المرصد السوري لحقوق الإنسان: تركيا تبرر تصريحات وزير خارجيتها.. ومعارضون سوريون ينتفضون ضده

39

أثارت تصريحات وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الخميس، “انتفاضة شعبية ضمن مناطق النفوذ التركي في حلب وإدلب والرقة والحسكة”، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بالتزامن مع رد أصدرته الخارجية التركية، الجمعة، بشأن تلك التصريحات.

وكشف أوغلو، الخميس، عن إجرائه محادثة قصيرة مع نظيره لدى النظام السوري، فيصل المقداد، على هامش اجتماع لحركة عدم الانحياز أقيم في بلجيكا بشهر أكتوبر الماضي.

وقال وزير الخارجية التركي في تصريحات نقلتها وكالة “الأناضول” إنه “علينا أن نصالح المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما وإلا فلن يكون هناك سلام دائم”.

الخارجية التركية ترد

وبعيد تظاهرات غاضبة في سوريا، أصدرت وزارة الخارجية التركية، الجمعة، بيانا جاء فيه أنه “منذ بداية الصراع السوري ، كانت تركيا الدولة التي بذلت أكبر جهد لإيجاد حل للأزمة في هذا البلد بما يتماشى مع التوقعات المشروعة للشعب”.

وذكر البيان أن “تركيا لعبت دورا رائدا في الحفاظ على وقف إطلاق النار على الأرض وتشكيل اللجنة الدستورية عبر عمليتي أستانا وجنيف، وقدمت الدعم الكامل للمعارضة ولجنة التفاوض في العملية السياسية”.

 

ووفقا للخارجية “تواصل تركيا، التي توفر الحماية المؤقتة لملايين السوريين، الإسهام الفعال في الجهود المبذولة لتهيئة الظروف المناسبة للعودة الطوعية والآمنة للاجئين وإيجاد حل للنزاع وفقا لخارطة الطريق المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي 2254”.

وأكد البيان أن “تركيا ستواصل بالتعاون مع جميع أصحاب المصلحة في المجتمع الدولي، المساهمة بقوة في الجهود المبذولة لإيجاد حل دائم لهذا الصراع بما يتماشى مع تطلعات الشعب السوري، وأنه سيستمر التضامن معه”.

وتحت شعار “تسقط تركيا ويسقط النظام”، خرجت تظاهرات في مناطق سورية متفرقة، الخميس والجمعة، ورفع مشاركون لافتات كتب عليها “جاويش أوغلو شو رأيك تصالح غولن والـ PKK، بكون هناك سلام دائم”، في إشارة إلى المعارض التركي، فتح الله غولن، المتهم بمحاولة انقلاب في تركيا عام 2016، والمقيم في الولايات المتحدة، وحزب العمل الكردستاني (PKK) الذي تصنفه أنقرة تنظيما إرهابيا.

إحراق العلم التركي

ورصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، احتجاجات شعبية عارمة ضمن مناطق نفوذ الفصائل بمناطق سورية عدة، وذلك تنديدا بتصريحات وزير الخارجية التركي.

وشهدت مدينة أعزاز شمال حلب، “اقتحام المتظاهرين لمديرية الأمن بالمدينة، حيث توجهوا إلى مبنى المجلس المحلي وقاموا بإنزال العلم التركي وإحراقه، وسط دعوات لإزالة العلم التركي من جميع المناطق الخاضعة لنفوذ الفصائل، كما منع المتظاهرون مرور رتل تركي على طريق عفرين أعزاز، والدخول إلى مدينة أعزاز”، وفقا للمرصد.

تظاهرات الجمعة

ووجه نشطاء محليون في إدلب شمال غرب سوريا مساء الخميس دعوات للخروج في مظاهرات الجمعة في عموم مناطق الشمال السوري، تنديدا بالتصريحات التركية.

ووفقا للمرصد “من المتوقع أن تنطلق بعد ظهر الجمعة تظاهرات أمام نقاط المراقبة التركية وفي الساحات العامة للتعبير عن الرفض الشعبي القاطع لإجراء مصالحة، وللتنديد بالموقف التركي الذي بات مؤخرا يذهب باتجاه التطبيع العلني مع النظام السوري”.

وصدرت تباعا دعوات لخروج تظاهرات عقب صلاة الجمعة في كبرى مدن الشمال السوري كأعزاز والباب وعفرين وجرابلس التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل سورية موالية لها، تحت شعار “لن نصالح”، وفقا لفرانس برس.

كما صدرت دعوات مماثلة للتظاهر في مدينة إدلب الواقعة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وفصائل أخرى أقل نفوذا، وللتجمع قرب المعابر الحدودية مع تركيا.

وأشار وزير الخارجية التركي إلى ضرورة وجود إدارة قوية في سوريا لمنع أي تقسيم للبلد، مضيفا أن “الإرادة التي يمكن أن تسيطر على جميع أنحاء البلاد لا يمكن تحقيقها إلا من خلال الوحدة والتضامن”.

وكشف أوغلو أنه أجرى المحادثة القصيرة مع المقداد في إطار حديثه مع وزراء آخرين في الاجتماع.

ويعد هذا اللقاء، الأول الذي يجمع بين دبلوماسي تركي رفيع ومسؤول لدى النظام السوري منذ اندلاع الحرب الأهلية في البلاد في عام 2011.

وتدعم تركيا مجموعات معارضة سورية وفصائل مسلحة مختلفة، كما نفذت القوات التركية العديد من العمليات العسكرية عبر الحدود مع سوريا خلال السنوات الماضية.

وتجري أنقرة منذ سنوات محادثات مع طهران وموسكو، أبرز داعمي دمشق، في إطار مسار أستانا الهادف الى إيجاد تسوية سياسية للنزاع، بموازاة جهود الأمم المتحدة في جنيف. وأدت اتفاقات تهدئة ضمن هذا المسار إلى وقف هجمات عسكرية واسعة نفذتها قوات النظام السوري خصوصا في إدلب.

ونفى جاويش أوغلو وجود أي تواصل مباشر راهنا بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد، رغم مطالبة روسيا بذلك منذ زمن طويل، على حد قوله. لكنه أشار إلى عودة التواصل مؤخرا بين أجهزة استخبارات البلدين بعد انقطاع.

وتلوح تركيا منذ مايو بشن هجوم على منطقتين تحت سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال سوريا. وأكد تشاوش أوغلو أن بلاده “ستواصل قتالها ضد الإرهاب في الميدان في سوريا”، بموازاة جهودها للتوصل إلى حل سياسي.

وتصنف تركيا المقاتلين الأكراد الذين يسيطرون على منطقة واسعة في شمال وشمال شرق سوريا “إرهابيين”، وتخشى أن يستقوي المتمردون الأكراد في تركيا بهم.

وتسبب النزاع في سوريا بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

 

 

 

المصدر:   الحرة