المرصد السوري لحقوق الإنسان: اصرار روسي – اميركي مشترك على انسحاب ايران من سوريا

45

 

شنّت طائرات حربية إسرائيلية مساء الأربعاء، غارات جديدة على أهداف في مطار حلب الدولي، شمال غرب سورية، وأخرى في محيط العاصمة دمشق وريفها، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية التابعة للنظام السوري (سانا). وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الاحتلال الإسرائيلي استهدف مدرجا للطيران في مطار حلب الدولي ومستودعات في محيطه بأربعة صواريخ، وذكر أن القصف “أدى إلى اندلاع النيران وانفجارات يرجح أنها لشحنة صواريخ إيرانية”.  وأفادت وسائل إعلام رسمية سورية بأن الدفاعات الجوية تصدت لهجوم إسرائيلي في سماء دمشق وريفها، مساء الأربعاء. وذكرت مصادر في سوريا أن تم “التصدي للصواريخ الإسرائيلية قرب طريق مطار دمشق الدولي وأوتوستراد دمشق – درعا ومحيط مدينة الكسوة جنوب دمشق”.

في المقابل، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن القصف الإسرائيلي سواء في دمشق أو حلب جاء لإحباط محاولات نقل شحنات لأدوات تستخدم لتطوير دقة الصواريخ إلى الأراضي السورية، بالإضافة إلى رادارات وأنظمة هبوط آلي تستخدم لتوجيه الطائرات التي تقترب من الهبوط في مدرجات المطار. وأضافت القناة أن القصف الذي استهدف من بين أمور أخرى “تعطيل قدرة الطائرات على الهبوط” في المطارات السورية، خصوصا في المدرجات التي تستخدمها طائرات الشحن، مثّل رسالة إسرائيلية للنظام السوري مفادها أنه “من غير المقبول على إسرائيل أن تواصل الطائرات التي تنقل معدات عسكرية في الهبوط” بالمطارات السورية.

ليست الغارات الاسرائيلية على اهداف ايرانية في سوريا امرا مستغربا او مثيرا للتعجب بل باتت عملة رائجة. لكن اللافت هذه المرة، كان في ما أعقب الضربات الاخيرة. اذ اشارت معلومات صحافية الى ان روسيا “طالبت الميليشيات الإيرانية بمغادرة مواقع عسكرية مهمة غرب حماة وقرب مدينة طرطوس وسط وغرب سوريا، لتفادي القصف الجوي الإسرائيلي، الذي ازدادت وتيرته خلال الأيام الأخيرة الماضية”. فخلال اجتماع ضم 3 ضباط روس ونظراء لهم إيرانيين، عقد الأربعاء في مطار حماة العسكري وسط سوريا، أبلغ الضباط الروس الجانب الإيراني بضرورة إخلاء مقار عسكرية إيرانية قريبة من موقع الفوج (49)، التابع لقوات النظام السوري – والذي يعتبر من أهم المواقع العسكرية (دفاع جوي) في غرب حماة لاحتوائه على طراز S200 ومعدات عسكرية أخرى روسية الصنع – وإخلاء موقع عسكري إيراني ثان في منطقة الحميدية جنوب محافظة طرطوس، لتفادي إعطاء الإسرائيليين ذريعة لمواصلة القصف مع بقاء الوجود الإيراني في هذا الجزء المهم من سوريا”.

في موازاة هذا الطلب الروسي الذي يؤكد، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، ان موسكو ليست في وارد حماية الوجود الايراني في سوريا بل ترى ان من الضروري انهاءه، كان الرئيس الأميركي جو بايدن، يجري محادثة هاتفية مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، وجاء في بيان صدر عن مكتب الأخير أن الاثنين بحثا “آخر التطورات والأنشطة الإرهابية التي تمارسها إيران في الشرق الأوسط وخارجه”. وأضاف البيان أن “رئيس الحكومة (لبيد) هنّأ الرئيس الأميركي على الغارات الأخيرة التي شنّتها الولايات المتحدة في سورية”، موضحًا أنّ الرئيسين متّفقان على حق إسرائيل في “الدفاع عن نفسها”.

رغم محادثات فيينا اذا، الموقف الاميركي على حاله تجاه أمن اسرائيل، كما ان روسيا على الموقف عينه، ما يعني ان مسألة انسحاب القوات الايرانية من سوريا امر مفروغ منه لأن المجتمع الدولي بكل عواصمه، مؤيد له، تختم المصادر.

 

 

المصدر: المركزية