المرصد السوري لحقوق الإنسان: الحدود التركية لم تعد آمنة أمام السوريين.. سياسة ممنهجة أم أحداث فردية؟

19

قال “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في بيان إنه “يتابع باهتمام بالغ الحوادث المؤسفة التي تحصل على الحدود السورية التركية من انتهاكات من قبل بعض العناصر من حرس الحدود التركي”.

البيان صدر بعد سلسلة من الحوادث تعرض لها مواطنون سوريون عند الحدود السورية، آخرها مقتل رجل مسنّ برصاص حرس الحدود التركي أثناء حراثة أرضه، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأدان الائتلاف في بيانه “أي انتهاك يمسّ الأبرياء”، مؤكداً على “ضرورة محاسبة العناصر المتورطة بقتل وتعذيب عدد من الشبان السوريين”، داعياً إلى “الحفاظ على الترابط الأخوي المميز الذي يجمع الشعبين السوري والتركي”.

وقبل يومين، “تجمع محتجون سوريون عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا للتنديد بممارسات حرس الحدود التركي “الجندرما” ضد الشبان السوريين، وطالبوا بمحاسبة مرتكبي الانتهاكات بحق السوريين الباحثين عن ملاذ آمن في تركيا”، كما جاء في خبر نقله المرصد السوري الذي أكد مشاركة ناشطين وإعلاميين في الوقفة الاحتجاجية.

وعبر المحتجون  عن “استيائهم إزاء التصرفات السيئة لعناصر الجندرما التركية”. وبحسب المرصد، فإن “جثامين الضحايا الذي يسقطون برصاص القوات التركية يدخلون من معبر باب الهوى شمال إدلب”.

تتزامن هذه التطورات مع حلول الذكرى الثانية عشرة لاندلاع الثورة السورية في آذار من عام 2011. وكانت تركيا طوال سنوات ملاذاً آمناً للكثير من اللاجئين السوريين. ويعيش مئات المعارضين السوريين أيضا في تركيا بعد هربهم من بطش نظام الرئيس بشار الأسد.

لكن الأمور تغيرت في الآونة الأخيرة، مع تصاعد موجة العنصرية ضد اللاجئين السوريين في الشارع التركي، وبروز مؤشرات عن تقارب نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع النظام السوري.

أحد مسؤولي الائتلاف الوطني  السوري المعارض قال لـ”ارفع صوتك” إن “الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا أثّر بدوره على العلاقات بين اللاجئين والنظام التركي”. وفضّل المسؤول عدم الخوض في البيان الصادر عن الائتلاف فيما يخص حوادث مقتل سوريين على الحدود التركية.

مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قال لـ”ارفع صوتك” إن “عملية قتل السوريين عند الحدود مستمرة منذ اتفاق أردوغان مع الاتحاد الأوروبي على إقفال الحدود، وقد قتل منذ ذلك الحين أكثر من 500 مدني سوري على يد الجندرما التركية”.

ويعتبر عبد الرحمن أن “إفلات تركيا من العقاب” هو السبب وراء”استمرار قتل السوريين عند الحدود”. لكن اللافت هذه المرة، يتابع عبد الرحمن، هو “مقتل المزارع داخل الأراضي السورية”.

ولا يبدو عبد الرحمن راضياً عن البيان الذي أصدره الائتلاف السوري المعارض، لأن “البيان سمى عمليات قتل السوريين بالحوادث”. وبرأيه “هذه ليست حوادث بل جرائم قتل مستمرة بحق اللاجئين السوريين عبر الحدود في ظل ادعاء الأتراك أن السوريين باتت مناطقهم آمنة، وهي ليست آمنة حتى في مناطق السيطرة التركية”.

ويعبّر الحقوقي السوري عن قناعته بأن ما يحدث “سياسة ممنهجة تركية وليست أحداثاً فردية”.

 

 

 

 

المصدر:  ارفع صوتك