الفوعة وكفريا في منطقة الراشدين.
وأودى التفجير بحياة 150 شخصا، من بينهم 109 من أهالي الفوعة وكفريا، وفق المرصد السوري. ومن بين القتلى، وفق المرصد، 72 طفلا.
وفي مقابلة مع وسائل إعلام روسية نشرت أمس الجمعة اتهم الرئيس السوري بشار الأسد «جبهة النصرة» (جبهة فتح الشام حاليا بعد إعلانها فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) بالوقوف خلف التفجير.
ولم تتبن أي جهة التفجير الدامي ضد أهالي الفوعة وكفريا. ونفت الفصائل المعارضة أي علاقة لها بالأمر.
وأكد موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا أمس الأول الخميس أن منفذي التفجير ادعوا أنهم موظفو إغاثة، وقال إن «أحدهم تظاهر بأنه يوزع مساعدات وأحدث هذا الانفجار الرهيب بعدما اجتذب أطفالا».
وخوفا من أي تفجير آخر، استؤنفت عملية الإجلاء الأربعاء الماضي وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل الفصائل المعارضة.

المصدر: عيون الخليج