المرصد السوري لحقوق الإنسان: “الوضع إلى التصعيد”.. جنديرس تشيع ضحايا جريمة احتفال “نوروز”

23

 

لم تنته مدينة جنديرس في منطقة عفرين بحلب من لملمة جراحها بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة شباط الماضي، حتى هزتها، مساء أمس، الجريمة التي راح ضحيتها 4 أشخاص على يد عناصر مسلحين من أحد الفصائل العسكرية في المدينة، والذين شيعهم الأهالي صباح الثلاثاء.

النار التي أشعلت النار

ضمن احتفالات أهل المدينة برأس السنة الكردية (عيد نوروز) اعتاد المواطنون الكرد على إشعال النار على الجبال ضمن احتفالات خاصة، بطقوس قديمة أصبحت موروثاً شعبياً يمارسها المحتفلون ليل 20 آذار من كل عام.

وبحسب رواية الأهالي في جنديرس، والتي نشرها “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أن مجموعة من المحتفلين أوقدوا النار، مساء الإثنين، ليعترضهم عدد من الأشخاص ينتمون إلى فصيل “أحرار الشرقية” المسيطر على المدينة، ويطالبونهم بإطفائها، وبسبب رفض المحتفلين أطلق أحد العناصر النار عليهم فقتل منهم 4 أشخاص وأصيب اثنان، ثم لاذ الفاعلون بالفرار.

نقلت فرق الإسعاف القتلى إلى مستشفى جنديرس العسكري، بينما نُقل المصابون إلى مستشفى عفرين لتلقي العلاج.

غضب واحتجاجات

أثارت الجريمة غضباً واسعاً لدى سكان مدينة جنديرس، فخرجوا في مظاهرات احتجاجية تدعو إلى وقف الانتهاكات من قبل عناصر الفصائل المسيطرة ضد أهالي المدينة، ليل أمس، تجددت بأعداد أكبر صباح اليوم.

بينما رفض ذوو القتلى دفنهم مباشرة، فتسلموا الجثث من المستشفى العسكري في جنديرس، وتوجهوا إلى بلدة أطمة، شمالي إدلب، للمطالبة بوقف انتهاكات الفصائل المسلحة في المدينة.

وبعد تجمع أهالي القتلى وسط بلدة أطمة التقى بهم أبو محمد الجولاني قائد “هيئة تحرير الشام”، ووعدهم بمحاسبة الفاعلين، وسط مناشدات من أمهات وزوجات القتلى بتخليصهم من فصائل “الجيش الوطني”، وعلى وجه الخصوص فصيل “أحرار الشرقية”، الذي يتهم الأهالي عناصره بارتكاب الجريمة، بحسب ما ظهر في مقطع فيديو تداوله رواد وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي صباح اليوم، توجه ذوو القتلى مصحوبين برتل تابع لـ”هيئة تحرير الشام” نحو مدينة جنديرس، وسط تجمع كبير للأهالي في المدينة للمشاركة في مراسم الدفن.

تنديد وبيانات

قارب المجلس الوطني الكردي بين جريمة جنديرس الأخيرة وجريمة النظام السوري في عيد “نوروز” 2008 في القامشلي، في بيان نشره ليل أمس.

وطالب المجلس الوطني الكردي “الائتلاف الوطني باتخاذ موقف صريح ومعلن بإدانة الجريمة، وأيضاً من هذا الفصيل، وكل من يقومون بالاستهتار بحياة الناس وامتهان الانتهاكات الجسيمة، ويطالب بتقديم الجناة الى محكمة دولية محايدة”.

واستنكر “الائتلاف الوطني السوري” المعارض الجريمة، في بيان صدر صباح اليوم، معتبراً أنها “استثنائية”، وأن “الاحتفال بعيد نوروز يتم كل عام” في المناطق الكردية.

بدورها أصدرت الحكومة السورية المؤقتة بياناً نددت فيه بالجريمة، والتي وصفتها بأنها “تحمل في طياتها جريمة كراهية تمت تغذيتها بمخلفات الفكر العنصري والعقلية البعثية الإقصائية”.

وفي بيان لها، نفت “حركة التحرير والبناء، التي تضم ضمن تشكيلاتها فصيل “أحرار الشرقية” مسؤوليتها أو أي من مكوناتها عن الجريمة التي وصفها البيان بـ”النكراء”.

تنديد واسع على وسائل التواصل الاجتماعي

وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي تنديداً واسعاً بالجريمة، عبر من خلالها النشطاء ورواد المواقع تضامنهم مع أهالي الضحايا، مطالبين بتسليط الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها الأهالي في منطقة عفرين.

ودعا ناشطون وحقوقيون إلى وقفات احتجاجية ومظاهرات للمطالبة بتوقف انتهاكات الفصائل بحق المدنيين، وتقديم الجناة إلى المحاكمة، حتى لا تتكرر مثل هذه الجرائم.

وبحسب تقارير صحفية وحقوقية تشهد المناطق التي يسيطر عليها “الجيش الوطني” انتهاكات واسعة بحق المدنيين، تتضمن الخطف والاعتقال والترهيب، إضافة إلى سرقة الممتلكات.

 

المصدر:  روزنة